( بقلم :ألمهندس / جمال ألطائي )
لم أكن أعرف أن القناة الفضائية المصرية صارت تقدم برامج كوميدية عن العراق ، لتسلية المشاهدين العرب المكتوين بنار الدكتاتوريات المزمنة، والميليشيات ، والعصابات المسلحة ، واللصوص الكبار ، ودجل الفضائيات !!!
.. نعم ، شاءت الاقدار ان تقع عيناي وانا أتنقل في مستقبل البث الفضائي ( الستلايت ) في الاسبوع الماضي ، على برنامج في الفضائية المصرية أسمه ( اتكلم ).. وقد كان يقدم لقاءا مع المحامي المصري احد افراد هيئة الدفاع عن ( الريس الشارد )... لقد كان البرنامج والله فرصة كبيرة للضحك و التسلية ونسيان بعض الاحزان والالام التي تملأنا كلما قلبنا النظر في فضائياتنا العتيدة ... لقد روى لنا الراوي المصري كيف ان ( مهندس انتصاراتنا ) كان قويا و ثابتا وهو من يعطي هيئة الدفاع الاحساس بالقوة و الثبات !! ، ثم كشف لنا المحامي سرا مهما ... ف( أبو الليثين ) لم ( يكضه ) الامريكان في حفرته الحقيرة التي صوروه بها .. فهذه خدعة امريكية ارادوها ان تنطلي علينا وان ( القايد الزرورة ) دك ولطم عندما شاهد صوره في التلفزيون .. لقد امسكوا ب (قائد جمع الفئران والملثمين) وهو يقاتل الامريكان ، ولعله كان يتعرض لوحده لفرقة من المارينز ( بعدما شمع الرفاق الخيط ودخلواللمنهولات ) .. وظل القائد في مقاومته حتى نفذت منه الذخيرة ، فقامت القوات الامريكية مدعومة بالطائرات الشبح والهليكوبترات الاباتشي والغواصات والمدرعات وكاسحات الالغام ، وكل ما توفر للامريكان من سلاح ، وقاموا برش المنطقة بالعديد من انواع الغازات المخدرة ، وخدروا الماء والكهرباء!! ؛
بعد كل هذه الجهود الامريكية القي القبض على (عبود !! ). لاتعجب عزيزي القارىء لسعة خيالي ، فلو سمعت ماقاله المحامي المصري لعرفت ان خياله اوسع .. ولعرفت انه و بالتأكيد ( ماخذ نفسين من الصنف الجيد ) الذي بات و بدولارات ( العمة رغد ) قادر على شراءه أي وقت يشاء !!!
...ومما زاد الحلقة حلاوة الاتصال الذي أجرته المقدمة برئيس هيئة الدفاع ( ألاستاذ ) خليل عنجور الدليمي ، في مقر اقامته في عمان ملتقى غلمان البعث والملثمين ، ومقر الناطق الرسمي ل ( هيئة علماء المفسدين ) الرفيئ الفلسطيني (بشار الفيضي ) ، حيث بادر الدليمي بالهجوم على قناة الفيحاء الطائفية !! وقناتي الفرات والعراقية الصفويتان !!، وعلى ثلاثة ارباع الشعب العراقي العميل !!!
.. واكد ان ( السيد الريس ) ما يزال قائدا عاما للقوات المسلحة ( التي لاندري اين استقر بها المقام ) بعد سقوط بغداد بدبابة امريكية واحدة ؟؟؟.. ألشىء الملفت للنظر و الذي احببت اثارته في مقالي هذا ، هو التخبط الذي بات واضحا على كل من يتناول موضوع ( ص دا م )، ففي الاعلام العراقي الرسمي صاروا يسمونه ( المدان ) وهناك من لازال يسميه ( الدكتاتور ، والطاغية ، والمجرم ... والرئيس الفار ، والفار هنا ليس معناها الهارب ، لكن الفار ( ابن اخت الجريدي) ) . أما الطرف الثاني فبعضهم يسميه ( الرئيس السابق ) وبعضهم مازال يسميه ( السيد الريس ) ، والبعض مثل مشعان الجبوري مازال يراه ولي نعمته ويتغنى بتسمياته القديمة، مثل اسد الصحراء ، وقاطع الماء والكهرباء !!!
