( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
المواقف الرسمية لبعض الدول العربية والاسلامية التي اتخذتها الانظمة الحاكمة وبعض المؤسسات المحسوبة على المجتمع المدني من القضية العادلة التي اتخذتها الحكومة الوطنية بعد ان صادق التمييز على الحكم الصادر بحق اعتى واظلم دكتاتور عرفه العراق وعرفته المنطقة وعرفه العالم بأسره تبعث الاسى والحزن في نفوس العراقيين في ذروة فرحهم وسرورهم وخاصة ذوي الضحايا والشهداء الذين لم يعثروا على جثث شهدائهم حتى الساعة.
العراقيون وجدوا العزاء في هذه المواقف غير المشرفة باعتبارها تنم عن حقد دفين تغذيه الطائفية البغيضة تعيشه هذه الاوساط المتشددة التكفيرية ضد اغلبية الشعب العراقي، وهي دوافع مريضة اتسمت بقصور عقلية بعض من يسمون انفسهم علماء دين او مثقفين، اما على صعيد الحكام كدكتاتور ليبيا او مستبد اليمن او ضليل الجزائر.. فهؤلاء ينظرون الى حبل المشنقة الذي لفه العراقيون حول عنق الطاغية سوف يطال رقابهم عاجلاً ام آجلاً لما اقترفوه من جرائم وظلم واستبداد وقهر ضد شعوبهم التي حرموها من ابسط حقوق الانسان- حرية التعبير والفكر- فقالوا ما قالوا وتذرعوا بما يعتقدون ان هذا سوف ينجيهم من المصير الذي ينتظرهم على ايدي شعوبهم.
المراقبون السياسيون وعلى مستوى المنطقة العربية والاسلامية الذين عرفوا دكتاتور العراق عن قرب لم يدينوا هذا الحكم بل وجدوا الفرصة في نقل آرائهم وتصوراتهم بهذه المناسبة الى شعوبهم رغم التحفظات التي يخافونها من حكامهم فتحدثوا احياناً بصراحة واحياناً اخرى بطريقة غير مباشرة كي لا تحسب عليهم أنهم يقصدون حكامهم ايضاً باستثناء البعض الذي كان الى الامس يعيش على فتات مائدة صدام من اصحاب كابونات النفط سيئة الصيت رغم علمهم ان هذا- السحت- هو أموال المحرومين من ابناء الشعب العراقي طيلة الحكم العفلقي الاسود.
الذين أثاروا الضجة الاعلامية في بعض فضائيات السوء كانوا يتصورون وهم على وهم كبير ان باستطاعتهم تحريك الشارع العربي والاسلامي ضد هذا الحكم العادل الا انهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك ولم يستجب احد من ابناء هذه الشعوب لهذه الدعوات المغرضة باستثناء من ذكرناهم اعلاه وهم قلة لا تشكل أي رقم يمكن ان يحسب له حساب سواء على مستوى الحكام الظلمة ام على مستوى علماء السوء ام جهلة من يسمون انفسهم مثقفين وكوادر في مؤسسات المجتمع المدني بعد افتضاح ارتباطاتهم بالنظام البائد ايام حكمه الاسود وما كان يدره عليهم من العطاءات السخية المسروقة من قوت الشعب العراقي.
الان وبعد ان اسقط ما في ايدي هؤلاء امام يقظة الشعوب لم يجدوا خياراً اخر غير التزامهم الصمت المطبق ولم تمضي سوى ايام معدودات على تنفيذ الحكم العادل ضد الطاغية، وربما وبعد ان بردت الاصابة كما يقال سيتحولون بالتدريج الى ادانة النظام الذي دافعوا عنه وربما سيكشفون لشعوبهم مستوى من الجرائم المروعة التي نفذها هذا الطاغية وازلامه ضد العراقيين وتحالف بقاياه ومرتزقته مع الفرق الضالة التكفيرية التي ادخلها الدكتاتور المعدوم الى العراق او التي عبرت الحدود بمساعدة الاجهزة المخابراتية التابعة لبعض دول الجوار.
ان الايام القادمة سوف تظهر هذه الحقيقة، وان حق الشعوب لا يضيع ابداً مهما برع علماء السوء وآكلي السحت الحرام الذين سكتوا عن جرائم صدام في اثارة الاراجيف والخدع والضلال، وسيعيشون عزلتهم التامة عن الامة لما نطقوا به من كفر وظلم ومخالفة لاحكام الشريعة والقوانين الانسانية.
https://telegram.me/buratha