( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفين )
يتساءل الكثير من المراقبين والمتابعين للملف العراقي عن سبب زيارة زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد الى الولايات المتحدة الامريكية طالما كانت عمان قد جمعت يوم الاربعاء الماضي كلاً من سماحته والرئيس الامريكي بوش ودولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي.
ربما الاجابة تكمن في السؤال نفسه، فالسيد زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد عندما ذهب الى عمان لم يذهب كعضو من اعضاء الوفد الحكومي الرسمي الذي رافق رئيس الوزراء العراقي والدعوة التي على ضوئها كان السيد الحكيم قد زار الاردن كانت اقدم بكثير من الدعوة التي وجهت للسيد نوري المالكي بل ان الدعوة الاردنية لزعيم الائتلاف العرقي الموحد كانت موجهة لسماحته من قبل الحكومة الاردنية قبل ان يكلف الاستاذ المالكي بتشكيل الحكومة. لكن الظروف السياسية والامنية التي يعيشها العراق قد دفعت الى تأجيل الزيارة حتى الانتهاء من انجاز الاستحقاقات الاساسية التي تتطلبها العملية السياسية العراقية والتي كان في طليعتها خوض الانتخابات الدستورية الاخيرة والتصويت على الدستور بعد انجاز مسودته ومسألة تشكيل الحكومة الحالية وبعض العناوين المرتبطة بشكل او بآخر بمجمل العملية السياسية.
زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد لم يلتق الرئيس الامريكي في عمان وهذا يؤكد بما لا يقبل الشك بان اجندة الزيارة ليست لها علاقة بزيارة الرئيسين بوش والمالكي الى عمان، سوى ان التزامن الذي فرضته المصادفة هو القاسم المشترك في هذه الموضوعة. ووفقاً لاجندة الزيارة فان السيد الحكيم كان يرافقه وفد خاص بسماحته وان فترة زيارته الى الاردن قد امتدت الى اربعة ايام تخللتها فعاليات رسمية واجتماعية وبرلمانية ودينية فضلاً عن الامور السياسية والعلاقات الثنائية التي تربط الشعبين الشقيقين الاردني والعراقي.المهم في الموضوع كله ان زيارة السيد الحكيم لعمان هي محطة اولى ضمن جولة لا تنتهي بزيارة الولايات المتحدة بل انها ستشمل ايضاً المانيا وفرنسا وبريطانيا وبعضاً من دول الخليج العربية.
وبطبيعة الحال ان هذه الجولة حُددت لها اهداف واتجاهات متعددة جميعها يصب في خدمة صنع الامن والاستقرار في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص بالاضافة الى الاهداف الكبرى الاخرى والتي يأتي في مقدمتها اعادة الثقة للعلاقات العراقية الدولية – والعراقية العربية.
وبما ان السيد الحكيم قد حط الرحال في محطته الثانية بالولايات المتحدة الامريكية فمن نافلة القول، التذكير بان هذه الزيارة لم تكن الاولى للسيد الحكيم الى هذا البلد، فلقد زار سماحته الولايات المتحدة في العام 2002 مع وفد عراقي رفيع كان يمثل القيادات البارزة في المعارضة العراقية آنذاك وقد جرى لسماحته خلال الزيارة اهتمام بالغ من قبل المسؤولين الامريكيين ووسائل الاعلام الامريكي، كذلك كرر سماحته زيارته لهذا البلد ضمن جولة شملت دولاً اخرى عندما حلّت فترة رئاسته في مرحلة مجلس الحكم وذلك خلال العام 2003، لذلك تأتي هذه الزيارة هي الاخرى وفق سياقات واستحقاقات سياسية استراتيجة لا تهم العراق فحسب وانما تهم دول المنطقة والعالم ككل، خصوصاً بعد كثرة المشاريع العبثية التي تريد للتجربة العراقية الجديدة ان تنكفئ وتعود بنا الى المربع الاول كما يقال.
https://telegram.me/buratha