( بقلم : ألمهندس / جمال ألطائي )
عودنا أعضاء جبهة ألتوافق السنية و جبهة الحوار الوطني وهيئة علماء المسلمين ، المتواجد معظمهم دائما وابدا في بلدان الجوار ، عودونا على تصعيد لهجتهم وخطابهم الطائفي ضد العملية السياسية الجارية في العراق وضد الحكومة العراقية ووزاراتها ومؤسساتها الخدمية والامنية .. متناغمين في ذلك مع الطروحاتالطائفية و العنصرية المعادية للغالبية من الشعب العراقي والتي تعودنا على سماعها من اعلام هذه الدول , والتي دأبت على احتضان كل التنظيمات و الهيئات والاحزاب المعادية للتجربة العراقية الوليدة !!
وقد عودنا سياسيي هذه التنظيمات ( والمشتركة جميعها في العملية السياسية ، والممثلة كاملة في الحكومة و الوزارة ومجلس النواب وكل اجهزة الدولة !! ) ، اقول عودنا هؤلاء الساسة على تقسيم الادوار بينهم ، فلا يصدحون سوية .. فمرة يطالعنا المطلك .. واخرى الهاشمي .. وثالثة الجبوري ، ويقود اوركسترا العزف الطائفي عدنان الدليمي ... وكلما تصعد هذه الجوقة من صراخها ، واستعداءها للعملية السياسية ، وتحشيدها للرأي العام المعادي للعراقيين.. كلما وضعنا ايدينا على قلوبنا خوفا من نتائج هذا التصعيد على القنوات الفضائية وفي المحافل المعادية للعراق ، ولعل اخر الشواهد ، هو ما حدث خلال الشهر الماضي.. فمن تصريحات ( الضاري ) في العربية ، للقاءات ( الهاشمي ) في قطر و الامارات ، حتى خطاب ( الدليمي ) في مجلس تأبين حسن البنا ، ثم تصريحات المطلك في عمان ، تلا كل هذا التصعيد , التفجيرات الحقيرة في مدينة الصدر والتي حصدت ارواح المئات من المواطنين الامنين الذي تعود العراق ان يدفعهم ، فدية ، لكل تصعيد طائفي تقوم به هذه الجهات !!! .. و ايضا .. وكما تعودنا كل مرة.. سارعت نفس الاصوات التي كانت الى قبل ايام قليلة، تستعدي علينا حتى طيور السماء !! ، عادت هذه الاصوات وبعد الكارثة التي حلت بمدينة الصدر لتطالب بالتهدئة !! ،وتحاول تبريد الخواطر والتخدير من اي عمل انتقامي ، والتخويف من انجرار العراق الى متون الحرب الاهلية ، وكالعادة ايضا وكما في كل مرة.. انبرت مرجعيتنا الشريفة وحوزتها ورجال الدين الشيعة لتهدئة الشارع الذي هاج و ماج غضبا ، وقد بلغت الامور مبلغها وتنتظر شرارة بسيطة لتشعل كل شىء .. انبرت المرجعيات الدينية الشيعية والسياسيين الشيعة لاحتواء غضب الشارع ، متحملين انعكاس هذا الغضب مضاعفا عليهم ، وعلى ما اتهموا به من قصور في حفظ الدم الشيعي والدم العراقي !!!ولاحظنا توقف التصريحات النارية ( لاركان حرب ) التنظيمات السنية لعدة ايام ، وبعد عدة اجتماعات للمجلس السياسي للامن الوطني ، خرج علينا بمؤتمر صحفي رئيس الجمهورية ( جلال الطالباني ) ورئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ونائب الرئيس طارق الهاشمي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني ورئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ( لااعلم ان كان هناك الان شخص في العراق يحتل منصبا ارفع واسمى من المناصب والاسماء التي ذكرتها ) ، خرج كل هؤلاء بما يمثلوه من ثقل سياسي وشعبي ليقولوا للعراقيين ، انهم اتفقوا على احتواء المشكلة ونزع فتيل الازمة ، وليؤكدوا انهم سيعملون على توحيد الخطاب السياسي وذكر رئيس مجلس النواب انه تم تشكيل لجان برلمانية لمحاسبةالسياسيين من جميع الكتل عن اي تصريح يمكن ان يصعد حالة الاحتقان ، واعلنت الداخلية انها ستحاسب اي جهة او شخص او قناة اعلامية تعمل على تصعيد الصراع الطائفي او الاساءة للعراقيين .. كل هذا رائع .. بل ممتاز ، فالحبر الذي وقعت به هذه البيانات، هو دم خمسمائة مواطن عراقي برىء، اهدر بدم بارد خلال ساعة واحدة !!!... بعد كل ذلك .. ماذا حدث ؟؟
.. بالامس ، اكرر .. بالامس ، ومن على قناة العربية ، وفي برنامج ( بانوراما ) الذي تقدمه منتهى الرماحي ، استضافت سياسيين عراقيين ، واحد من بغداد هو حيدر العبادي من الائتلاف الموحد ، ومن الامارات , وكالعادة دائما بتواجد اصحاب التصريحات المعادية للعراق ، استضافت الرفيق خلف العليان من جبهة الحوار، تحدث العبادي عن عزم الحكومة بتوحيد خطابها السياسي والتصدي للاعداء الذين يريدون شرا بالعراق، وتحدث عن رغبة واصرار الحكومة على احتواء الازمة والخروج من النفق المظلم الذي تحاول قوى الشر المعادية جر العراق اليه ...
