المقالات

ضـربة معلــم

1889 16:51:00 2007-01-12

( بقلم : ماجد محمد )

نعـم أقـولهـا بتـفــاؤل المُتيقــن أنهــا الخطــة الأمنيـة الأخــيرة التـي ستقضـي على الإرهــاب وبشـكـل نهـائـي وسيحــل بـعــدها الأمـن فـي بغــداد - إنشـاء الله تعـالى - أقـولهـا بثقــة عـاليـة ليــس إنسيـاقـا عاطفيــا وراء الإعــلام , وإنمــا هــي قـراءة علميـة لمؤشـرات نجـاحهـا التـي بـاتــت واضحـة وجليــة , وأول هــذه المؤشـرات تمســك رئـاسـة الحكـومة والـوزراء المعـنـيين بـالشـرط الأول لنجـاح الخـطط العسكـرية – الكتمــان - ويــدرك أي ضـابط يحمـل إلى جـانـب رتبتـه شـارة الأركـان أهميتـه فـي تحقيـق النصـر , وجـاء الإصـرار على التمســك بـالكتمـان مـدعومـا هــذه المــرة مـن الكتلـتين الأكــبـر فـي مجلـس النـواب العـراقـي الإئتـلاف العـراقي والتحـالـف الكردستـانـي , إذ رفضـت هـاتـان الكتلتـين إصـرار احد اعضاء هيئـة الـرئـاسـة وبـعض حـواضن الإرهـاب داخـل المجلـس بـكشـف تفـاصيـل الخطــة , بعــد إستيعـاب دروس وأخطــاء الخـطط السـابقـة , والملاحـظ أن بعـض النـواب المُطـالـِبين بالكشـف عـن تفـاصيـل الخطــة آثــروا حضـور هــذه الجلســة بالـذات رغــم غيـاباتهـم المتكـررة عـن الجلسـات السـابقـة مـع أغلـب أعضـاء كـُتلِهـم متـصـوريـن نجـاحهـم بالحصـول علـى تفـاصيـل الخطـة كالمـرات السـابقـة وحملهــا إلـى المنتظـريـن خـارجـا ً .

 كـذلك يمكـن إستنتـاج نجـاح هــذه الخطــة عـبـر قـراءة الخطــاب المعـادي لأستتبــاب الأمـن داخــل بغــداد والصـادر عـن جهـات معـروفـة بتبنيهــا الخــط الـراعي للأرهــاب , حـيث بــات خطـابهـم قــريب للنحـيب والعـويـل , فهـذه هيئـة الضـاري تتبـاكـى علـى ضحـايـا الخطــة الجـديـدة قبــل أن تعــرف تفـاصيلهـا , يضـاف لهـا التصـريحات المتنـاقضـة للطـائفـي عـدنان الـدليمـي , ففـي البـدايـة مـدح خطـة بـوش ظنـا منـه إن سياسيـة بـوش ستبقـى متـأثـرة بـتوجيهـات خليلـزادة وستُقـيّـد خطـة المالكـي أكـثـر مـن ذي قبــل , ولمـا صُــدم بسلسلـة خيبـات الأمــل التـي نـزلـت عليـه تبـاعـا ومنهـا إخفـاقـه بالحصـول علـى تفـاصيـل الخطـة , وخطـاب الـرئيـس الأمـريكي بـوش الـداعـم لخطـة المالكـي , كــذلك نقــل حليفــه زادة , أضطـرب ومـا عـاد يـفقــه ما يقــول فـوصـف الخطـة بحمـام الــدم لأبنـاء العـراق ! فكيـف يـادليمـي وأنـت لا تعـرف عنهـا سـوى هـدفهـا الـرئيـسي بتطهـير بغـداد مـن بـؤر الإجـرام والإرهـاب ؟ إلا إذا كنـت تقصـد حمـام دم لمـن تـأويهـم وتـدعهـم . لا أعـرف كيـف تكـون خطــة أمنيـة تطـارد الخارجـين عـن القـانـون مـن مجـرمـين وإرهـابيين دولـيين ثقيلــة كـل هـذا الثقــل علـى صـدر هيئـة تـدعـي ( زوراً ) حرصهـا علـى المسلميـن ورئيـس كتلـة بـرلمانيـة وأعوانـه نـزيلـي فنـادق الـدرجـة الأولـى خـارج البلـد مالـم تكـن هــذه الخطـة بمفهـومهـا العــام تضــر بمصالحهـم القـذرة وتسحـب البسـاط مـن تحـت أقـدامهـم وتـرميهـم مـع المـُطهـريـن فـي مـزابـل التـأريخ إلـى غـيـر رجعــة .

