( بقلم : شوقي العيسى )
لحظات ولقطات لا تنسى ومواعيد وأيام وساعات لاتمحى من ذاكرة ومخيلة العقل العراقي والعالم أجمع وهناك تتبعها تأملات وعودة الى سنوات الحرمان والظلم والقسوة ورؤية طاغية العراق صدام وهو في عنجهيته الفذه والتحول من ذلك كله الى مقاطع ومشاهد حالة الإعدام وحبل المشنقة .بحقيقة الأمر أن العالم أجمع سمع خبر إعدام صدام قبل البدء بالتنفيذ أي أنه أعلن سيعدم فكان الوقت قد توقف في يوم السبت الموافق 30 / 12 /2006 ولايتحرّك مطلقاً والكل يجلس ليراقب شاشات التلفزيون ليمتع رؤية ناظرية بتلك الطلة التي طالما أنتظرها الشعب العراقي طوال سنين مضت وكادت ذاكرة العراقي أن تيأس من ذلك المشهد ولكن قدرة الباري عز وجل وأن لايأس مع إشراقة فجر السبت .
لقطات ظهرت وتم تنفيذها ولكنها ترسّخت وباقية الى الأبد في تلذذ دائم ومستمر لتلك الرغبة التي حققها الله بتنفيذ حكم الله والشعب بطاغية العراق الذي طالما تلذذ بمشانق أبنائنا وآبائنا وأطفالنا ونسائنا فقد حان الوقت وجاء الزمان أن يتلذذ الشعب العراقي، الشرفاء العراقيين برؤية طاغيتهم وهو معلّق في حبل المشنقة ذلك الحبل الذي فتلت خيوطة وصنعت من أجــــلك ياصدام ياعار الأمة العربية .
مشاهد ومقاطع من عملية الإعدام لصدام بثّت وتبث من على شاشات الفضائيات العربية والعالمية وكل مرة نشاهدها وكأنها المرة الأولى فهناك تلذذ كبير برؤية طاغية العراق يجر حبل المشنقة برقبته التي حملت رقاب الملايين ودماء الأبرياء من الشعب العراقي وحتى الشعب العربي فأي تلذذ بذلك أكثر من رؤية صدام في حبل المشنقة وكما قلت في مقالة سابقة حول رأس صدام هدية رأس السنة الجديدة أن نمسح من ذاكرتنا المقولة السائدة (( لاشماته بالموت )) فهذه لاتنطبق على صدام فصدام لم يمت قضاءاً وقدر أنه أجرم بحق الشعب العراق وأذنب وأقترف من الجرائم مالم يقترفه قبله من هتلر وغيره أو حتى فرعون وطغيانه بل تعدى إلى أبعد من ذلك كله فراح يدرس في مدرسة الحجاج والعباسي والأموي فماذا تخرّج تلك المدارس .
أي تلذذ نتلذذ به أشبع من مشاهد تنفيذ حكم المحكمة العراقية التي حكمت على صدام ليس في الخامس من نوفمبر 2006 بل كانت أبعد من ذلك لقد حكم الشعب العراقي في أنتفاضة آذار 1991 فكان حكم الشعب قد صدر ولكن لم ينفذ فقد تم تأجيله الى يوم السبت الثلاثين من كانون الأول 2006 ليتدلى صدام وبرأسه حبـــــل مشنقة العراق كل شرفاء العراق وليس ممن باعوا أنفسهم وأهليهم الى صدام .
لحظات ولقطات ومشاهد الإعدام سوف تبقى وسوف نرددها من خلال التسجيل لها وإعادتها ملايين المرات ولكنها سوف تكون النظرة الأوى في كل مرة يتم متابعتها وبتلذذ .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha