( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفين )
مشكلة البعض ممن تهيأت لهم ظروف سحرية غير معروفة ان يكونوا في واجهة الحدث العراقي كـ(صالح المطلك) انهم متعثرون عاثرون لا يدركون كيفية توظيف الفرص التي اتيحت لهم باعتبار ان المثل القائل "ان الفرص تمر مر السحاب".
المطلك اكثر ما يعرف عنه انه سمسار هجين لقيط من سماسرة نظام ما كان يجيد أي لون من الوان السلطة والادارة عدا الحقد والكراهية وزرع مقابر الموت الجماعي وتوزيعها في كل تضاريس البلاد.من كان هذا تأريخه يجب ان لا يكون اوفر حظاً من اولئك الذين نشاهدهم بين كل ثلاثة ايام او اقل او اكثر وهم يظهرون من على شاشة التلفاز تارة تحت عنوان مجزرة الدجيل واخرى تحت عنوان الانفال.
صحيح باننا لن ندعي بان المطلك هو احد المتورطين بقتل اولئك لكن الاصح ان المطلك كان وما يزال يمثل الظاهرة الصدامية في التجربة العراقية الجديدة، وان المقاعد التي حصل عليها في البرلمان العراقي كان يفترض به ان يجعل منها وسيلة تنقله من عالم السادية والفوضوية والعبثية والبعثية الى عالم الشفافية والشراكة والتعددية واستبدال ثقافته البغيضة المشوشة بثقافة اخرى قادرة على التعايش مع الروح الحضارية التي تحملها شخصيات سياسية عراقية تحمل من الارث والمشروع الثقافي ما لم يعرفه المطلك ولا سيعرفه حتى لو عاش قدر عمره مئة مرة.
انا شخصياً حتى اللحظة لا ادري كيف لشخصية بعثية افضل ما قدمه للعراق هو انه كان خادماً، سمساراً عند زوجة الطاغية ساجدة طلفاح ومسؤولاً عن ادارة اموالها المسروقة من جيوب العراقيين وعن حقول دواجنها في محافظة ديالى ومناطق جنوب بغداد لم يُقدم للمسائلة عن ماضيه حتى الآن، والا لماذا تخصص المطلك بالزراعة، ومَنْ بعثه الى لندن لإكمال دراسته العليا عن الصيصان والدجاج غير "حرم" الطاغية؟.المعلومات التي نعرفها عن المطلك انه احرج بكتابة تقاريره عن الطلبة العراقيين الذين كانوا يدرسون في العاصمة البريطانية نظاماً لا يُحرج ولا يستحي من شيء لكن سذاجة وسماجة التقارير التي تخصص المطلك بكتابتها عن اولئك الطلبة وبعضهم كان من البعثيين طبعاً، دفع بالنظام الى حرمانه من مخصصات المنحة المالية المقررة له ولم يعدها اليه الا بعد ان تعرض هذا المطلك الى توبيخات عديدة بسبب عبثيته وتشويشه على رفاقه البعثيين.
مطلوب من الدولة الحالية ومن السلطة التنفيذية ان تسأل المطلك عن الخمسة والعشرين الف دونم من الاراضي التي يمتلكها في بعقوبة وعن الثمانية عشر الف دونم المماثلة والواقعة جنوب بغداد والمسجلتين زوراً باسم شقيقه الذي لم يكمل الدراسة الثانوية.
السؤال المهم الذي يجب ان يوجه الى المطلك.. هو من اين اتى بكل هذا المال كي يمتلك اكثر من اربعين الف دونم في محافظتين وهو في احسن الاحوال كان استاذاً مصنوعاً صناعة بعثية وقد مارس التدريس بعضاً من الوقت في كلية الزراعة بجامعة بغداد وبالطريقة التي اشرنا اليها انفاً؟.
هذا المطلق يقول في تصريحه الاخير ان الهاشمي لا يمثل السنة العرب وان الحكيم يريد بيع العراق لايران..نقول للمطلك وللذين ينهقون امثاله.. انكم ابناء مَنْ واخوة مَنْ واباء مَنْ ان كنتم لا تفقهون بالحكيم ابن مَنْ واخو مَنْ وابو مَنْ وبالتالي كي يعرف هؤلاء وغيرهم من الذي يريد بيع العراق في اسواق النخاسة ومَنْ الذي يريد بالوقت نفسه شراء وطنه بروحه وحياته واسرته وكل ما ملكته يداه.
https://telegram.me/buratha