المقالات

إناء مستشار الأمن السعودي : ينضحُ ما فيه

1601 18:34:00 2006-12-09

( بقلم : عبد الرزاق السويراوي )

حقّا أن مصيبة الشعب العربي في حكامه كما يقولون , وهذا بالتأكيد ليس إكتشافاً جديدا , وإنما هو حقيقة يعرفها الجميع , بما في ذلك طبعا , الحكام العرب أنفسهم , خصوصا عندما يتبادلون التهم فيما بينهم بخصوص تجنّي البعض منهم على شعوبهم , وذلك أثناء إحتدام الخلاف في مؤتمرات القمة التي بات الكثير من العرب فضلا عن الأجانب , يتندرون بنتائجها ويطلقون بتهكم مقولة : " إتفقوا على أنْ لا يتفقوا ". ولكن عبارة " الحكام العرب " فضفاضة , قد تضع المعنى حصراً في شخص الحاكم نفسه, وهو صحيح , ولكن الصحيح أيضا , أنّ عبارة " الحكام العرب " تشمل أيضا شرائح أخرى من المسؤولين الذين يشغلون عادة مراكز مهمة من مؤسسات الدولة , فهم بلا شك , من الحكام أيضا .

أسوق هذه المقدمة البسيطة , لأنّ المعنى الثاني الذي أشرت إليه قبل قليل , يشمل مستشار الأمن السعودي , الذي جعل من نفسه داعية لشرّ مستطير والعياذ بالله , يرفضه كل مسلم من الشيعة والسنة في العراق , الذين يرفضون كل أسباب الإحتقان الطائفي , وذلك عندما نشر مقالا في الواشنطن بوست , عبّر من خلاله ودون أيّ مسوغ مقبول , عن السعي لتأجيج الفتنة الطائفية والدعوة الى الأقتتال بين أبناء الشعب الواحد من العراقيين, حيث أعلن صراحة بأنّ السعودية , وفي حالة تعرض السنة في العراق الى هجوم , فأنها ـ السعودية ـ سوف لا تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا مثل الهجوم , وأنما ستمدّ يد العون , بالمال والسلاح .

ولا ندري على ماذا إعتمد هذا المستشار في إستنتاجاته أو قراءته طالما أنّ الشيعة والسنة في العراق يتعرضون الآن لأبشع العمليات الإرهابية القادمة من وراء الحدود , هذه الحدود التي يعرفها بالتأكيد المستشار أكثر من غيره , بناء على ما يشغله من مركز أمني !! ونتيجة لهذا الخطاب الإستفزازي , فأن الحكومة السعودية وجدت نفسها مضطرة للتنصل عنه وإعتبرته وجهة نظر شخصية لا علاقة لها بالموقف الرسمي للحكومة !.

 ولكن بودّي هنا أنْ أذكّر المستشار بهذا التساؤل : إذا كانت تصريحاتك هذه منطلقة من حرصك على سنّة العراق بإعتبارهم من المسلمين , أفلا يجدر بهذا الحرص أن يكون واحدا على جميع العرب المسلمين , فأين كنت قبل أشهر , عندما هاجمت إسرائيل لبنان وقتلت ودمّرت كل شيء ببوارجها الحربية وبطائراتها وصواريخها ؟ أوَ ليس فيهم من المسلمين ؟ ومن السنة بالذات ؟أمْ أنّ لك رأي آخر وقد أُعلن عنه في أثناء الهجوم على لبنان ؟ ولا نريد أن نسأل أيضا عن المسلمين في فلسطين وما يتعرضون له من إبادة , أفلا يتحرك في ضميرك الحرص عليهم لتمدّ يد العون لهم ؟ . قبّح الله الحقد , حين يستعر في داخل النفس الأمارة بالسوء فيمنعها عن رؤية الحق رغم سطوعه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك