المقالات

بين مطرقة إرهاب الزرقاوي وسندان الفساد الإداري

2195 20:57:00 2006-04-30

وبين هذين الأخوين الخبيثين صرت متحيرة في أمري وربما كونهما يرافقاني طيلة اليوم أصبحت أألفهما فلم اعد أخشاهما كما في السابق ( بقلم : المهندسة بغداد )

بين تلك المطرقة وذاك السندان بت مثقلة بهمومي لا أكاد اهرب من احدهما حتى أرى الأخر إمام عيني وكأنهما تعاهدا أن لا يتركاني وحيدة ! نعم فما أن أقرر الخروج الى الشارع حتى يستقبلني الإرهاب ويسير معي الخطر لحين بلوغ وجهتي التي هي غالبا ما تكون مكان عملي وهناك يسلم الإرهاب المهمة لآخاه الفساد الإداري ليتمم مسيرة مرافقتي بقية النهار  ومخطئ من يعتقد إني لو مكثت في منزلي فإنني سأكون بمأمن منهما لأنهما قرب منزلي يجتمعان!! حيث الإرهاب يكون متأكد من مكاني ومحددا إحداثياتي في حالة كوني هدف والفساد يأتيني متمثلا بموظف الهاتف أو الكهرباء إما الرشوة وإما يمارس على أسرتي الإرهاب بحرماننا من الخدمة مدى الحياة!!

وبين هذين  الأخوين الخبيثين صرت متحيرة في أمري وربما كونهما يرافقاني طيلة اليوم أصبحت أألفهما فلم اعد أخشاهما كما في السابق فقد سلمت أمري لله  واعلم أن ما يحصل لي هو من عنده وانه رؤؤف رحيم  ولإيماني بمقولة الإمام العسكري ع (ما من بلية إلا ولله نعمة تحيط بها) أصبحت ابحث بين طيات الإرهاب والفساد الإداري عن النعمة المحيطة بهما !!  حتى استطيع الاستمرار في حياتي بدون الإحساس المطبق بالاضطهاد والظلم واحمد الله فقد وفقت لمعرفة بعض أوجه النعم علي ومن جملة هذه النعم  إنني أصبحت أكثر التزاما من السابق حيث أن الموت يسايرني في كل لحظة فلم اعد اترك الاعتذار عن شيء بدر مني الى وقت أخر أو اتباطىء في فرض بوسعي تأديته  فقد أصبح الوقت كالسيف فاللحظات ثمينة ويجب استثمارها في الخير إضافة الى إحساسنا انه رغم كل هذا التلوث استطعنا أن نحافظ ما أمكن على قواعد تربينا عليها وهذا بحد ذاته انجاز ! والشيء الأهم إن الإرهاب قد منحني فرصة الاستشهاد التي كانت على مر العصور صعبة المنال بالنسبة للمرأة وكانت حكرا على الرجل إلا ما ندر من الحالات واليوم أصبحت مع أخي الرجل هدفا لهذا الوحش الكاسر.

فاليوم أصبحت هذه المنزلة العظيمة في متناول الشعب كله من الأطفال والنساء والرجال إذا ما كتبها الله لنا والحديث طويل في هذا المجال إلا أنني ارمي الى ابعد من هذه النقطة ارمي الى  معرفة أي منهما هو الأخطر الفساد الإداري أم الإرهاب؟ كثير منا يتابع نشرات الأخبار وما أن يلتقي مراسل بمواطن عراقي حتى تكون كلمة اللهم خلصنا من الإرهاب هي الأولى أو انه يطلب الأمان الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالقضاء على الإرهاب . إنني استغرب من تقديم المواطن للإرهاب على الفساد الاداري.  حقيقة إني مؤمنة بان الفساد الإداري هو الأخطر على مجتمعي مستندة في ادعائي هذا على أسس أتلمسها من واقعي المؤلم , ولايختلف اثنان على إنهما وحشان مضران في المجتمع إلا إن الفساد الإداري أكثر ضررا ولعدة أسباب اذكر منها:

1- الفساد الإداري متشعب في مجتمعنا كتشعب الأوردة في نسيج الجسم البشري فلا توجد مؤسسة حكومية إلا ونخرها الفساد الادراي  بينما الإرهاب غير متوسع الى هذا الحد الفظيع والحمد لله. 2- صعوبة تحديد مركز للفساد الإداري فهو متلون يختفي فجاءه  ليظهر في مكان أخر أو بلون أخر كونه مسيطر فهو ليس جديد العهد بالعراق وإذا ما قورن بالإرهاب فأتصور بان ملامح الإرهاب اشد وضوحا من الفساد. 3- مشاركة فئات من الشعب في هذا الفساد حيث إنني لا ابغي مجاملة مجتمعي على حساب الحقيقة فكثير من أبناء هذا الوطن قد تلوث بهذا الشيء أما المشاركون في الإرهاب فهم فئة قليلة وضالة وصدامية مقيتة فقدت حتى الهوية الآدمية فإذا تكلمنا عن عدد أصبح عدد الإرهابيين اقل كثيرا عن عدد المفسدين.  4- الفساد الإداري ليس فقط فسادا ماديا بل انه للأسف وصل حد المتاجرة بالعلم والمعرفة فهو خيانة المنصب قبل أن يكون فسادا  . بينما خط الإرهاب واضح يريد قتلي مرة واحدة  لاختلافي معه في النهج على غير مقصد الفساد الإداري الذي يقتلني باليوم عدة مرات بسكين بارد وهدفه سرقة المال العام فالإرهابي مجرم  لاتهمه حياته والمفسد سارق والمعين الله .أسال الله أن يوفق الحكومة الجديدة بان تجد حلا لهذه المعضلة المسمى الفساد الإداري فالإرهاب حله بان تحدد مكانه وتستأصله من غير رحمة وبموافقة الجميع إلا أن ممارسي الفساد الإداري ماذا تعمل الحكومة بحقهم؟ تستأصل كما هائلا من المجتمع !! إلا إنني أعول على أبناء الشعب المخلصين في هذا المجال في تحديد رموز المفسدين والإطاحة بهم كلا من موقعه لأننا يجب أن نكون واقعيين حمل الحكومة ثقيل جدا وإذا ما بقينا متفرجين ربما تختل موازينها الإرهاب نضعه على عاتق الحكومة أما الفساد الإداري فانه مسؤولية المواطن الشريف وان كانت مسؤولية صعبة إلا أنها ليست مستحيلة إذا ما قامت بكل وزارة هيئات نزاهة حقيقية (وليست هيئة لصوص سابقين)  تكون مسئولة عن الدوائر التابعة لكل الوزارة  آملين أن يوفقنا الله جميعا ما دامت عيون المرجعية معنا  حفظها الله لنا بحق السميع العليم وقد بدا واضحا من خلال البيان الأخير لسماحة السيد المفدى السيد علي السيستاني أدامه الله للعراقيين والذي بين فيه مجموعة نقاط مهمة من ضمنها الفساد الإداري فقد وضح سماحته أهمية وضع آليات عملية للقضاء على هذا الداء العضال وملاحقة المفسدين قضائيا أينما كانوا.  نسال الله أن يوفقنا جميعا في المسير بدروب أنيرت لنا بفكر المرجعية الرشيدة  سدد الله خطا الشرفاء من هذا الوطن لكل خير انه سميع الدعاء.

أختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك