( بقلم : د. علي جابر السلامة )
كنرجسي يعتقد متيقنا أن الكون كله يدور حوله ويسبح بحمده, وكونه القائد الضرورة الذي لا يتنفس العراق والعراقيون بدونه, فقد ظن الطاغية اللعين صدام حسين التكريتي عند تقدمه لحبل المشنقة أن الجاذبية الأرضية ستتوقف من أجله يوم الثلاثين من آخر شهر عام 2006 م .أتباعه وأيتامه, النرجسيون بالوكالة, خاصة عباد مومياء الفتاوى والرعاش, أيضا وضعوا هذا الاحتمال بنسبة تفوق الاحتمال العقلي لديهم! فقد فزعوا بآمالهم الخائبة إلى التكذيب و(تأرجح) أمامهم حبل الأماني....ولكن,,,,يا لخيبة الأمل, فقد كانت الجاذبية الأرضية في ذلك اليوم عرضية, غرضية واستثنائية إلى حد بعيد وكانت أقوى مما خلقها الله وقامت بسحق عنق الحقير حتى أشفق العنق على الحبل وليس العكس وكأن بينه وبين الجاذبية ثأر وتعاملت معه كما يتعامل ثور مع فأر, فقد كانت جيفته النتنة مثقلة بآثام مئات الآلاف من الأرواح والملايين من المظلومين والمشردين واليتامى والأرامل. وقد نشر موقع مفكرة الاسلام وعلى عادته في نقل الحقيقة و(معلقا) على الفاجعة أن سبب (سحق) عنق صاحبهم بهذا الشكل هو أن (اسحق) نيوتن كان من ضمن المدفونين في المقابر الجماعية لصدام, فقررت الجاذبية الأرضية الانتقام لمكتشفها. وكشف مصدر خاص جدا جدا للمفكرة أن الجاذبية الأرضية في الأصل صفوية رافضية! واسم والدها الحقيقي هو (آغا رضا جاذبيت)!أخشى ما أخشاه أن يتم استنطاق مومياء مركونة أخرى لتصدر فتوى في عدم جواز الفرح بتنفيذ حكم الله في الطاغية بل وقد تبلغ قلة الحياء أن يفتي بعضهم بعدم جواز العيد من الأساس لأن العراقيين قد حولوه من يوم لـ(عيد الأضحى) إلى شؤم على (فقيد صبحى). كل شيء جائز (أقصد حرام) هذه الأيام!ومع أن الفرح بتنفيذ الحكم في الطاغية وإراحة أرواح مئات الآلاف من ضحاياه والملايين من ذويهم جائز (شرعا) وغربا وجنوبا وشمالا وفي كل أصقاع الدنيا وأي ركن يوجد فيه إنسان شريف وحر, إلا إنني وحرصا على مشاعر الأيتام الصداميين قد جعلته واجبا ان لم يكن ركنا من أركان العقل والمروءة!وخسئتم أيها الثلاثة المصرحون بحزنكم. وإن كنتم تتباكون على الشرف العربي في صدام, فيسرنا أن نقول لكم وبعيدا عن الشرع بل نقولها بكل شوارعية مؤقتة طارئة للرد على أمثالكم: طز فيكم وطز في هيك عروبة لها هيك شرف!ونكاية بكم وبأمثالكم, لا نستبعد أن تتمنى شعوبكم أن توضع على منصات الاستقبال في المطارات مشنقتان, واحدة أمام كل واحد منكم عند استقبالكم أو توديعكم لبعضكم البعض كتذكير بالمصير!وأما من يتحدث عن إهانة المسلمين في يوم عيد الأضحى, فيؤسفنا أن نقول لهم أن الأضحية كانت هدية للشرفاء وما أكثرهم, وخلاص صاحبكم بح, وشوفوا غير هاللعبة! وأنتم تجاوزتم آثام العروبيين لتيهنوا الاسلام بجعلكم صدام جزءا منه أو يمثل له طائفة أو وجها سيصفه العقلاء أنه وجه قبيح للاسلام والعياذ بالله!لقد بلغ الفرح أ(قصي) مداه في نفس كل مفجوع ومكلوم ومظلوم زرع فيه هذا الطاغية وأزلامه الخوف من الحياة والكلام والتنفس. بل إن مصدرا من مصادري الخاصة أخبرني أن الغزل بين الزوج وزوجته قد تغيرت إحدى مفرداته من (تدللي يا عمري) إلى (تدلي يا قهري) يقولها وفي ذهنه صورة الطاغية وهو يتدلى. وبدأ الأطفال يسألون عن حلوى (مصاص) جديدة ستنزل في الأسواق قد يكون اسمها (خذ لك مصة قبل المنصة).حتى أطباء التوليد قد غيروا سياستهم في التعامل مع (الحبل) السري, فقد قرروا الاحتفاظ بهذه الحبال لعل وعسى ينفع في يوم يكون فيه شح حبال ولا ندري كم طاغية سيعلق! وقد صرح مصدر مسئول في وزارة الصحة العراقية أن المواليد الجدد بعد ذلك اليوم سيؤرخ لميلادهم كالتالي: 31 ديسمبر لسنة 2006 م الموافق 1 مشنقاري لسنة 0000 بح (بعد الحبل). صايرين على الزيرو هالأبرياء, ويا بختهم ما راح يشوفون شي من تاريخ أسود مر به العراق!أما العراقيون الشرفاء وبعد زعل البعض, فمن الممكن أن يسترضوا الزعلانين ويقولون لهم: خلاص والله ما راح نعودها....بس هالمره شنقناه وتوبة بعد نشنقه مره ثانيه!أما المصدومين نفسيا (يا مامي والله حرام) على البطل المغوار, فإني أواسيهم وأنصحهم شخصيا بأن يتقوا الله في السر والعلن (يا واد انت يا مطوع)!, وأن يبقوا جباههم (ساجدة) لله ومتضرعة لعل وعسى أن يكون الشيبه المشنوق مجرد شبيه, وأن يبقوا على (حبل) المودة بينهم وبين ذكرى الغالي وأن يتذكروا أن (رغد) العيش لا يدوم, وأن (حلا) الدنيا ومتاعها زائل, وأن الزمن الماضي قد (عدي) وراح, وأن يتذكروا أن الجلادين قد وضعوا فوطة على رقبة الغالي لكي لا (يحز) الأمر في نفوسهم, وأن يكثروا من شم زهور (مشانق النعمان) فهذا قد يخفف عنهم كثيرا! وبما أن فجائعهم قد تتكرر في أيام مقبلة قريبة, فإني أيضا أنصحهم بقراءة (المعلقات) السبع! خاصة معلقة (الحارث) بن حلزة!....وإذا تكلم أحد ما أمامهم عن فاجعتهم, فأفضل رد يقولونه عن المشنقة هو:.........لا (تعليق)!شفتوا كيف الأطباء النفسيين ينفعون ولهم فايده أحيانا؟ وانتوا بس طايحين طنز عليهم! الله يهديكم بس.تحية منا لك أيها المالكي الحازم! سلمت يمينك دولة رئيس الوزراء الموقر, وتوقيعك سيضل علامة مشرقة ومشرفة في تاريخ العراق وستضل الورقة التي وقعتها بعبعا مخيفا لكل طاغية. تحية للقضاء العراقي النزيه وتحية للجلادين وللمشنقة وللجاذبية الخاصة!اللهم لا شماته (إي هين) ............ كل هذا ولا شماته؟!عيدان مباركان وكل صدام وأنتم بخير!الدكتور/ علي جابر السلامهاستشاري الطب النفسي والادمانمشرف شبكة السلامة النفسيةاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha