( بقلم : شوقي العيسى )
مادة جديدة للإعلام مفعمة بالحيوية والنشاط هذه الأيام يتداولها الخاصة والعامة في الإعلام وفي كل شيء وهي لجنة بيكر هاملتون الناتجة عن مجموعة دراسة الوضع العراقي التي قام بها أكبر الحزبين في الولايات المتحدة الأمريكية وهما الحزب الجمهوري والديمقراطي حيث كانت مهمة هذه اللجنة إعداد تقرير عن الوضع العراقي بعد الدراسة والتمحيص .المهم في الأمر أن هذه اللجنة وبعد أن كُلفت بهذه الدراسة وحتى تقديم التقرير عن الوضع العراقي فلم تنزل من أعدادات المادة الإعلامية المبسترة والمهمة والتهويل والعويل عليها أخذ يتفاقم وكان العالم ينتظر هذه اللجنة لتقدم الدستور الجديد للعراق وعندما أقول الدستور الجديد لأن الدستور العراقي الذي تم التصويت عليه وإجراء إستفتاء عليه في 15 أكتوبر 2005 أصبح في أدراج المكاتب ولم يجد أحد في قراءته حتى من السياسيين العراقيين والذين يحكمون العراق.
بعد الجهد والوعد والوعيد وإنتظار الأمل تم تقديم التقرير المسمى بتقرير أو دراسة العراق – بيكر هاملتون والعجيب أن التقرير لم يعد تقريراً أو أعطاء رأي في وضع معين فقد تجاوز المعقول وبعد أن قدّم الملخص التنفيذي متناولاً فيه الوضع العام في العراق وتناول الخطوط الخارجية والداخلية والسياسية والإقتصادية فكان ناتجاً وملخصاً ومعداً لكل شيء فقد أصبح دستور جديد للعراق بعد أن أخفق السياسيون في تطبيق الدستور العراقي أو حتى قراءته بقدر ماتم الحديث وقراءة تقرير بيكر عن الوضع العراقي .
الساحات الإعلامية والقنوات الفضائية والصحف العربية والعالمية والأحاديث اليومية كلها تتحدث بتقرير بيكر حتى البرلمان العراقي منهم من طلب تخصيص جلسة خاصة لدراسة هذا الدستور الجديد والتقرير السماوي المرسل من قبل بيكر والإدارة الأمريكية لأعادة النظر في جميع الخطوط المشار اليها في التقرير حتى يحل محل دستورنا المركن في أدراج المكاتب ونسيان صفحة مشرقة من تضحيات العراقيين الذين مددوا أجسادهم لعبور دستور العراق الذي ختم بختم العراق ولكن أنى يعمل به وأنى نقرأه ولو حتى قراءة ولكن نعد ونتحدث عن تقرير يعبّر عن رأي أشخاص معدودين يخضعون العالم والسياسة العامة لهم .
حقيقةً عندما شاهدت جلسة مجلس النواب العراقي أصبت بخيبة أمل كبيرة جداً عندما تم الحديث عن هذا التقرير وإعطاءه تلك الأهمية القصوى من أعضاء مجلس النواب وكما طلب أحد أعضاء البرلمان تخصيص جلسة مخخصة لدراسة التقرير وبعدها أعطاء رأي حول الموضوع عجيب غريب أمر هذا المجلس وبالحقيقة أنني ومنذ بداية نشوء مجلس النواب كتبت عليه مقالاً وهو ((مقهى مجلس النواب)) الذي يشاهدة ويشاهد ويستمع إلى جلساته حقيقةً وبدون مبالغة هناك تخبط وإستهتار بمشاعر العراقيين لما يندرج تحت جدول أعمال المجلس من مناقشات بعيدة كل البعد عن الواقع الأليم الذي يعيشة المسكين العراقي الذي يقتل ويذبح وتنتهك حرمته أمام أنظار مجلس النواب السلطة التشريعية للعراق الجديد الذي سوف يعمل بدستور بيكر.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha