( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
الصفحة السيئة والبائسة التي طواها الشعب العراقي من تأريخه المعاصر بنهاية حقبة الدكتاتورية والاستبداد والحكم الشمولي وختمها بلف حبل المشنقة حول عنق اعتى دكتاتور عرفه التأريخ الحديث ارتكب ابشع الجرائم وانتهك اغلى واسمى الحرمات ومزق كل وشائج اللحمة الوطنية في سياسته التي تميزت بالدكتاتورية والعنصرية والطائفية طيلة العقود الثلاثة الماضية والتي شردت الملايين من ابناء العراق فيما امتلأت المقابر الجماعية والسجون السرية بجثث ضحايا هذا الطاغية ونظامه الابشع في العالم وعلى مر التأريخ.هذه الصفحة التي انطوت حملت معها آهات العراقيين المظلومين ودموع الثكالى والايتام والارامل التي هزت الضمير الانساني في كل اصقاع الارض سوف تبقى حاضرة في ضمير العراقيين ووجدانهم وهي بلا شك سوف لا تحول دون تطلع ابناء شعبنا الى عهد جديد ومرحلة جديدة يعيش فيها الانسان العراقي حراً كريماً عزيزاً في وطنه.
المرحلة الجديدة تقتضي من غيارى العراق ان يستعدوا لها باعتبارها مرحلة البناء والاعمار وتحقيق الامن والاستقرار والمشاركة الفاعلة والجدية لكل الطيف العراقي في صناعة القرار السياسي وبناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية والتفاني في اعادة اعمار البنى التحتية وتوفير الخدمات للمواطن العراقي بما يليق به وبتضحياته.
ان اول عمل يمكن ان ينجز الاهداف النبيلة للعراقيين هو الالتفاف حول حكومته الوطنية ودعمها واسنادها لقطع الطريق على اعداء العراق والعراقيين الذين يتربصون بانجازاته الكبيرة التي تحققت بعد سقوط الطاغية ونظامه فالمصالحة الوطنية هي الاساس الثابت وهي العمود الفقري في انجاح العملية السياسية ونقلها الى مراحل متقدمة اكثر دون تمييز او استثناء لاي طرف من الاطراف والمكونات الاساسية العراقية الراغبة في المصالحة والتي تعترف بالدستور الدائم وتؤمن به وبالمسيرة الديمقراطية التي تشهدها البلاد.ليس من العدل والانصاف ان نتوقف طويلاً امام الزوبعة الاعلامية الرخيصة التي اثارها اتباع الدكتاتور ومرتزقته وممن هم على شاكلته فهذه الزوبعة بالتأكيد ستتلاشى وتنحسر ولا يدوم الا العراق وشعبه الناهض ان مهمتنا في المستقبل هو النظر الى الامام ليأخذ العراق دوره في محيطه العربي والاسلامي ومكانته الدولية مما يعزز السلم والاستقرار لجميع شعوب المنطقة ومما يوثق العلاقات المتكافئة ويعزز المصالح المشتركة بينه وبين هذين المحيطين.
لقد طوينا صفحة سوداء من تأريخنا العراقي ونتطلع الى فتح صفحة جديدة مشرقة نضمنها آمال وآماني شعبنا العراقي الكريم في تحرره الكامل ووحدته الوطنية الراسخة والاستفادة من خيراته وثرواته بعد ان كانت نهباً للطامعين وبناء الدولة العصرية القائمة على العدل والرفاه الاجتماعي والاقتصادي لكل المواطنين اعتماداً على دستورنا الدائم ومؤسساتنا الوطنية.
https://telegram.me/buratha