المقالات

شيعة العراق والتضليل الإعلامي

1620 16:36:00 2006-12-10

( بقلم : عبد الرزاق السويراوي )

قد يتبادر لمن يقرأ عنوان هذا المقال ,أنّه يستبطن نفساً طائفيا أو مذهبيا , ولكي لا تذهب الظنون والتصورات بما لا نقصده , أسارع بالقول بأن الإعلاميين وبعض السياسيين المقصودين , هم من غير العراقيين .. يوم كان الطاغية يغدق بأموال العراقيين التي حرمهم منها , لينفقها على الكثير من الجهات المعروفة , هذه الجهات التي كان البعض منها محسوبا على الإعلاميين العرب ( الكبار) والبعض الآخر كانت جهات سياسية هي الأخرى من ( الكبار ) أيضا .

 وكان الثمن المقابل لهذه الأموال , هو أنّ هؤلاء صيّروا من الطاغية بطلا قوميا , فاق ببطولاته السابقين واللاحقين والذين لم تلدهم أمهاتهم بعد, والى جانب هذا الزيف الإعلامي وبذات الحسابات المشار اليها , فأن نفس هذه الجهات كانت تغض طرفها , وتعقد لسانها , وتصم آذانها عما كان يقوم به الطاغية وأزلامه من إعتقالات عشوائية ومن إعدامات على التهمة ومن دون أيّ محاكمة , بحق العراقيين , وبحق الشيعة منهم بشكل خاص , وقد وصلت الوقاحة بهؤلاء بعد السقوط حينما ظهرت العشرات من المقابر الجماعية للشيعة , أنهم برروا بعذر أقبح من الفعل وأدعوا أنّ هذه المقابر أحتوت مَنْ خرج على السلطة , ووفقا لهذا المنطق فأن من حق السلطة إتخاذ الإجراءات التي تكفل لها حماية نفسها من الغوغائيين الذين نزح آباؤهم أو أجدادهم من الهند !! . في ذلك الوقت كنت أحيانا أعلّل إلتفاف هؤلاء حول السلطة البعثية , بأن إعلام السلطة آنذاك , كان يطغي على أنين المعتقلين في الزنزانات من الشيعة , ويحجب صرخات الذين دُفن البعض منهم وهم أحياء , إضافة الى التعتيم الإعلامي الصارم الذي كانت تفرضه السلطة في الداخل ضد كل ما هو شيعي .

أمّا اليوم , وبعد أنْ سقط الصنم وتكشّفت الكثير من الأوراق و(الكوبونات النفطية) فأننا ما زلنا نسمع ذات الإسطوانة المشروخة مع بعض التعديلات الطفيفة عليها , فبدأنا نسمع بالتخوف من الهلال الشيعي المزعوم , أو أنّ ولاء الشيعة دون إستثناء , لإيران دون شعوبهم وبلدانهم , والأنكى من كل ذلك , أنّ منظمة (إسلامية ) معروفة ولها ثقلها في الساحة العربية والإسلامية , عبّرت عن أسفها وحزنها الشديدين على فقدها مَنْ عاث بدماء الشيعةالعراقيين فسادا , فاعتبرته (( شهيد الإمة)) , وكأنّ الشيعة العراقيين هم من خارج هذه الأمة , ولا ندري , فلربما يعنون بالأمة , تلك التي تشّرفت وصافحت بحرارة , الصهاينة ورفعت على أراضيها , راية إسرائيل خفاقة .

 ولكن ... على الرغم من كل ذلك , فأنا أفكر أحيانا ووفقا للمبدأ النبوي القائل إحمل أخاك على سبعين محمل , فأقول : ربما يجهل هؤلاء بعض الأمور, بسبب أن شيعة العراق , ربما لم تُتحْ لهم الفرص الإعلامية الكافية ليحسنوا عرض مظلوميتهم . وعلى ما يبدو أن الشيعة قد إستنْفدوا حتى السبعين محمل , لكن الذي لم يسْتنفدْ , ولا يمكن أن يستنفد , هو قوله تعالى : سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك