المقالات

الأعلام الشيعي ..الحرفنه والمواجهه

1747 05:05:00 2007-01-14

( بقلم : انمار أل سويف )

قد يظن الظان ان الأعلام هو وليد العصر وانه ورقة مكتوبه او خبر يسمع او مشهد يشاهد , نعم هذا جزء الحقيقه ولكن جزءها الآخر هو ارتماس الأعلام في احضان التاريخ وتجذره بالروح البشريه منذ خلقت وتعدد انواعه والوانه ومشاربه ولنا في احداث تاريخيه قصصيه واعلاميه خير دليل وبما اننا لسنا في صدد البحث التاريخي فاننا سنرمز لامثلة قصيره ومفيده لهذا المبحث ..هدهد سليمان عليه السلام وفاسق بني المصطلق ثم الشعر وازعم ان بيتا واحدا من الشعر كان كفيلا بان يوقد نار حرب شعواء او يلحق العار بقبيلة باكملها فغض الطرف انك من نمير ****** فلا كعبا بلغت ولا كلابا يزعم ان جريرا لما قال هذا البيت لم ترفع نمير راسها بكرامة ابدا , والحق كل الحق ان الشعر كان ولا يزال منبرا اعلاميا فعالا ومؤثرا. ولب موضوعنا ان الاعلام في عصرنا قد تنوع وتشعب وتهادت اركانه الى ابعد الحدود فصار جزءا حقيقيا وفعالا من حياة كل الأمم بل اصبح اداة طيعة لترويج الافكار وبث الأهداف وتسميم العقد وتخدير العقل البشري او اثارته , فعلت به كعوب امم ونكصت اخرى واستغلته امم بحقه وبصدق فيما ادرنت به اخرى فاصبح كالسم الذعاف تقذفه على هذا وذاك لاسباب واهيه واهداف دونية وليس خافيا على الجميع ان الدور المخزي الذي تقوم به قناة الدجل والتضليل والنفاق والترهيب ( الجزيره) انما هو احقر واخس بل الأحقر والأخس على الأطلاق في عصرنا مزادا عليه اللاحياديه واللانزاهه واللاصدقيه في تعاملها البربري مع الأحداث وانتقائيتها المشهوده بترتيبها وابراز ما تريد ابرازه وفق مصالحها الطائفيه وعقدها القوميه او مرضها المستفحل بالعداء المتاصل لأتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام ولايفوتني هنا ان اذكر ان تغطيتها الخبيثه لأحداث لبنان واضفاء صفة الأنحياز للمقاومه انما كان لصالح اهدافها واهداف من يقوم عليها والدليل هو سرعة انقلابها على المقاومة بعد انتهاء الحرب مباشرة وبدون سابق انذار. لكننا نعترف لها ولقنوات اخرى بحرفنتها العاليه ( وليست حرفيتها ) وعلو كعب الكذابين العاملين لديها ولدى غيرها , وهنا ننظر بشجى الى اعلامنا الشيعي وما وصل اليه من مستوى التفاعل مع الاحداث وابرازها وبلورة الفكر المطروح وتجييش الوسائل والسبل لخدمة ذلك كله , نعم ننظر بشجى الى كل ذلك فنرى اننا لم نصل الى مستوى الأحداث اولا ولا الأعلام المعادي ثانيا , بل اننا نرى ان بعض اعلامنا يضحك الثكلى ويبكينا حد الأختناق لأننا نراه بغير هويه ولا حرفيه ولا مستوى تقني ولا ادوات تنفيذيه ولا حتى اشكال بشريه بالرغم انني لا اعول على الأخير كثيرا...؟لربما يطرح البعض تعليلا واقعيا بعض الشئ ولكنه غير مجزي في نهاية الأمر وتجاوزه كان سهلا يسيرا وهو ان الأعلام الشيعي قد ولد لتوه بعد عسرمستديم مرخلاله باظلم العصور واحلك الفترات ومن السهل الرد على هكذا تعليل بالقول لماذا سمحتم له ليولد ابكم او اكتع على اقل تقدير ؟  لماذا لم تدخلوه ارقى المشافي وتستجلبوا احذق الأطباء ليولد تاما صحيحا معافى ؟ ماهي المعضله في ذلك ؟ المال ؟ الخبره ؟ او العنصر ؟ لا شك ولا ريب ان كل ذلك مدحوضا تماما فالمال متوفر والخبره موجوده والعنصر الحذق الحرفي موجود ايضا ؟ اذن لماذا ؟اغلب الظن ان الأرتجاليه وعدم التخطيط المسبق والمحسوبيه والنزعه التفرديه وعدم ادراك المدى الفعال للأعلام وتاثيره الحسي وعدم انتقاء العناصر ذات الخبره ثم طامتنا الكبرى وهي ( التحزب والتشرذم ) ولنبدأ من الأخير ...المتابع للحاله الأعلاميه في العراق يجد وبسهوله اننا نملك كم هائل من القنوات الأعلاميه بكافة اشكالها ابتداءا من المجلات والصحف والجداريات والأذاعات وصولا الى الفضائيات لكنه سيرى بوضوح ايضا انها وبقضها وقضيضها لم ترتق الى مستوى الطموح لأعتمادها الحزبيه الضيقه وحشرها للعناصر غير الكفوءه في اماكن حساسه كان الأجدر ان لا تعطى الا لخبراء ممارسين كي يقوموا بدورهم على احسن حال مع توصيل الخبره والحرفيه الى جيل المستقبل الذي كان يجب ان يعمل بخط متواز مع الخط الخبروي ...وكمثال على ذلك لا الحصر مع اعتذاري الشديد لكل من يذكر بشخصه او انتمائه او صفته والذي يحدوني لقول ذلك هو المصلحه الوطنيه ومصلحة المذهب ثم المصلحة العامة , خذ مثلا الفرات والمسار وبلادي ودجله وسوا والسلام وغيرها وغيرها ستجد انها وبلا ادنى شك بانتماءات مختلفه واتجاهات مختلفه وستجد في اغلب ساحات اعلامنا عناصر لا ترقى ان تدخل هذا الحقل وليس لها بالأعلام من ناقة ولا جمل وانما حشرت حشرا لأسباب معروفه..؟انا اتساءل بربكم هل يمكن مقارنة نشرة اخبار لقناة الجزيره بنشرة اخبار لاية قناة عراقيه ؟؟ ستجد هناك الحرفنه بكل معناها الأخلاقي واللا اخلاقي والصوره والتنفيذ وستجد المحلل والمستشار برغم اللا اخلاقيه في التعامل وتجد المتابع للخبر والمقارن له والمروج له ايضا..بينما تجد ان اغلب نشرات اخبارنا تفتقد الى كل ذلك وتنتهج العفويه المفرطه والتصابي الأعلامي وصولا الى عدم المهنيه بل انني اتساءل لماذا هذا الأعتداء الصارخ على الوقت والحدث ببث برامج لا تغني ولا تسمن من جوع كمثل برنامج ثلاثه من اربعه او برنامج يظهر فتاة جميله بملابس ملتصقه على جسمها تستقبل اهداءات العراقيين وغيرهم ؟؟ أظن ان وطننا يمر بوقت عصيب ويجب علينا التفكير الف مره قبل تبذير الوقت والجهد في هكذا برامج بل الأجدى ان نبذل كامل الوسع في رد التهم وتفسير الأحداث وسوق التفاعلات وابراز الموقف الوطني وانتهاج الخط المعرفي في مقابلة الهجمه الشرسه علينا والتي تقودها كل تلك الأعلاميات المنحطه خارج الوطن وداخله ..لسنا في بحبوحة من السلم والأطمئنان والحريه لكي نقلد مثلا قناة دبي في برامجها الأستعراضيه او القنوات المنشأه اصلا لغرض الترفيه والتي تعج بها الساحه العربيه والعالميه , او بث اغاني كاظم الساهر او غيره من المطربين في زمن نحن احوج به من اي زمن آخر للوقت والكلمه والحدث والتفصيل والرد وتفهيم الآخر منهاج العراق الجديد...!!!؟ نحن لا ننكر ان بعض القنوات تمشي بخطى وئيده بالأتجاه الصحيح ولكن ماخذنا عليها ان هذا الوقت ليس وقت المشي الوئيد بل هو وقت الاسراع وتثبيت الخطى وتحسين النتاج وتهذيب لغة المخاطبه ولربما تكون بعض القنوات المحسوبه على التيار الشيعي وغير المتواجده على الساحه العراقيه برغم من انها بمساس كبير معها تكون قد قطعت شوطا كبيرا بالأتجاه الصحيح ويبقى عليها ان تبتعد عن الأتجار ببعض القضايا العروبيه وعدم استخدام الكتل البشريه المهزوزه اصلا القادمه من بلد فقير بكل معاني الفقر الثقافي والاقتصادي والسياسي , فمثلا لماذا توظف قناة العالم التابعه لأيران اكثر من نصف مقدمي اخبارها وبرامجها من الفلسطينيين ؟؟ الطموح وبكل تجرد هو انشاء اكثر من قناة أعلاميه وعلى مستوى كبير من الدقه والأحساس بالواجب الوطني والديني وتعميق مفاهيم هذه القنوات بالتجرد الاعلامي وعدم الأنتماء الفئوي وليس المذهبي ومن ثم احتواء عناصر الساحه الأعلاميه بكل تفاصيلها وابراز الحدث العراقي اولا والشيعي ثانيا بكل تجرد وبحنكه تفهم الآخر معنى الحياة ومعنى الوطنيه ومعنى الأنتماء المذهبي الحر الصادق وغير المتحيز..؟ صحيفه ومجله واذاعة وتلفزيون محلي وقناة فضائيه تبث على كل الاقمار بشرقها وغربها على درجة كبيره من التقنيه الحديثه بحيث ان بثها لا تشوبه اي شائبه ومن الصفاء والنقاء والأريحيه اللونيه والتصميميه على درجة كبيره وتضم من الوجوه الأعلاميه المحنكه والخبيره والقادره على خدمة هذا الهدف بكل معنى الكلمه ..من مخرجين وتنفيذيين ومصممين ومعدين واعلاميين ومقدمين وكل ما يتعلق بالوجوه الأعلاميه , تاخذ على عاتقها هم العراق وهم المذهب بشكل اساسي مبسط وصريح وغير مستفز للآخر, نحن نقول قناة واحده فاذا كان العدد اكثر (فالخير خيرين بل خير وبركه ) , بشرط الابتعاد عن كل الخصل السيئه المذكوره انفا والمؤكد ان القناة الواحده سوف تكون ذات تاثير قليل وسط هذا الخضم المتلاطم من الأعلاميات التي ليس لها اي هم سوى مهاجمة العراق والمذهب والسعي لأفشال الحكومه المنتخبه وافشال الهدف الاسمى وهو بناء دولة القانون والمؤسسات وترسيخ قيم الديموقراطيه في العراق الجديد والذي سوف يكون الشراره الأولى لأشعال حمى الديموقراطيه في المنطقه والزلزال الأول الذي سيطيح بعروش اغلب المتكرشين والمتعرشين على كراسي الحكم العتيقه التي دامت لسنين طوال وبكل تاكيد يدخل الأخ القائد القذافي في لب الموضوع باعتباره عميد الزعماء العرب الملتصقين بكراسيهم ( بلزكة جونسون ) او ( بغرى الأخشاب الجاويه العتيقه ) وسوف لن انسى البيه الكدع الذي تساوي نثريته لصبغ شعره فقط خزينة مصر للقرن القادم..!؟ هل حلمنا كثيرا ؟ ربما !!!!!!!!!!!!!!!!؟ولكننا بكل تاكيد نرغب وبقوه برؤية اعلامنا الشيعي بالصفه التي ذكرنا وعلى المستوى الذي يريح اعصابنا ويهدءها بدل تدميرها ونحن نتابعه برغم انوفنا , ولا اظنني مجانب للحقيقه اذا قلت ان كل الصفات التي ذكرناها للأعلاميين متواجده وبدقه في اغلب الأخوه والأخوات المتواجدين والمتواجدات على ساحة براثا الكريمه وفي اصقاع الأرض ولكنهم يحملون في قلوبهم هم العراق وهم المذهب وهم المستقبل المشرق لوطننا نراكم في اعلامية العراق اولا التي تسر الناظر وتبسط السامع وتلقم الحاقد الف حجر  أنمار آل سويف
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2007-01-15
الحقيقة المرة هي ليست الاعداد او عقدة الخوف كما جاء في التعليقين وانما اختيار الاشخاص غير الكفوئين والحرفيين واسلامهم ادارة هذه الفضائيات وبالتالي فهذا يؤدي الى الاختيارات الخاطئة لان كل فرضية خاطئة لابد وان تؤدي الى نتيجة خاطئة ولااريد استعراض الادارات وبالاسماء ومن خلال تعاملي معهم والذين جاءت بهم العمومة او الخؤولة او الانتماء الحزبي ولم يكن لاي منهم حرف واحد في تاريخهم والا فان العراقية تحتوي علي جيش من العاملين انهم يقدمون برامج جريئة وامكانياتها المالية مذهلة ولكن الى اين هذا هوالسؤال ؟
محمد على الموسوى
2007-01-14
شكرا دكتور على هذه الموضوعيه الانتقائيه فى الطرح الحساس والدقيق الذى لاينتبه اليها اكثر القنوات المذكوره فى مقالتكم المرموقه ولها اسبابها سواء قبلنا به ام لا حقيقة نحن نرى اولئك الاشخاص المعدودين على شاشة التلفاز والموضوع المراد طرحه ولكن المفروض هناك خلية نحل خلف الكواليس من مستشارين ومنسقين وكوادر فنيه تراجع مواضيع العرض وردود الافعال التى تنعكس على هذا البرنامج والشرائح المقصوده بالبرنامج وعموميته والخصوصيه فى ذلك وامور شتى لايمكننى ذكرها فى هذه المساحه الضيقه للتعليق البناء على مقالتك شكرا
يوسف
2007-01-14
عزيزي الدكتور انمار انا معك ان الاعلام الشيعي كسيح و لكنك لم تذكر اهم سبب لذلك و هو الخوف نعم الخوف من المحيط السني الجاهز لالقاء التهم جزافا على الشيعة فمتى تجاوزنا هذه العقدة فسيسير اعلامنا شامخا و لن يعيقه اي عائق و لكن ماذا نقول و اصحاب القنوات الشيعة يخافون ان يتهموا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك