( بقلم : ماجد محمد )
بعــد أن أظهـر العـرب مشاعرهم الحقيقــة إزاءنـــا , وبعــد أن بينــوا بصــراحة تعلقهــم بشخـص صــدام حسـين رغــم ما فعلــه بنــا , فقــد آن الأوان لنـــا بالــرد .
ولأبــدأ أولا بجبهــة التــوافق , فمادامــوا يتخـذون من هــؤلاء العــرب عمقــا ستراتيجيــا ً يشنــون منــه هجمــاتهم علــى كــل خطــوة تخطــوها الحكــومة وكأنهــم ليســوا جــزءا منهــا ومُتهمــين أيــاها فــي مناسبــة أو دون مناسبــة بالعمــالة لأيــران تــارة ولأمريكـــا تــارة أخــرى , فأمــا أن يكونــوا مع الأغلبيــة من الشعــب ويستحقــوا مناصبهــم ورواتبهـم أو يــريحوا ويستريحـوا , لكــي نـُصفــي وننقــي خندقنـــا ونتفــرغ لمحاربــة من رفــع علينــا رايــة العــداء دون ذنـب أقترفنــاه . أمــا بالنسبــة للعــرب , وأقصــد منهــم هــؤلاء الــذين لا حيــاء لهــم أو فيهــم والــذين أقامــوا الدنيــا لأعــدام رمــز الشــر المجــرم صــدام حسـين ولـم يقعــدوها ونصبــوا مجالس العــزاء تعــبيرا ورمــزا لعــدائنا , فأليهــم هــذه الكلمــات .
فــي أحــدى المقــالات التي كــانت تكتبهــا غــولدا مائيــر رئيســة وزراء إســرائيــل الأســبق فــي صحيفــة ألمانيــة قبــل هجــرتها لفلسطــين كتبــت هــذه السطــر : ( لــم تتـــوحد كلمـــة العــرب طــوال تأريخيهــم إلا مــرة واحـــدة , وكـانت علــى باطـــل.......قتــل رســولهـم ) ويبــدو إن فهــم غــولدا مـائيــر للعــرب كــان للجــانب الوســخ منهــم , ولــم تفهــم أو أرادت أن تفهــم بـأن علــى الجــــانب الآخــر من العــرب كــان الجــانب المُشــرف و المضــئ , حــيث كانــوا يقفــون هنــاك بالمدينـــة ينتظــرون قـــدوم نبينـــا ( ص ) بعــد أن تـــرك فــي ســريره نائمـــا ً نــور الله وشمـس الأســلام علــي بن أبــي طــالب فاقــئ أعــين ورثــة كلمــة الســوء الموحَــدة لقتــل الرســول وأحفــاد رافعــي سيفهــا , ورغــم قِلـّتهــم نسبـــة لمـن قصــدتهم مــائير فــي قولهـــا إلا إن كلمتهــم كــانت الأقــوى و الأبقـــى ففـــازت وأنتصــرت وأنتشــرت , ولــم يبقـــى أمــام أعــدائهم إلا الخضــوع والإستجــابة لرســالة نبينـــا وصفينـــا محمد بن عبــدالله ( ص ) , ولكــن هيهـــات لقلــب جــرب الحقــد والضغينـــة والغــدر أن يعــرف طــريق المحبــة والتســامح والإنتصــار لكلمـــة الحــق فظــل الغــل والظلمــة ماكثــين فــي قلــوبهم الحاقـــدة , حتــى ظهــرا فــي أول إنتكاســـة للــدين الأســلامي يمقتـــل علــي ( ع ) وقيـــام الدولــة الأمــوية التــي طبقــت كــل ما هــو معاكــس لتعــاليم الأســلام , فعــادوا يـُنـَكـّـلون بآل النبــي ( ع ) وبالصحابة الأجــلاء ( رض ) وثــأروا لقتـــلاهم فــي بــدر , هــل تعــرفون من هــؤلاء ؟ هــؤلاء هــم أجــدادكم وانتـــم أصــلابهم , فبئــس الجـــد وبئــس الحفيـــد , وتبــا ً لهكــذا أصـــل .
لمــاذا ثــرتم ؟ وما سبب كــل هــذا الهجيــان والثــورة ؟ أنــا أقــول لكــم , فــي داخــل كــل واحــد منكــم جينــة متوارثــة مـن هنــد آكلــة الكبــود ومن أختهــا أم جميــل حمالــة الحطــب , هــذه الجينــة عــادت وأنتفضـت من جــديد فــي أول إنتكاســة تمــر بهــا دولتكــم السفيــانية القديمــة الحــديثة , فحركــت حامليهـــا كمــا حــركت من قبــل إجمــاع الوسخــين من العــرب لقتــل رســولنا الأعظــم , ويمكـن التأكــد ممــا أقــول فــي معــرفة موقــع معــاوية وولـــده يــزيد من قلــوبكم , أليســوا بقــريبين جــدا منهـــا ؟ بينمـــا الأول حــارب ( عليـــا ً ) وأنتــم تعــرفون من هــو علي بـن أبــي طالــب وما هــي درجــة قربــه من النبــي وما هــو وقعـــه فـي الأســلام , والثــاني قتــل ( حسينـــا ً ) وقطـع رأســه وحملــه الى دمشــق و ســاق نســاء بيـت النبــي فــي أكــبر سبــي شهـــدته العــرب لنســاءها , وأيضــا تعــرفون من هــو الحسـين بـن فاطمــة الزهــراء بنـت النبــي محمــد ( ع ) وما قــال فيــه رســولنا الأكـرم , إن الإيمــان والكفــر , والحــق والبــاطـل لا يمكــن أن يجتمعــا فــي قلــب مـؤمن أبــدا , كمــا قـالها النبــي , فكيــف لمعــاوية ويــزيد أن يجتمعــا بنفــس المقــاس مع علــي والحســين وبقلــب واحـــد ؟ ما أثــاركم يا أخــوة الشيطــان هــي تــلك الجاهليـــة التي حاربهــا الأســلام , وما أجـج ناركــم هــو ذلك الحقـــد السفيــاني الذي أعمــى بصــركم وبصــائركم علــى أحفــاد صحــابة بـــدر .
