( بقلم : هلال آل فخر الدين )
تساءل صدام موجها حديثه الى القضاة:(هل ستحاكمونني وفقا للقانون الذي أصدرته أنا أم بأي قانون )؟!وظهر اثناء المحكمة منهكا مشدوها خائرا ..علما بان احد لم يمارس معه ما كان يمارسه مع المعتقلين من اساليب قمعية وحشية مستهجنة لم يعرف لها مثيل ـةكانه يريد ان يكسب تعاطف زبانيته وبعض الاعراب وهو يطلب لنفسه العدالة غير مدرك انه حرم منها العراقين طوال سنوات حكمه العجاف للعراق!!
لوطبقت المحكمة على صدام القانون الذي اصدره صدام لم يكن هناك داع –اصلا- لوقوفه في القفص ومواجهته بلا ئحة الاتهام وتمسكه بلقب (الرئيس) كانت المحاكمة ستتم بعيدا عن العيون والكاميرات في زنزانات تحت الارض ويعقبها تنفيذ حكم الاعدام رميا بالرصاص او بقطع رقبته بحد السيف هذا هو القانون الذي اصدره صدام وظل يطبقه على العراقيين على مدى 35 سنة وانتشرت في عصره المذابح الجماعية على نحو غير مسبوق مذابح ضد الشيعة ضد الاكراد ضد السنة ضد زوجي ابنتيه واقرب المقربين اليه ! صدام لم يكن ينتمي او يمثل اي طائفة من الشعب العراقي الا عصابات مافيا الاجرام وزمرة الشقاوات
وامتدت مذابح صدام الجماعية الى الشعوب المجاورة في ايران عام 1980-1988 والكويت عام 1990 -1991 وحفر الطاغية عشرات المقابر الجماعية داخل الاراضي العراقية وخارجها !
وحينما جاء وقت (عدالة السماء) جلس صدام في القفص يطلب العدالة لنفسه ! قد تكون ذاكرة الشعوب ضعيفة قد تنسى جرائم صدام ومذابحه الا مشاهد قتل الابرياء دون محاكمة ودون ان يعلم احد عنهم حتى ذويهم شيئا !
غير ان المثير للغرابة هو محاولة (لوبي النضال العربي ) و(لوبي المشايخ البدوي) الذين صنعوا الطاغية وكانوا سببا رئيسيا في كل الكوارث والنكبات التي مرت بها الامة العربية ...
هؤلاء عادوا من جديد لاحياء بطولة المجرم وفرعونيته وتعنتره العروبي الذي حرم شعبه من اي نسمة من مباديء العدالة التي يطلبها لنفسه الان ،عادوا لنفس الاساليب الوقحة الصلفة الزائفة في خداع الجماهير العربية بالتهليل والتكبير للطغاة وجعلهم ابطالا ومغاوير اشاوس ..كما لو فعلوا مع صدام وعصاباته ..انها العصبية الجاهلية والاعراف البدوية
واخيرا خرج علينا مشخوط الاعراب قذاف تفجير الطائرة المدنية في (لوكربي) الارهابية وخاطف الضيوف(الامام موسى الصدر) بكل خبال ارهاصاته المعهودة في الكتاب (الاخضر)... وكان اخر صرعاته ان شبه المجاهد البطل (عمر المختار) الذي قارع الاحتلال باليد الفارغة مقابل جيوش واساطيل ومدرعات وطائرات الطليان بالنكرة الجبان الهارب المنجحر في الحفر المجرم (صدام) فاعلن حدادا على زميل الرعونة والارهاب (صدام)فماذا نقول عنك غير قول المثل (وافق شن طبقه) وجعل الله مصيرك مصيره وحشرك معه في القريب العاجل انه سميع مجيب
حتى وان زعموا ان المحاكمة (مهزلة) ولكنها افضل الف مرة ومره من القتل السري والابادة الجماعية والغتيالات الكثيرة خارج نطاق القانون في ظل صدام او من خنق المعارضة وتصفيتها في اوكار المخابرات في دول الجوار وستكون افضل وافضل لو اتسمت اجراءاتها بملاحقة البقية الكثيرة من زبانيته وتقديمهم للعدالة حتى لو استفادوا واستفاد من ذلك صدام الذي حرم الشعب العراقي من العدالة واذاقه الذل والعبودية والهوان.
هلال آل فخرالدين
https://telegram.me/buratha