( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
عندما يجمع ممثلو الكتل السياسية واحزابهم بأن الخيار الوحيد الذي يمكن ان يدرأ خطر الحرب الاهلية واخماد شرر الفتنة الطائفية وابعادها عن الساحة السياسية العراقية هي المصالحة الوطنية وهذا الخيار يصرح به البعض عندما تشتد الادانات محلياً واقليمياً ودولياً للجرائم البشعة التي يرتكبها التكفيريون والصداميون ضد المواطنين الابرياء، ليبعدوا اصابع الاتهام التي تشير اليهم والى احزابهم وكتلهم السياسية التي كانت ولازال البعض منها يشكل اكبر حاضنة للارهاب الاسود او لامتصاص نقمة الشعب العراقي كونه يعرف ويعلم تماماً من هم وراء تحريك خيوط هذه اللعبة السمجة الخائبة.
ان تبسيط الامور بهذا الشكل الشعاراتي الفارغ من أي محتوى او اعتقاد حقيقي لا يرقى الى ان المصالحة الوطنية هي الخيار الاوحد، خاصة عندما يكون هذا البعض امام شاشات التلفزة وفي ظروف الاستقرار النسبي الذي تشهده شوارع بغداد فلا يضرب الا على وتر الاحتراب والتشدد في المواقف للنيل من العملية السياسية التي دخلوها بمحض ارادتهم فهنا يمكن للمواطن العادي ان يتساءل، ما هو تأثير هذا البعض على مواليهم وانصارهم او من يتعاطفون معهم للحد من تلك الجرائم التي لم تعد خافية على احد من ان مثيريها هم اولئك الذين لا يوفرون فرصة الا وغمزوا من خلالها قناة حكومة الوحدة الوطنية وانجازات الشعب العراقي بعد سقوط النظام البائد، ولنا ان نذكر هؤلاء الادعياء بمواقفهم من الدستور الدائم الذي صوت له اكثر من 78% من ابناء الشعب العراقي ومواقفهم من خيارات الشعب العراقي في النظام الفيدرالي واجتثاث البعث وحل الاجهزة الامنية التي كانت الاداة الطيعة بأيدي رموز النظام السابق لترويع وقتل وتشريد الملايين من ابناء العراق بل وحتى من المحكمة العادلة التي حاكمت ولازالت تحاكم مجرمي السلطة البائدة على جرائمهم المشينة.
العراقيون لا يمانعون في من يريد ان يعود الى رشده ليساهم في بناء العراق الجديد ولكن بشرط ان يدين الارهاب ويعمل على محاربته ولا يوفر له الحواضن ولا يستخدم الخطاب الاعلامي الطائفي المحرض على الاقتتال وان يلمس العراقيون فيه الاخلاص والتوجه الجاد لبناء العراق الجديد دون وضع شروط تعجيزية لا طائل من ورائها.
ان العملية السياسية الجارية والتي قطعت اشواطاً كبيرة في التجذر والاتساع واخذت مدياتها في الداخل العراقي وفي المحيطين الاقليمي والدولي قد استطاعت من تحصين نفسها بشكل كبير ولم تعد بحاجة الى من لم يدخلها الا لكسب المصالح الفئوية والحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.هذا البعض اذا كان مخلصاً في نواياه وتوجهاته للمشاركة الفعالة والجادة في البناء الجديد عليه ان يمتنع تماماً عما يثير الفتنة الطائفية او يدعم الارهابيين وان لا يدخل في أي سجال سياسي يتعلق بالمسيرة الا تحت قبة البرلمان الذي اعطاه الحرية الكاملة فيما يريد ان يقول لا امام عدسات التلفزة ووسائل الاعلام الاخرى التي تهرول خلف الاثارات الجوفاء، وهذا لا يعني مصادرة النقد الايجابي لاداء حكومة الوحدة الوطنية وتأشير الاخطاء التي تفرزها مراحل الاداء العام بل الذي يغضب ابناء الشعب العراقي هو التشهير والتسقيط الاعمى الذي يحاول ان يشل حركة الحكومة الوطنية المنتخبة.
المخلصون من ابناء هذا الشعب المظلوم يرون ان نجاح التجربة الديمقراطية في العراق هو التزام جميع الفرقاء بما يحفظ الوحدة الوطنية ويعمل على اعادة اعمار البنى التحتية وخاصة الخدمية منها وتوفير الامن للمواطن ليعيش بكرامة وأمان تحت خيمة العراق الكبير التي تتسع للجميع.
https://telegram.me/buratha