المقالات

اعدام صدام الاختبار الاصعب للعهد العراقي الجديد

1650 20:26:00 2007-01-10

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

منذ التاسع من نيسان عام 2003 والعراق بعهده الجديد يخضع لاختبارات عديدة وهامة، وكنا كشعب وكقوى سياسية واجتماعية نسجل الانجاز تلو الانجاز امام أي عملية اختبارية ان كانت انتخابية ام دستورية ام امنية ام اقتصادية ام دبلوماسية.

لا نريد الخوض هنا في الحديث عما شهدته الاعوام 2004 – 2005 من كوارث عراقية ادهشت العالم المتحضر الذي طأطأ راسه اجلالا واكبارا الينا ونحن نعبر شلالات الدم نحو التأسيس لبلد الديمقراطية والتعددية والشراكة الحقيقية وتكريس مفاهيم ونظريات حقوق الانسان، فالمحيط والعالم معا ادركوا حقيقة الارادة العراقية وهي تصنع اول برلمان ودستور وحكومة وحدة وطنية عجز التقويم السياسي العربي وربما الدولي ان يأتي بما يشابهها ، الا ان هذه الارادة كانت تدرك تمام الادراك ان ما انجزته من تلك الاملاحم الاسطورية يبقى معرّضاً للسطو او السرقة اوالاغتيال ما لم تنتهي الظاهرة الصدامية من الحياة السياسية والاجتماعية للدولة والفرد في العهد العراقي الجديد، لذا فأن تلك الارادة التي حققت الملاحم الاسطورية لم تغفل الاستحقاق الاهم الذي يضمن لها تعضيد التجربة الجديدة والانطلاق بها نحو كل من يرغب بالانضمام اليها.

لهذا السبب ولاسباب انسانية وقضائية اخرى تشكلت المحكمة الجنائية العليا التي اخذت على عاقتها مقاضاة الجريمة وشخوصها وظواهرها وتمظهراتها، وقد افرزت هذه المحكمة انماطا اخرى غير الظاهرة الصدامية، منها مثلا المقدرة الفائقة للقضاء العراقي على استيعاب الماضي بحقائقه ووقائعه وربطه بالحاضر وتزويره وانقلاباته، فضلا عما اظهرته هذه المحكمة من نمط سحري فريد في الصبر والشجاعة والتعددية كذلك، اذ انها المحكمة الاولى في التاريخ العراقي التي تتشكل من خمسة قضاة ، ثلاثة منهم من العرب السنة وآخر من العرب الشيعة وبرئاسة قاضي كردي.

الافرازات والانماط عديدة هي الاخرى، لكنها تتوجت بكل تأكيد في القرار الانساني التأريخي القضائي الجريء باعدام صدام وظاهرته انصافا للفطرة البشرية البريئة. قرار اعدام صدام صحيح انه شأن عراقي داخلي لكنه بالنواميس الاخرى يرقى ان يكون شأنا انسانيا بشريا قدمه العهد العراقي الجديد هبة للبشرية باجمعها ، كما قدم العراقيون في اول العصور البشرية ذاتها الابجدية والحضارة والتاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك