( بقلم : علي حسين علي )
اعترف أني قاصر في مجال قراءاتي العسكرية، لأني أصلاً لم أخدم في الجيش، ومع أن عذري ضعيف وحجتي عقيمة، إذ لا يجوز أن أطلع على الأقل على تأريخ الجيش العراقي إذا لم اكن قد خدمت فيه!!. وهذا تقصير اعترف به ولا استحي في القول بجهلي في نطاقه..ولكن ولعلها فرصة فريدة في حياتي التي إنقضى ثلاثة أرباعها أن أشاهد على شاشة التلفاز أحد ابرز العسكريين العراقيين يتحدث عن أفكاره السياسية وانجازاته العسكرية في آن واحد، وتلك حالة فريدة فما عرف عن الكثير من العسكريين هو اهتمامهم بالشأن الذي يعملون في مجاله مع جهل في معظم مناحي العلوم الأخرى..لكن صاحبنا كان صاحب(كارين) وتلك مزية لا ينازعه فيها الكثيرون .
هل سمعتم بالماريشال-أي المشير- خلف العليان؟ ربما يقول بعضكم: نعم بعد الانتخابات الأخيرة بدأ(نجمه) يسطع على شاشات الفضائيات والشاشة المشعانية تحديداً..وربما يقول آخرون بأن المارشيال خلف قد سقط بـ(البارشوت)على الساحة السياسية العراقية وانه مفاجأة بكل معنى الكلمة!!.أدهشني حديث الماريشال قوله: انه يستطيع بنصف امكانيات الخطة الأمنية الجديدة أن يفرض الأمن والأستقرار في بغداد وانه يستطيع أن يوقف التهجير القسري نهائياً..واضاف الماريشال -وهذا يدخل في السياسة- ان الخطة الأمنية الجديدة مصممة لابادة السنة وتهجيرهم!!.
بالله عليكم هل سمعتم بعسكري فذ مثل العليان يفهم في العسكرية وعلومها وبنفس الوقت بالسياسة وفنونها ؟!.طرحت هذا السؤال قبل أن اطرحه عليكم على صديق عجوز مثلي عمل في السياسة ثم تركها قبل سنوات فاجابني: أن لا تدري –ربما لتقصير منك-بأن الأخ الماريشال قد تتلمذ على يد القائد الالماني رومل الملقب بثعلب الصحراء, واكمل تدريبه على يد عدوه الماريشال مونتغومري الذي الحق بالأول هزيمة في شمال أفريقيا..وعمل العليان بعد ذلك مستشاراً لايزنهاور قائد قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وان(العليان) قد دخل برلين وبيديه الكريمتين(قيد يدي هتلر) وسلمه للجنود الروس الذين غافلهم وانتحر.ثم يقول –صاحبي- أن الدكتور العليان درس في أرقى الجامعات الغربية وتخصص في العلوم السياسية ولعل الدكتور هنري كيسنجر الداهية كان زميلاً له في جامعة (هارفرد)!!.استمعت الى صديقي مستغرباً: كيف اضاع العراق رجلاً بهكذا مواصفات؟! كيف؟ ولماذا تفرطون يا عراقيون بمثل هذه الكفاءة العلمية الفريدة؟!.
https://telegram.me/buratha