( بقلم : قاسم البصري )
الحكومة العراقية وجماهيرها..تستمر المآسي ويتصاعد مسلسل الإرهاب ليعكس لنا مفاجآت وصور فضيعة تدلل بالقطع والجزم، مدى الوحشية التي يتعاطى بها الأرهاب في العراق، وأخرها التفجيرات التي وقعت في مدينة الصدر والتي أودت بحياة المئات من الأبرياء من أبناء تلك المدينة، هذ الجريمة دعت المجلس السياسي الوطني الى عقد إجتماعاته وليومين متتالين لمناقشة الوضع الأمني المتأزم، وتطمينات المسؤولين وتصريحاتهم وشجبهم وأستنكارهم وهم يدركون أن الدم الذي سال في تلك الجريمة أكبر من تلك التصريحات والمواقف، وذوي الشهداء والمصابين لايهمهم تأمين نقل جثمان أولادهم الى مثواهم الأخير والعناية بهم بقدر أهتماهم بأن يرون الحكومة والتي وقفوا طوابير لأنتخابها تقتص من المجرمين من البعثين والتكفيرين. حكومة السيد المالكي ،الحكومة المنتخبة والتي مازال الشعب يصطف خلفها ينبغي أن تتخذ إجراءات سريعة وعاجلة لمعالجة هذا الوضع المتدهور وقبل فوات الأوان، ومن هذه الأجراءات:1- على السيد المالكي أن يكون أكثر صراحة مع جماهيره، وكما فعلها وصرح سابقأ بأنه لا يملك صلاحية تحريك سرية من القوات المسلحة العراقية أو حتى تبليط شارع من شوارع بغداد!!! التصريح الذي أراد به إيصال رسالة سياسية إلى القوات الأمريكية بان الإرباك الأمني الذي يحصل في العراق هم السبب فيه وهم الذين يؤخرون سير العملية السياسية، هذه التصريحات وجدت لها صدى ايجابيا في الشارع العراقي الذي تعاطف كثيراً مع شخص السيد المالكي، فعليه اليوم أن يبين لشعبه ان المشتركين معه في العملية السياسية غير عابئين بما يحدث في البلد من تدهور امني، بل وربما يرى في عيونهم الراحة لذلك، فليعلنها صراحة وامام الملأ ويسمي هؤلاء باسمائهم.2- ماتحدث به بعض أعضاء مجلس النواب في جلساته الأخيرة وعلى لسان أعضائه من أن هناك مناطق كاملة في بغداد خارجة عن القانون وتعد من أوكار الأرهابين كالغزالية وحي العدل والعامرية وحي الجامعة والمدن الأخرى التي يستنجد أهلها بالحكومة بين الحين والاخر، كل هذه المدن تابعة الى حماية الجيش العراقي!! وهذا جرس أنذار أن قوى الأمن العراقي بحاجة الى تنسيق فيما بينها وأخراجها من المحاصصة الطائفية وعليها أن تطبق برنامج الحكومة فقط وليس برنامج وأجندات التكتلات التي ينتمي اليها منتسبيها.3- إجراء تعديل وزاري شامل يطيح بكل من جاءت به الأقدار وجعلته وزيرا، وإنتخاب وزراء جدد ملزمون بتقديم برنامج وزاري يعرض على مجلس النواب لمناقشته وتقييمه وإلزام صاحبه بسقف زمني لتطبيقه وإلا فعليه ترك المكان لغيره.4- السيد المالكي يعلم أن مجلس إنقاذ الأنبار تشكل بشكل عفوي، وهو عملية رد فعل لواقع مأساوي تمر به محافظة الأنبار من ترد كبير في الوضع الأمني والخدمي...مشايخ وقادة هذا المجلس عبروا عن اعجابهم بشخصية المالكي وشجاعتة في الوقوف بوجه المخططات الخارجية وتعامله من منطلق وطني مع القوات الأجنبية، فعلى السيد المالكي وحكومته أن يدعم هذا المجلس بكل مايحتاح من دعم مالي ومعنوي وإعلامي وتجهيز رجالاته بالسلاح لتمكينهم من السيطرة على الوضع هناك، لاسيما وقادة هذا المجلس ليس بطائفيين، بل يرون في كل مكونات الشعب العراقي أخوة لهم.
العراقيون يدركون أن رئيس الوزراء لديه سلطات واسعة وأن عدم تفعيل تلك السلطات يعود للإرباك والتحدي الذي يمر به البلد.. والشعب العراقي يعلم ان صراع الارادات السياسية التي تحاول اسقاط حكومة المالكي من اجل الابقاء على حالة الفوضى والتسيب الامني هي التي تحول دون تطبيق كامل لسياسيات الحكومة، ولكن على المالكي أن يقف الى جانب شعبه وجماهيره ويترك القوى السياسية النفعية تهيم على وجهها، والاّ ستفقد حكومته يوما بعد آخر جماهيرها، وما حدث في مدينة الصدر اثناء زيارته لعوائل الضحايا خير شاهد على ذلك. قاسم البصري
https://telegram.me/buratha