أي منطــق فــي إستهجــان موعــد التنفيــذ ؟ أي منطــق فــي إدعــائكم بحــرمة عيــد الأضحــى ؟ والــذي يسمعكــم يصــدق كــم أنتــم حريصــون على الأيــام والأشهــر الحــرم , أين كنتــم وجــثث ( المسلمــين ) فــي العــراق تناثــرت فــي عيــد الفطــر الســابق ؟ والــذي قبلـــه وقبلـــه ؟ أم إن صـــدام أغلــى منهــم ؟ ثـــم هــل أبقـــى من ترسلــوهم إلينـا من إبتهـــاج لعيـــد أو إستمتــاع بفــرحة ؟ العيــد عنــدكم حيـث تبتهجــون وتحتفلــون بعــد أن تخلصتمــم مـن مرضــاكم بأرســالهم إلينـــا جيفــا ً مفخخـــة , أما نحــن فأيــامنا حــزن بقــريب وعــزاء بصــديق , والعيــد لــدينا هــو التخلــص من كــل ســاقط تجــاوز علــى حــرمة البيــوت وحــرمة بنـــاء الله .
لقـــد قالهــا هــذا البعــير أبن البعــير المكنــى ( حسـين شبكشــي ) مـن جــدة بــأن الإعــدام كــان مــؤامرة طائفيــة يقــودها الشيعــة فــي العــراق , فأفصحهـــا دون مواربـــة هــي ثـــورة جاهليــــة داخــل نفــوسكم المريضــــة , أيهــا الأجــرب أبن الأجــرب هــل الشيعــة من يقطــع الرقــاب وفوقهــم لافتـــة ( الله أكـــبر ) أيها الــوهابــي النتــن أتنكــر بــأن عقيــدة تنظيــم القــاعدة الأرهــابي الدولــي هــي عقيــدة وهابيــة أنـت حاملهـــا وليســت شيعيـــة ؟ لقــد أضحكنـــا هــذا الصعلــوك السعــودي حــين ســاوى السيــد عبــد العــزيز الحكــيم والسيــد مقتــدى الصــدر بالأرهــابي حــارث الضـــار , إذ أثبــت بأنــه ولــــد صغيــر تـُحــركه نفــس طائفيــــة , ويكفـينـــا عــزاءا رد الأستــاذ ســامي العسكــري و الدكتــور وليــد فــارس حــين ألجمــوا هــذا النكــرة الــذي ظــل يضــرب علــى وتـــر الطائفيـــة فــاضحا ً دور حكــومته فــي التــآمر علــى إذكــاء نــار الفتنــة فــي العـــراق وهــي الدولـــة المُخالفـــة لجميــع التعاليــم الإســلامية وأولهــا وراثـــة الحكــم , إن كــل ما يحصــل من ســوء علـــى الإســلام هـــو بســبب آل سعــود وبســبب تبنيهـــم لفكــر يـُكفـــر كــل خلــق الله إلا أمبراطــورية آل سعـــود وعلمــاء متخلفــين يقــودون الفكــر الصهيــوني الوهـــابي .
قــولوها وكفــاكم لــف ودوران , قــولوها أيهــا الســاقطون , لــو كــان صــدام ( شيعيـــا ) لمــا فعلتــم ما تفعلـــوه , وما هــي إلا جاهليـــة أولـــى أعــادتها الدولــة الأمــوية بصيــاغة سياسيـــة ثــم تــوارثتم سنتهـــا بأمتيــاز , لقــد عبثتــم بحقــوق الشعــوب الإســلامية منــذ ذلك التـــأريخ و لحـــد الآن دون أن يـــرف لكــم جفــن ولــم تعتــذروا حتـــى من التــأريخ نفســـه , والآن تثــورون علـــى إعــدام طــاغية هــو صنيعـــة من صنائعكــم علينـــا , ولا تدعـــوا الإســلام فــأن الإيمـــان لــم يدخــل قلــوبكم لا ورب الكعبـــة , فبئــس القـــوم أنتـــم وبئـــس ما تدعـــون . ماجــد محمــدالعــراق / بغــداد
https://telegram.me/buratha