( بقلم : الدكتور جابر رزاق غازي )
قبل اربع سنوات من الزمان لم يكن يدر ببال العراقيين بانهم سوف يصلون في يوم من الايام على خبر مغادرة صدام الارض والحياة بل لم يكن احد يجرؤ على مجرد التفكير بوجود عراق بدون ذلك الطاغية انطلاقا من شجرة الخوف التي زرعها في نفوس كل العراقيين صغارا وكبارا. لكنها حكمة الباري في انزال القصاص والعقاب بالمفسدين في الارض ولو بعد حين. ولا بجانب الحقيقة اذا قلنا ان الطاغية قد مات منذ اول ايام شبابه ودفن في قبر ظاهر على الارض وذلك القبر هو بيت خاله (الملا خير الله طلفاح) الذي لقنه كل موبقة وانتزع منه الاخلاق ورباه على استعداء الاخرين وعلمه منطق القتل بقوة ودون رحمة.
لذلك عاش صدام حياته وهو فاقد للشهامة والاخلاق وبدأ وكانه يحفر بيديه قبرا كبيرا لذلك الشعب المظلوم الذي تسلط على رقابه فلم يشأ ان يرى الناس في بحبوحة من العيش على الرغم من امتلاكه كل اسباب ووسائل الحياة وبدأ بإشعال الحرائق سعيا في حرق اكبر عدد من ابناء الشعب فكانت المنازلة اللابشرية مع ايران الجارة المسلحة والحرب الخاسرة مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الاولى والثانية التي اعد لها صدام العدة لتكون نهاية العراق ويقضى فيها على الانسان ولكن كان الذي كان وقصم ظهر النظام واستخرج ذلك القائد الهمام من جوف حفرة يأبى ان يعيش فيها أي انسان يحمل ولو ذرة واحدة من الكرامة ولكنه صدام الذي عاش منذ حين ارتضى لنفسه ان يراه العالم في ذلك المكان البائس ومع ذلك صرح بأنه (رئيس جمهورية العراق ومستعد للتفاوض) على ماذا نتفاوض هل يوجد هناك أمل في امكانية ان يغفر لك الامريكان تقتل وتحرق عليهم.
هيهات ان عجلة التاريخ لا تدور إلى الوراء انها المضيعة يا صدام وعليك ان تواجه مصيرك، وهذا ما حدث بالفعل فكانت محاكم الشعب التي اعدت لتنطق باسم الالاف من الشهداء والمحرومين والمعوزين وكان القول الفصل ضد صدام الذي مات منذ ايام شبابه والتخوف بذلك صفحة من الصفحات سوادا في تاريخ العراق والبشرية والانسانية جمعاء.. وتتنظر بركة الله وصفة الخير سبب ان يشرق النور من جديد على ارض المظلومين والمحرومين في بلد الصامدين الصابرين.
https://telegram.me/buratha