المقالات

التحذير الذي لابد منه

1692 23:38:00 2007-01-14

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

منذ ان بدأت الخارطة السياسية العراقية الجديدة تتضح خطوطها واشكال تضاريسها، بدأ الموقف العربي ومن ورائه الاقليمي وكأنه قد افاق من صدمته التي افقدته وعيه مع حلول التاسع من نيسان 2003، وبدأت بعض الدوائر العربية واخرى اقليمية بل وحتى دولية تتصرف بشكل يوحي وكأنها لا تريد للعراق ان يغادر موقعه الذي وضعه النظام المخلوع فيه، بمعنى آخر ان يبقى العراق كوبون نفط او شيك مفتوح يدخل في حساب هذا البلد او ذلك النظام او ان يبقى عند البعض الآخر حقل تجارب للمدارس العسكرية الدولية لاختبار منتوجها او لالهائه عن دوره عند بعض العرب والاقليميين وكأنه غير مسموح على الاطلاق لهذا البلد وشعبه وقواه السياسية ان يشعروا في يوم بانهم ابناء بلدٍ له جغرافيته وتأريخه واقتصاده وحضارته التي تكفل لانسانه العيش ببحبوحة من الامن والاستقرار والرفاه شأنهم في ذلك شأن شعوب ودولٍ لا تمتلك عُشر ما نمتلك نحن.يبدو ان البعض من تلك الدوائر استمرأ لعبة ان يكون العراقي مشروع موت دائم او مشروع هجرة وتشريد دائميين كي يتصدق الآخر عليه بمنحه اقامة شهر او ثلاثة اشهر على اراضيه لغرض استدراجه لاحقاً لهراواته او قذفه خارج الحدود او اهانته بالطريقة التي يريد.

فيما يرى الغير بالعراق وكأنه قد صُمم كمشروع لحرب النيابة عنه وعن بعض الانظمة السفيهة المستهترة بحقوق الآخرين، لذا فان العراق عندما كان يدخل حرباً كنا نرى بالكرم التسليحي والمادي العربي يأتيه بنظام الفاتورة المفتوحة وفق المثل القائل: "من عندك العيال، ومن عندنا المال" هذا العراق انتهى.. بل الاصح ان الحقبة العراقية تلك انتهت وبدأ العهد العراقي الجديد الذي لن يرضى باقل من استرجاع كرامة العراق والعراقي معاً وانهاء ظاهرة العراق الورقة الذي وضعه صدام بأيادي كل من هب ودب. ولعل التحذير الاخير الذي اطلقه زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم لكل الاطراف دون استثناء بايقاف التدخل بشؤون وطننا وشعبنا والكف من لعبة اذكاء الفتنة الطائفية والعنصرية بين ابناء هذا الشعب، اختزل كل ما يريد ان يقوله الشيعي والسني والكردي والتركماني والمسيحي وكل قومياتنا واثنياتنا واقلياتنا واتجاهاتنا الفكرية والسياسية ونعتقد بان من يعنيهم هذا التحذير باتوا يدركوا تمام الادراك كل ما يظهره ويستبطنه هذا التحذير من استحقاقات ومعانٍ تتعدى حدود القول الى دائرة الفعل المدافع بروح وطنية مسؤولة عن كل ما هو عراقي ولأي من الاتجاهات ينتمي.

ان الجوار العربي ومن ورائه المحيط الاقليمي يقفان اليوم امام فرصتهم الاخيرة لتصحيح مواقفهم ازاء هذا الشعب وعليهم ان يستوعبوا الحقائق الجديدة التي يعيشها العراق الجديد والتي يأتي في مقدمتها ان عراق المعادلة الظالمة قد انتهى وعراق المعادلة الجديدة قد نهض من كبوته ونتمنى ان لا يدفعنا الغير الى ان نسلك طريق الرد بالمثل وهذا ما اصبح في متناول اليد بكل تأكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك