( بقلم : د. جمال العلي )
التصريحات التي اطلقها رئيس ما يسمى ب"الجبهة العراقية للحوار الوطني" صالح المطلك عن قرب انشاء جبهة وطنية واسعة من اجل "انقاذ العراق" كما يزعم هذا البعثي العتيد المعلوم الحال لن لن تكون متزامنة بمحض الصدفة مع ما افصح عنه مستشار امني سعودي بخصوص نوايا الدور السعودي الخبيث في العراق وتورطها باحداث العنف الدموي الذي يطال جميع ابناء العراق من الابرياء سنة كانوا ام شيعة.
تصريحات المطلك التي اطلقها في العاصمة الاردنية عمان مركز تجمع ونشاط جميع ازلام وانصار واعوان النظام البائد والارهابيين التكفيريين ضد العراق وشعبه وتجربته الديمقراطية الجديدة اولئك الذين يمزقون يوميا اجساد الابرياء من كبار وصغار ونساء واطفال وشباب بقنابل حقدهم ، قد كشفت عن وجود مساع لبعض العراقيين ممن يدعمون الارهاب ويتمشدقون بالوطنية من جهة وبين اوساط عربية حليفة لهم وتمدهم بالمال والدعم السياسي والاعلامي من جهة اخرى ومنذ فترة طويلة للانتقام من الشعب العراقي وصب نيران حقدهم الدفين عليه .
كما انها جاءت متناغمة وعلى ذات الايقاع لما كشف النقاب عنه المستشار الامني للحكومة السعودية والتي هدد فيها من ان "المملكة" ستتدخل باستخدام الاموال أو الاسلحة أو قوتها النفطية لدعم السنة في العراق والحيلولة دون وصول الشيعة الى سدة الحكم والاخذ بزمام الامور في العراق في حال تم الانسحاب الاميركي من هناك ، وكأن السعودية لم تفعل ذلك حتى الان وكأنها ليست هي واخواتها من الدول العربية الخليجية بالاضافة الى الاردن ومصر لم يفسحوا المجال للارهابيين التكفيريين وبقايا نظام صدام المجرم بالتمرس على الاجرام والارهاب ولم تسوقهم عبر حدودها نحو العراق لتقطيع اوصال العراقيين الشيعة تارة والسنة تارة اخرى لاشعال فتيل الحرب الطائفية في العراق.
كما ان دعوات "المطلك" وتصريحات المسؤول السعودي جاءت متسقة زمنيا مع تصاعد الدعوات في المحافل السياسية الاميركية خاصة في الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني بعدم تمكن القوات العراقية الجديدة من السيطرة على الاوضاع المتدهورة في العراق وعودة الامن اليه وضمان سلامة القوات الاميركية وليس أمن المواطن العراقي لذا يجب الاسراع في سحب القوات الاميركية من هناك ومع ما زعمه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان خلال حديثه لاذاعة ال"بي بي سي" البريطانية قبل يومين من "ان العراق في غمار حرب اهلية وان حال كثير من مواطنيه الان اسوأ مما كان عليه خلال عهد صدام"!!.
وكذلك جاءت في مسيرة الاعلام الاميركي والبريطاني الذي اخذ يروج ومنذ فترة للحرب الاهلية أو الطائفية في العراق ويصران على "ان ما يشهده الشارع العراقي اليوم من تصعيد للعنف هي مواجهات تدور بين مجموعتين تنتميان الى بلد واحد وتستخدمان العنف لاغراض سياسية في ظل حكومة عاجزة عن لجم الاحداث" متجاهلين دور الاحتلال ومحور الشر العربي والفكر الارهابي الوهابي والسلفي الذي دخل العراق عبر حدود دول عربية جارة للعراق وبدعم وتمويل منها تحت ذريعة حرص هذه الدول وانظمتها الرجعية والعميلة القومي العربي على العراق وشعبه ووحدة ترابه!!.
وتشدد المؤسسات الاعلامية الغربية التي تخضع لسيطرة اللوبي الصهيوني وكذلك العربية المعلومة الحال والانتماء والارتباط مثل "الجزيرة"و"العربية"وغيرهما على ان المراقبين "المستقلين" يصفون ما يدور في العراق وصفا حيقيا بانه حرب اهلية بكل معنى الكلمة دون ايضاح ان هناك فئة ارهابية تكفيرية قليلة مدعومة غربيا وعربيا رجعيا تفتك بالشعب العراقي بجميع قومياته و انتماءاته واعراقه ومذاهبه واديانه دون تمييز والشغل الشاغل الوحيد لها هو تمزيق العراق وتقسيمه وتقطيع اوصاله واجساد أبنائه لارضاء حقدهم الدفين على العراقيين .
ولكن سيرى العالم برمته ان جميع مكونات الشعب العراقي ستقف وقفة واحدة وتشد بعضها لبعض لمواجهة الاخطار والتحديات والصعوبات التي تقف حائلا امام منفعة ومصلحة العراق وآبائه واستقراره وامنه وستحبط كل الفتن العمياء وستحافظ على وحدتها وتماسكها وصبرها الاسلامي والوطني الذي لطالما عرف الشعب العراقي به دون سائر الشعوب الاخرى على مدى العصور الماضية وعاش الجميع جنبا الى جنب بكل هناء وأمن وسعادة ووئام وهو ما اغاظ الاعداء ودفعهم اليوم للانتقام منه . الدكتور جمال العلي
https://telegram.me/buratha