( بقلم : علي الخفاجي )
لو اطلع الناس على سيرة القذافي سيجدون من التشابه الى حد التطابق بينه وبين صدام ما يزيل الاستغراب من تباكيه على سلفه المقبور صدام, فحقيقة الامر هو يتباكى على نفسه. اطلعت وخلال وجودي في بريطانيا وعن طريق ليبين هربوا من الطغيان على حقائق عن النظام الليبي وزعيمه الديناصور العقيد القذافي واتفقوا معي وخلال لقاءات كثيرة على ان صدام مجرم لايختلف عن القذافي وان زاد عليه تطرفا في عالم الجريمة فذلك بحكم الفرق بين واقع العراق وليبيا, ولكن للاسف الشديد وبعد اعدام صدام اسمع من ليبين موجودين في اوربا (اي انهم لاجئين سياسيين) يتصلون بقنوات الفحيح العربي ويتباكون على صدام وهم يعلمون علم اليقين ان الاعدام هو اقل عقوبة يستحقها ذلك العتل الزنيم!!!
هذ الحقيقة تحتاج لمقالات اخرى توضح النفاق بل المرض والانحراف الخطير في العقل العربي والذي يحتاج فعلا لثورة فكرية تعيد بناء وترميم القيم والمفاهيم في العقل العربي المهزوم بسبب جرائم الطغاة, ومن المفارقات انه يتباكى على اولئك الطغاة !! كما يقول المثل العراقي (البزون يحب خناقه). وادناه احاول تلخيص بعض ماوجدته من تشابه بين الصنمين :* الديكتاتوران تسلما السلطة في بلدين نفطيين نهاية الستينات, القذافي في 1969 وصدام في 1968 حيث كان نائبا للبكر ولكنه كان الحاكم الفعلي للعراق واجهزته الامنية القمعية.* الديكتاتوران جاءا بقطار انغلو امريكي مشبوه, للعلم القذافي عاش فترة من حياته في لندن, وقصة صدام وعمالته معروفة للجميع. * استلما السلطة وهما في مطلع الثلاثينات من العمر.* ركب الاثنان موجة القومية العربية التي دفع ثمن شعاراتها البائسه الشعبين العراقي والليبي وكان هناك صراع مضحك بين الطاغيتين على من هو يكون امين القومية العربية بعد جمال عبد الناصر!!!.* للاثنين ذرية سوء عاثت في الارض فسادا.* المجرمان قربا مجموعة جهلة من اقاربهما وجعلوهما الحاكم الفعلي اي اقاما نظام حكم العشيرة, من علوج ال مجيد في العراق الى علوج القذاذفه في ليبيا.* اهدرا ثروات العراق وليبيا ببرامج تسلح خاسرة كان مصيرها التسليم للجان غربية فجرتها او نقلتها خارج الحدود.* العراقيون جميعا يعرفون ولادة صدام (الطاهرة) والغريب ان الليبين يتداولون قصة ولادة القذافي المثيرة, يقال ان هناك ايطالية يهودية عاشت في ليبيا زمن الاحتلال الايطالي وزنا بها ليبي مشرد فولدت القذافي, وبعد مجئ الملكية السنوسية انتقلت امه لايطاليا وماتت هناك, واقاربها موجودين الان بايطاليا وفي الفترة السابقة احدهم اتصل بالقذافي ليذكره بصلة القرابة مع عائلته اليهودية فما كان منه الا ان اخرسهم بالمال والتهديد. * اوغل صدام في دماء علماء آل البيت عليهم السلام ورغم ان ليبيا ليس فيها وجود شيعي ابى ابن اليهودية الا ان يغتال احد علماء ال البيت وهو السيد موسى الصدر.* مارس الاثنان سياسة تجويع ظالمة لاغنى بلدين عربيين في وقت يسرفون حد الجنون في توزيع ثروات الشعبين على كل انتهازي ومنافق ممن يقدم فروض الطاعة للمجانين, من امثال حركات فلسطينية منافقة الى بعض حركات التخلف وليس التحرر الافريقية.* تحت حكمهما الجائر تعرض الشعبين لحصار دولي جائر دفع فقراء البلدين ثمنه.* كل حروبهما الدونكيشوتية كانت ضد العرب والمسلمين, فالاول المقبور حارب ايران ثم استدار للكويت والاخر ابن اليهودية حارب مصر وتونس وتشاد المسلمة.وهناك ما لايسعه المجال لذكر التطابق بين الصنمين حتى عملة البلدين (الدينار) لم تسلم من جرائمهم, الى اعدام خيرة شباب البلدين ومثقفيهم الى الى ...وتطول القائمة. باختصار..وافق شن طبقة.والمضحك ان القاء القبض على صدام ثم محاكمته واخيرا اعدامه يثير صنم طرابلس وكانه لااراديا يدافع عن نفسه!!!
فعند القاء القبض على صدام سلم القذافي لامريكا النووي الفكاهي وضاعت معه مليارات من ثروات الشعب الليبي المسكين, وبعد اعدام صدام كان متوقعا لمن يطلع على تاريخ هذا التافه ان يدين وينتقد المحكمة العراقية لانه يرى فيها محكمة ليبية قادمة لامحاله لمحاكمته على جرائمه بحق الشعب الليبي.الان وصلنا للخاتمة, هل يفكر القذافي هذه الايام جديا مثل سلفه صدام حول طريقة اعدامه؟ بالرصاص ام بحبل غليظ؟ نصيحتي لجرذ سرت (وهي تناظر تكريت العراق) ان يترك هذا لان القرار للشعب الليبي, وعليه ان يستفيد من تجربة سلفه المقبور وكيف ان شعب العراق وحكومته المنتخبه وقضائه المستقل قرروا ان يتم خنقه بحبل غليظ , وينقل لقريته في بيكب وليس على مدفع تجره عربة عسكرية كما كان يمني نفسه المريضه.علي الخفاجي
https://telegram.me/buratha