ومـا حملنـي علـى التفـائـل أكـثـر إدراك البـيت الأبيـض الأمـريكي بضـرورة دعـم السيـد المالكـي ورفـع الطــوق المُقـيـد لحـركـتـه وعــدم الأنصيـاع لصـرخات المتضررين المتبـاكين , وهــذا معنـاه إطـلاق يـد القـوات المسلحـة العـراقيـة لتطهـيـر بغــداد حتى نهـايـة الخطـة دون تـدخـل سياسـي أو عسكـري أمريكـي يعـرقـل خطـواتهـا , هــذا الإدراك المتأخـر صـدر مـن حـالة فقـدان الأمـل وليـس مـن حـالة مسترخيـة , ممـا يضيـف المصـداقيـة للخطـاب الأمريكـي هـذا المـرة , بـل إن تـوسيـع هــذا الخطـاب ليشمـل عمـق الـدول الداعمـة للإرهـاب أضفـى بعــدا ستراتيجيــا جـديـدا لتكتيكــات خطـة المالكـي , وهــذا مـا يـؤكـد جـديـة هـذا الخطـاب , فتحـركـت حاملـة الطائـرات ( أيـزنهـاور ) بمصـاحبـة بـارجـة حـربية ضخمــة الـى منطقـة الخليـج , بالتـرافق مـع نقــل عشـريـن ألـف مقـاتـل الـى داخـل بغــداد , ولا أعتقـد إن كـل هـذه التحـركـات العسكـرية أتـت مـن فـراغ أو لمجــرد التلـويح .

المـأخـذ الوحيــد علـى خطـاب بـوش هـو تحميـل حكـومة المالكـي أسبـاب إخفـاقات الخـطط السابقـة , وهـو أمـر يجـافـي الحقيقـة , حـيث كـانت خطـة ( معـا إلـى الأمـام ) السابقـة أمريكيـة التخطيـط والتنفيـذ , وكـان دور القـوات العـراقيـة لا يتعـدى دور المتـدرب مـع القـوات الأمـريكيـة , ولا شـأن للقائـد العـام بوضعهـا أو تغـيير محاورهـا , فـلا يجـوز تعليـق الأخطــاء علـى شماعـة الحكـومة العـراقيـة أبــدا , وما علينــا اليـوم إلا إنتظــار أصحـاب الـدار وكيـف ستكـون رؤيتهـم ومنهجهـم إزاء اللصـوص والمجـرمـين المحشـورين فـي زوايـا الـدار . لقــد جـاءت المكالمـة الهـاتفيـة بـين الرئيـس بـوش ورئيس المجلـس الأعلـى السيــد عبـدالعـزيـز الحكـيم دون غـيره مـن رؤسـاء الكتـل النيـابيـة لتعطـي مـدلـولات جـديـدة لأبعـاد نظــرة بـوش فـي سبيـل تحقـيق النصـر علـى القـوى الظلاميــة , بعــد أن تلمـس مـن تجـارب السنـين الماضيــة صــدق نـوايـا السيـد الحكـيـم وتشخيصـه الـدقيـق للثغــرات دون مـواربـة أو إنتفـاع .

أمـا إفـرازات نجـاح تطبيـق الخطــة الجـديـدة علـى الصعيـد المحلـي الـواضحـة أمـام أي محـلل فطـن خبـير فـي نفسـيـات التنظيمـات الإرهـابيـة فسـتكـون كارثيــة علـى حـواضن الإرهـاب نفسهـا , وأول مـن ستطـالهـم يـد الإرهـابيـون سيكـون عـدنـان الـدليمـي هــذا , إذ أن تنظيمـات الإرهـاب الإجـراميـة تتخـذ مـن سيـاسـة الأرض المحـروقة منهجـا لهـا ولا تـترك خلفهــا أي خيـط أو أثــر دون تصفيـــة جـذريـة .  لقــد كـانت فعـلا ضـربـة معلـم مـن السيـد نــوري كـامـل المـالكـي تستحـق التقــديـر والإشـادة , وكـان مـوقـف الإئتـلاف مـوقـف المسـؤول مـن الحـدث , مـوقفـا سيسجلــه التـأريـخ فـي صفحــاته البيضــاء .ماجــد محمـدبغــداد / العـراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك