( بقلم : ماجد محمد )
عنـدمـا يصبـح الإعــلام أعــور العـين وينقــل جـزءً مـن الحقيقــة وليـس كلهــا , فيبــتر الخـبر ثـم يُعيـد صيـاغته وفـق مـا يـلائـم تطلعـات مـالكه الطائفيــة أو التحـزبية يكـون أشبـه مـا يكـون بـراقصـة غجـرية دميمـة الـوجه بشعـة الطلعـة تـُثير الغثيـان لا زبـائن لهـا سـوى المتسـولين ومتشـردي الطـرق , خاصـة إذا كـان هـذا الإعـلام يـرفـع شعـار الحقيقـة والخــبرالصــادق ثـم يخـدع المُتلقــي ببضـاعة مغشوشـة ومدسوسـة بسـم فكــري زعـاف .
أيهـا السـادة الإعـلاميون فـي فضـائيات غـايتهـا إذكـاء نار الفتنـة وتـأجيـج الحـرب الطائفيــة رفقــا بشعبكـم المظلـوم , رفقـا ً برسـالة الإعــلام السـاميـة , رفقـا بأنفسكـم التـي تتحكـم بهـا روح الطـائفيـة المقيتـة والتحـزب المُبـاد , فمـا هكــذا تـُنقــل الأخبـار ويتـوسـخ الأثـير .
بـالأمـس القـريب قـامـت مجاميـع القتــل الطائفـي مُطعّمـة بمجرمـين عــرب وأمــام عينـي بالإغــارة علـى بيـوت مُنتخبـة مـن محلـة الرحمانيـة قــرب سـاحة الطـلائع بجـانب الكــرخ والأحيــاء المجـاورة لهـا وخطفـت أكــثر مـن ثـلاثـين فــردا ًمـن سـاكنيهــا , ولـم تمـض ســوى دقــائق حتـى عـُـلق ثمـانيـة وعشــرين منهـم علـى أعمــدة الكهـربـاء علـى طـول الشـارع العـام المُحـاذي لمحلـة الفحــامة وسـط أهـازيـج طـائفيــة وبعثيـة صــدامية وصمـت تـام لـرجـال الشـرطـة القـريبين مـن الحــادث , وكـان أكـبـر المشنـوقين سنـا ً مـن غـير النسـاء طفــلا ً لـم يتجـاوز السادسـة عشـر ربيعـا ً وهـو وحـيد أبـويـه علــى أربعـة بنــات , وبعـد أن تمتـع المجـرمـون وتشـفـت صدورهـم الحـاقـدة رُميت أجسـاد المغـدورين الطاهـرة الـتي تبكـي قسـاوة البشــر رُميـت علــى سيـاج مقـبرة الشيـخ معــروف قـرب المجـزرة أي بجـانب علـوة الأسمـاك , وبـدلا أن تخـرج فضائياتكـم بـاكيـة علـى طفـولـة العـراق المذبوحـة غــدرا وشـرف نســاءه لؤمــا ً جـبانـا خـرجتـم بأخبـار مُلفقــة ومقلـوبـة الحقيقـة لتـدعي بـأن هـؤلاء الأطفــال والنسـاء مـا هــم إلا رجـالا لأحــدى الميليشيات هـاجمـت الأحيـاء السكنيـة و تصـدى لهـم ساكنـوهـا وأردوهـم قتلـى دفـاعا عـن النفـس !!! .
شكـرا ً لهـذا الإستهـزاء بعقـولنـا , شكـرا لقيمـة العـراقي الـبرئ لـديكـم , وهكـذا تثبتـون بـالدليـل القـاطـع إنكـم مهنيـون للغـايـة , لا بـإعلامكـم , بـل أنتـم مهنيـون بمشـاركـة المجرمـين جـرائـمهم القـذرة علـى طفـولـة العـراق وحـرائـر العـراق كمـا تنعتـون نسـاءه جريـا وراء تسميـة قـائـدكم الملفـوف كـرؤوس الخـ......س بحبـل مبـارك . ماجـد محمـد بغـداد / العـراق
https://telegram.me/buratha