المقالات

قوانيننا عراقية ولا نعمل بقوانين الغير

1419 04:33:00 2007-01-18

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

عملية اعدام الثنائي برزان – البندر، اكدت المقولة انه كيفما وبأي طريقة وفي أي مكان او زمان كان قد اعدم فيه صدام سوف لن يكون موقف الاعلام العربي وبعض الدولي على غير ما كان عليه.اثناء عملية اعدام برزان – البندر توخت الحكومة العراقية حذراً شديداً شمل:1-عدم دخول قاعة تنفيذ الحكم سوى قاضٍ وطبيب وممثل للداخلية والمهنيين المتخصصين.2-اخذ تعهدات خطية من قبل هؤلاء بان أي مشهد يرتبط بالعملية وتنفيذها يعرض من على شاشات التلفاز سيكون الحاضرون في عملية التنفيذ مسؤولين عنه مسؤولية كاملة.3-افساح المجال امام المدانين لتقديم او كتابة وصاياهم او طلب ما يريدون وكانت الجهات المسؤولة اذناً صاغية لهؤلاء فيما اكدت الوقائع التي تلت عملية الاعدام التزام الحكومة بتنفيذ وصاياهم ونقل جثامينهم بكرامة الى المكان الذي رغبوا دفنهم فيه وعلى نفقة ومسؤولية الحكومة.4-قيام السلطات المختصة بتجريد الاعلاميين العراقيين والدوليين من كامراتهم ووسائل اتصالاتهم عندما اضطرت الحكومة لعرض بعض اللقطات الخاصة بتنفيذ الحكم القضائي بالمدانين لضمان عدم تسريب ذلك اعلامياً كما حصل في عملية اعدام صدام.5-تشكيل لجنة تحقيقية للبحث في قضية التصوير السري لعملية اعدام صدام والتوصل الى معرفة الفاعل واعتقاله وتقديمه للقضاء.

بالرغم من كل هذه الاجراءات الا ان هناك ما زال من يرى بأن عملية اعدام برزان والبندر المسؤولين عن قتل ما يقرب مئة الف عراقي، انها تمت بطريقة صادمة، ولا ندري ما الذي يراد من السلطة التنفيذية العراقية اكثر مما فعلته كي لا يصُدم هذا البعض، وكذلك ماذا تفعل هذه الحكومة امام المشيئة الالهية التي فصلت رأس برزان عن جسده في حالة تعتبر الفريدة من نوعها بكل عمليات الشنق حسب تقرير الطبيب المنتدب من دائرة الطب العدلي.

الآخرون يريدون من الحكومة العراقية إلغاء عقوبة الاعدام فيما موجات الاعدام تطال المئات من العراقيين حالياً وسابقاً، فهل يعقل لشخص يدعي بأنه مسؤول عن قطع رؤوس اكثر من خمسمئة مواطن بأن يُقال له شكراً او احسنت الفعل!.

هل يعلم هذا الآخر ان دولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية اسقطت نظامين واحتلت بلدين، افغانستان والعراق، لانها كانت تعتقد بأن حركة طالبان ونظام صدام كانا مسؤولين بشكل او بآخر عن العمليات الارهابية التي طالت برجي التجارة العالمي في العاصمة الامريكية.هل ان اعدام البندر وبرزان وصدام بحاجة الى ادلة وبراهين تثبت تورط هؤلاء بجرائم ابادة بشرية جماعية اودت بحياة عشرات الآلاف من الابرياء العراقيين واحالت البلد الى موطن للايتام والثكالى والارامل والمعاقين.هل بمقدور احد ان ينكر او يتنكر لسياسات الحروب التي شملت ايران والكويت والسعودية وامتدت لسوريا ولبنان والساحة الفلسطينية وحتى الاردنية، التي كان يشنها رأس النظام واركانه على هذه البلدان وشعوبها فضلاً عما لحق بالعراقيين من دمار هائل بمنظومتهم البشرية وبناهم التحتية من اجل اشباع غريزة الموت التي تطبّع عليها نظام صدام.

ان انزال القصاص بحق هؤلاء لهو انجاز للبشرية قبل ان يكون للعراقيين، ومن يريدنا ان نكف عن المجازر التي يعني بها اعدام الثلاثي المجرم عليه ان يتصفح ارشيف حرب السنوات الثمان وجريمة احتلال دولة الكويت ومجازر الانفال وحلبجة في الشمال والاهوار في الجنوب وحفلات الموت الجماعي التي كانت تشهدها دهاليز النظام المجرم وغرفه المغلقة وكذلك فليأتي هذا البعض الى العراق كي يتعرف على خارطة مقابرنا الجماعية التي دخلت ارشيف المؤسسات الدولية المعنية بمثل هكذا حقائق ووقائع.لا نعتقد ان احداً يملك الحق ان يفرض على غيره بأية قوانين يجب ان يتحرك او يدير بلده، واذا كان اولئك يعتقدون بأنهم يمتلكون مثل هذا الحق فعليهم ان يقبلوا بالاخرين ان ارادوا الغاء او تصحيح بعض قوانينهم وهذا ما لا يرتضونه يقيناً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك