( بقلم : اسعد راشد )
ليس من العيب عندما يطالب الرفيق الهاشمي بملئ فاه بقاء القوات الامريكية في العراق وعدم انسحابه قبل ان تكتمل جهوزية القوات العراقية الامنية والعسكرية ! وسوف لن يعلق الاعراب على تصريحه الفاضح والصريح ببقاء القوات الامريكية ‘ وهذا الامر تكرر مع الهزاز الرعاش والارهابي الذي يهتز العراق اليوم من حوره وغدره ودعمه للارهابيين القتلة حيث طالب تكرارا بعدم انسحاب القوات الامريكية من العراق في الوقت الحاضر دون ان يواجه اي مذمة او انتقاد من حلفاءه واصدقاءه بل وحتى من اعداءه ‘ هذا الكيل بمكيالين عرف به الطرف السني الذي يتعامل مع الامريكيين على عدة جبهات ويقوم بالتنسيق معهم لا حبا فيهم بل اما طمعا في ملك زال او رغبة في ملك ات !سنة العراق ليسوا الطرف الوحيد الذي يتعامل مع المشهد السياسي بنظرة ازدواجية بل هناك اكثر من عشرين دولة سنية تتعامل مع امريكا وتنصاع لها بذل ومذلة وكعملاء بدرجة امتياز فلو ان حزب الله اللبناني فتح حوارا مع الامريكيين لقامت قيامة الاعراب والمزايدين بالوطنية ولان السنة في لبنان هم الطرف الابرز واكثر خنوعا وعمالة بقيادة الغلام سعد الحريري لامريكا لذلك يلتزم "الوطنيون جدا" بالصمت المذل والمريب .
لنرى ماذا يقول العالم السني واعلامه المعووج بعد ايام عندما يزور طارق الهاشمي واشنطن ليلتقي الرئيس الامريكي بالطبع سوف يدعون انها من اجل مصلحة العراق ومن "موقف وطني" سوف يدعوا الى "عدم الاستعجال برحيل المحتل"!
اما اليوم والسيد عبد العزيز الحكيم الذي انهى زيارة ناجحة الى واشنطن والتقى كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الامريكي بوش فان الاعراب لم يكن بوسعهم ان يستوعبوا هذه الظاهرة المميزة ويتحملوا ان يكون رمزا شيعيا يكسر احتكار السني للتحرك الديبلوماسي على المستوى الدولي مع الولايات المتحدة ويدخل في تحالفات سياسية على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وخاصة في مجال محاربة الارهاب والقوى الشريرة المجرمة والمتمثلة في الارهاب الوهابي القاعدي لذلك اوعز الاعراب الى ادواتهم الاعلامية المرتزقة بشن حملة تشويش وتشويه لزيارة الرمز الشيعي السيد الحكيم بعمامته السوداء الى واشنطن والدخول الى بيت الابيض بدعوة رسمية من اعلى سلطة في الولايات المتحدة الامريكية ومن يدعوا الامريكيين الى الالتزام بالمبادئ التي اعلنوها بخصوص مشاريع التغيير والاصلاح والديمقراطية في العراق والمنطقة وعدم التخلي عن اصدقائهم وحلفاءهم لكي يكونوا نهبا لقوى الارهاب الحاقد والشرير المتمثل في القاعدة واتباعهم الوهابيين والسلفيين والبعثيين الذين يشكلون خطرا ليس فقط على العراق بل على الامن والاستقرار في كل مكان .
بالطبع السيد الحكيم والوفد المرافق له لم يخرجوا عن الضوابط الوطنية في لقاءاتهم مع المسؤولين الامريكيين ولم يطلبوا منهم وضع العراق تحت الوصاية فهم كانوا واضحين في مطالبهم والمبادئ التي تجركوا على اساسها حيث ابرز المطالب كانت تسليم الملف الامني للعرقيين وللحكومة العراقية وتأكيدهم على ان البعثيين والتكفريين والقوى الظلامية القاعدية هم اصل المشكلة في العراق وهم الذين اوصلوا العراق الى هذه المرحلة من خلال تصعيدهم لعمليات القتل والارهاب والتفجير والفتن الطائفية وان مواجهتهم واستئصال شأفتهم يكفل نجاح العملية السياسية واعادة الامن والاستقرار الى العراق كما ان نجاح المشروع الديمقراطي في المنطقة يتوقف على هذا الامر اي ضرب قوى البعث والوهابية القاعدية التي تسعى وبدعم بعض الدول الاقليمية الى افشاله من منطلق طائفي بحت وان تطلب ذلك لهم اي للارهابيين والداعمين لهم جر المنطقة والعالم الى حروب مدمرة واعمال عنف واسعة .
نحن نرى ان المصلحة العراقية وخاصة الشيعية تكمن في مثل هذه اللقاءات والتحركات الدولية السياسية رغم اعتراضات البعض وضيق افقهم السياسي ونحن نأسف كثيرا للموقف الصدري الذي ما زلنا نكن لهذا التيار الشعبي الاحترام الكامل وندعوه الى التمهل والتأني وعدم الاستعجال في اصدار الاحكام فوالله ان مصافحة الرئيس الامريكي بوش لاشرف لنا من مصافحة يدا منافقة وملطخة بالدماء التي تدعوا جهار وسرا الى قتل الشيعة واستباحة دمائهم من خلال تسليح الميليشيات البعثية والسلفية الارهابية في العراق ودعمها كما جاء في كلام ذلك الوهابي النذل المدعوا نواف عبيد المستشار الامني السعودي الرسمي ‘ والغريب ان القوى السنية في العراق وعلى رأسها جبهة النفاق بقيادة الرعاش الارهابي التي رحبت وايدت الموقف الصدري بتعليق نشاط نوابه ووزراءه في الحكومة اذا اقدم السيد المالكي على لقاء الرئيس بوش لم تفعل تلك الجبهة المنافقة ذات الشئ مع قادتها واعضاءها ولنرى هل تقوم بالامر ذاته عندما يلتقي الرفيق الهاشمي بالرئيس بوش ؟!
نقول للسيد الحكيم احسنت لما فعلت وسددالله خطاك رغم كيد الكائدين من الاعراب ورغم عملية التشويش المغرضة للاعلام في وصف الزيارة بانها من قبل "قائد يرأس ميليشيا متهمة بالتورط في اعمال فرق الموت"!! الا ان ما قمت به وحققته في زيارتك يثلج قلوب ابناء المقابر الجماعية ويمنحهم الزخم والايمان بان قضيتهم قضية عادلة مهما حاول الاعداء والطائفيين التضليل عليها وسوف يستمرون في التحدي والتصدي لكل مشاريع الظلام والطائفية البعثية والعربية .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha