( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
ليس مستغرباً ولا عجيباً أن يقف بعض السياسيين العراقيين بالضد من أية بارقة أمل في حلحلة الوضع المتأزم في العراق، فلقد قال فخامة السيد رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني ودولة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بأن البعض من هؤلاء –السياسيين- هم سياسيون في النهار بأعتبارهم يشاركون في العملية السياسية وأرهابيون في الليل فهم يدعمون جرائم الارهاب لتمرير اجندات مدعومة من الخارج لزعزعة الامن اكثر للوصول-لاسمح الله-الى ضفة الحرب الاهلية وليس الى ضفة السلام والوئام والاخاء الوطني.
هؤلاء ومع أن العراقيين قد سئموا تصريحاتهم النارية وإطلاقهم شعارات لا تخدم المصلحة العامة لتعكير الاجواء وعرقلة المسيرة السياسية لا يوفرون جهداً إلا وصبوه كالزيت على النار وليس في نيتهم الرجوع عن هذه الممارسات الخاطئة بعد أن خسروا جماهيرهم صاروا يدافعون علناً نهاراً جهاراً عن الزمر الارهابية التكفيرية وبقايا النظام البائد عسى أن يجدوا من يقلّب بضاعتهم الفاسدة هذه .
العراقيون الذين اكتووا بنار مروجي الفتن طيلة ما يقارب الاربع سنوات وصبروا على الاذى يطالبون حكومتهم الوطنية بتفعيل قانون مكافحة الارهاب ليطال من يطال مهما كان ومن يكون لان الجرائم البشعة التي تنفذها الزمر المجرمة كانت في الاغلب الاعم من ايحاءآتهم وممارساتهم الشيطانية، وبعد أن نفدت كل العلاجات التي حاول العقلاء استخدامها فمن الواضح والجلي لم يبق في يد الكومة الوطنية سوى استخدامها آخر العلاجات(آخر العلاج الكي) وهذا ليس انتقاماً او ثأراً من احد بقدر ما يمكن من خلاله انقاذ المواطن العراقي من دوامة الموت اليومية.
ان استهداف المدنيين العراقيين الابرياء سواء في مدينة الصدر الباسلة او في سوق الصدرية او في أي منطقة من مناطق العاصمة بغداد والتي تخلو عادة من أي تواجد عسكري سواء كان عراقياً ام من القوات متعددة الجنسيات قد اسقط رهان هؤلاء الذين تاجروا ردحاً من الزمن لمحاربة (المحتل)، لكن اجندتهم هذه قد اكدت نواياهم الشريرة وإنها ليست سوى محاولات فاشلة لاذكاء نار الفتنة الطائفية خاصة وإن هذه العمليات الاجرامية لا تستهدف سوى تجمعات معروفة بانتمائها المذهبي .
لكي يمكن للعراقيين أن لا ينجروا وراء هذه الفتن على الحكومة العراقية أن تضرب بيد من حديد على ايدي التكفيريين والصداميين وتنظيف مناطق تواجدهم وهي معروفة بالتأكيد ومشخصة من قبل الاجهزة الامنية العراقية، وأن لا تنتظر من هؤلاء القتلة أن يصحو ضميرهم في يوم ما فهم يشكلون في واقع الامر أهم ركائز اعداء العراق والعراقيين وليس في اجندتهم أي تعاون او انسجام مع العملية السياسية لانها لا تصب في مصلحتهم الفئوية والحزبية بعد خسارتهم تلك المواقع التي اذاقوا من خلالها الويل للشعب العراقي طيلة اكثر من ثلاثة عقود.
لقد بلغ السيل الزبى فالعشرات من ابناء هذا الوطن يتساقطون قتلى بالمفخخات والناسفات والاختطاف والقتل على الهوية والتهجير القسري يومياً وهناك من السياسيين من يدافع عنهم وعن جرائمهم فلا بد للحكومة الوطنية ان تطلق يد اجهزتها الامنية لملاحقة كل من يقوم بمثل هذه الجرائم او يدافع عنها او يمولها وهذا آخر الدواء.
https://telegram.me/buratha