( بقلم : المهندسة بغداد )
لا أكاد اصدق إن يوما عصيبا سيمر علي في عاصمتي الحزينة كهذا اليوم, فلقد جاء اليوم الذي نحلم فيه بزيارة الإمام موسى ابن جعفر والإمام محمد الجواد عليهما السلام ونحن في نفس المدينة !!!! ما الذي يجري لتصبح الكاظمية بعيدة كل هذا البعد عنا ؟ هل بعث المتوكل من جديد وسكن حي الجامعة والعدل ليحقق عدله ضد محبي أهل البيت ؟!! ولو فعل المتوكل ما فعل فلقد كان أمير على الفاسقين ولا يستطيع احد الوقوف بوجهه لكننا اليوم وبفضل الله انتخبنا حكومة محبة لأهل البيت وحصلت على أكثر من نصف مقاعد البرلمان وشكلت بنفسها حكومة وبعد كل هذا يقتل من يزور أهل البيت ع وبيد من؟ بيد من يشاطرونكم المقاعد !!! والإدانة واضحة تصرخ لكن صراخ الصمت أعلى !!
ولطالما بحثت لكم عن أعذار ولا زلت واعلم كما كل من وثق بكم بان ما خفي كان أعظم وإنكم تبذلون قصارى جهدكم ومقدرة لذلك لكني أريد أن استشفي لحظة عدل واحدة في حي العدل وأصر على هذا الحي لأنه الطريق الذي طالما سلكته وقلبي ينبض تسارعا للوصول الى الكاظمية الحبيبة وألان وبعد أن استطاع قطاع الطرق ممن يشاطرون الخيرين مقاعد مجلس النواب بفضل سوء تقدير من انتخبهم أن يحتلوا حي الجامعة وحي العدل ويضعوا القناصة فوق سطوح المباني وضح النهار لقتل الناس وبعد تطهير المنطقة من كل من يوالي علي ع وكأنه رجس والعياذ بالله وبعد غلق المحلات الجميلة الزاهية والمدارس وكل شيء غدا هذا الطريق طريق الموت وأصبح من الصعب علي بلوغ الكاظمية الحبيبة . لم يستطيعوا أن يهدوا قباب الكاظمية فأغلقوا الطرق عنها في مناطق الكرخ وليصبح الوسيلة الوحيدة لدخول مدينة الكاظمية المقدسة هو البحث عن منفذ أخر لتصل الكاظمية ولتلحظ أن الكاظمية نفسها تغيرت بعض الشيء لحمايتها من أعداءها إلا إن هذا التغير يؤلم من حمل في نفسه ذكريات لهذه الشوارع .
قلبي يعتصر ألما وأنا أتذكر كيف إن السيارات كانت تمشي في هذه الشوارع المكتظة بالناس وهم يتسوقون البضائع تبركا من مدينة إمامهم وبعد الانتهاء من تسوقنا تقتادنا رائحة الكباب الى مطعم لا أتذكر اسمه لكثرة دخان الشواء فطالما أسميته مطعم (أبو الدخاخين) ونقضي ساعات طويلة في هذه المدينة الجميلة وألان شوارع فارغة من السيارات ووجوه تتطلع على بعضها خوفا من كيس هنا أو عبوة والأرجل تحث الخطى للرجوع مبكرا والألسن تلهج حمدا لله على سلامة الذهاب والإياب رغم همة أهل الكاظمية ودورهم الرائع في الحفاظ على أمانة رسولهم وحفيده سجين بغداد إلا إن القلوب وجلة لأنها تعلم إن هناك من يتربص بها للغدر .
آه أيها السجين المظلوم لقد سجنت في بغداد لكن هل تعلم مولاي إن بغداد بأكملها صارت سجنا لأهلها !!!! ربما كان هذا هو العدل الإلهي مولاي فاليوم نشعر بما مررت به فإحساس السجين إحساس فضيع والسجن داخل أنفسنا هو الأصعب فلقد عدنا يا سيدي الى الكبت ثانية بعد انفراجة لم تطل طويلا فرجعنا للصمت القاتل ونسال الله الفرج القريب والنصر لأهل الخير من الطيبين أبناء الحكومة أبنائنا وإخوتنا ورغم كل الآلام لابد من صورة جميلة تنقل من مدينة الكاظمية المقدسة انه منظر العجائز الكبار الأتي لا يستطعن أن يمشين فيجلسن على عربة خشبية ليقوم فتية بنقلهن الى إمامهن ع في خشوع واشتياق لن تطفئ شموع المحبة ولن ينتصر الظلم للأبد لكني مضطرة للانتظار حتى استطيع أن ازور سيدي ومولاي فكثير من يخبرني بان الإمام سيعذرنا وخاصة النساء المواليات على تقصيرنا بالزيارة كونه حفاظا على حياتنا ولان العدو غير واضح المعالم وبلا قيم ولا غيرة لكنني آثرت ترك هذه المدينة التي لا استطيع أن ازور فيها اشرف من دفن فيها وان أجد الأعذار واندب الزمن الذي وضعني بهكذا موقف فوداعا يا شموس الكاظمية فلا مقام لي بمدينة احرم فيها من زيارتكم .
وأسال الله أن يوفق الحكومة في أن تكون حازمة مع المسيء وتعاقبه لتبرد نيران مظلوميتنا وان لا تخشى شيئا فالذي انتخبكم سيدعمكم إذا ما دعمتموه ولتسالوا الذي وقف يصرخ بوجه الشيخ الصغير حين طالب وتكلم بلسان حال من انتخبه أن يتم تطهير منطقة حي العدل والجامعة من الإرهابيين ولتسال الحكومة هذا الصارخ عن صرخته هل هي صرخة مراهق سياسي أو محامي للإرهاب ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم في أناس ذهب عن وجوهها الحياء والخجل ونسال الباري التوفيق للخيرين انه نعم المولى ونعم النصير.
أختكم المهندسة بغدادhttps://telegram.me/buratha