..الامر المثير والغريب هو ماقاله خلف العليان ، والذي هاجم الحكومة العراقية واسماها بالحكومة الطائفية !! ، علما انه نائب في مجلس النواب ، وهاجم العبادي ،وهاجم مجلس النواب ومجلس الرئاسة ، ولعل اغرب واعجب ماقاله ، هو مطالبته بعدم تسليم الملف الامني للعراقيين ( رغم انه وكتلته يتبجحون دائما بانهم يطالبون بخروج قوات الاحتلال من العراق )، اتضح انهم يطالبون بخروج المحتل على ان يظل الملف الامني بيديه ؟؟؟ طبعا التبرير الذي ساقه لهذا الطلب الغريب ، قوله : سوف يجتثونا من العراق !! ( لانعرف هل يقصد بالاجتثاث ، اجتثاث البعث والبعثية ؟؟ ) ولااعرف كيف تريد جبهة الحوار التي يمثلها العريان ، والتي تطالب مع مقاومتها ( الشريفة ) بجلاء قوات الاحتلال من العراق ، دون تسليم الملف الامني للقوات العراقية ؟؟ فلمن يسلم ياترى ؟؟
قال العليان مخاطبا العبادي : أنظر ماذا يحدث للسنة في العراق !! ، يبدوا لي انه يظن اننا نسينا ان من ذبح قبل ايام هم مائتا شيعي في مدينة الصدر، ام انه و كما يقولون في الامثال ... ضربني واشتكى وسبقني في البكا ،سؤالي ، الذي اوجهه للسيد الطالباني والمالكي ولكل الساسة والمسؤؤلين في العراق ،اذا لم تستطيعوا ان تحاسبوا من يخرج على قرار اجمعتم عليه , ويتطاول عليكم وانتم كبار مسؤؤلي الدولة وعنوان عزها وهيبتها ،فكيف ستتوقعون من اي مسؤؤل في اي بلد ، كبر او صغر ، ان يعاملكم بالاحترام الذي يستوجب لكم بما تحملوه من موقع المسؤؤلية .. ولن اذهب بعيدا ، فعندكم موقف ملك الاردن عبدالله الصغير ، الذي استقبل بالامس حارث الضاري استقبال الملوك وكبار الزوار، وهو مجرد لص وقاطع طريق ، لو كان ملك الاردن يحمل اقل مقدار من الاحترام لكم ، لما استقبل هذا المارق الذي تعمد قبل يومين ان يسىء لكم وبالاسماء !!.. أنا اناشدكم لافقط كمسؤؤلين كبار ، ولكن ، كرجال تربوا ونشئوا في بلاد تحتم على الرجل ان يحترم كلمته ، ويعمل على ان يفرض على الاخرين احترام هذه الكلمة و الالتزام بها ... ارجوكم ان تعيدوا لهذه الدولة هيبتها ، وللمناصب التي تشغلونها قيمتها ، واحترام الاخرين لها ، واذا لم تكونوا قادرين على ذلك ، فعليكم ان تتنحوا ،.. اذا لم تستطيعوا ان تحملوا جاهلا فارغا كالعليان ، او لصا تافها كالضاري ، ان يحترموا الدولة التي تديرونها ويخافون من حسابها فكيف ستحاسبون القتلة والفضائيات ، واجهزة المخابرات والدول التي تقف وراءهم .. .. أفتونا مأجورين يرحمكم الله .... ألمهندس / جمال ألطائي
https://telegram.me/buratha