.. أنا شخصيا كنت قد كتبت مقال عام 2001 في صحيفة المؤتمر الوطني العراقي في لندن ، تناولت فيه هذا الموضوع ، حيث كانت الاراء منقسمة حول تسمية ( ص د ا م ) قبل سقوطه , واراها ماتزال منقسمة حتى الان ... لذلك فأني سأغير مقترحي القديم .. واعرض على كل اخواني العراقيين في كل المواقع العراقية ، والصحف ، والقنوات الاعلامية ، ان يطلقوا عليه وعلى امثاله كلمة ( ألاستاذ ) فيقال ( ألاستاذ صدام حسين ) ، ثم يلحقه مثلا الرئيس السابق ، وكذلك على باقي رجالات السلطة ، فيقال ( ألاستاذ برزان ابراهيم ) رئيس المخابرات السابق ، وهكذا ( ألاستاذ خليل الدليمي ) ، وتنسحب التسمية على عدد كبير من سياسيي ونوابالنظام الحالي !!!
.. لابد ان كثيرين سيستغربون من هذ ا الاستخدام ، ... ارجوا منهم ان يقرؤا تتمة المقال .... تعرفون جيدا مقدار التخلف ، و الجهل ، و الامية ، التي كان يعاني منها النظام السابق وحزبه الحاكم من اعلى مستوياته حتى ادنى قواعده ... وكعادة الجهلة فقد كانوا مدعي ثقافة وعلم ..وهكذا ، سعوا وبشتى الوسائل لتزويق اسماءهم بالقاب الماجستير و الدكتوراه ، دون ان ينهي معظمهم حتى المرحلة المتوسطة ...!!..ثم برزت في بداية الثمانينات ، وعند بدأ تولي المقبور ( عدي ) اللجنة الاولمبية ، تداول لكلمة اقحمت بقوة للساحة ، هي كلمة ( ألاستاذ ) للدلالة على ( عدي )، ثم صار اسمه لايذكر الا مع لازمة واحدة هي ( ألاستاذ عدي !! ) ... وفي احيان كثيرة صار مجرد ذكر كلمة الاستاذ تعني ( عدي ) !!!... وكعادة الجهلة في التقليد الاعمى ... صار منتسبي الاجهزة الحزبية والامنية وغيرها من اجهزة الدولة ، يتبارون في استعمال كلمة ( ألاستاذ ) لاطلاقها على شخوصهم التافهة !! حيث اذكر اننا كنا مهندسين منتدبين للعمل في هيئة التصنيع العسكري يوم كان جهاز الامن الخاص هو المشرف على منشات التصنيع، كان لزاما علينا ان نخاطب حتى النائب عريف في جهاز الامن الخاص بكلمة ( أستاذ) وهكذا ...
.. هذا يقودني لأن أسرد حادثة تاريخية تدور حول هذه الكلمة ، واعني بها ( ألاستاذ ) والتي يتباهى البعثيون لاستخدامها ، والذي اقترح الان اطلاقها عليهم جميعا وعلى الكثيرين غيرهم !!!
..في ألاربعينيات من القرن الماضي، كان شاعرنا الكبير المرحوم ( معروف ألرصافي ) مدرسا في احدى مدارس بغداد ( والتي كانت تعد على اصابع اليد ) كان المتعلمين يومها في بغداد يعدون بالعشرات ، وكان لقب ( ألاستاذ ) يشبه لقب ( ألباشا ) في مصر ... في مدرسة الشاعر كان احدالمدرسين مشهور بثقل دمه ، ونفاقه على الجميع ..فهو شديد على الطلبة ومؤذي لهم ، ومنافق على الزملاء من المدرسين ومتملق لمرؤؤسيه ، حتى ضج به الجميع وكرهوه ، وكانوا كثيري الشكوى منه ، عدا الرصافي الذي كان يبذخ عليه بلقب ( أستاذ ) بسبب ومن دون سبب ( صباح الخير أستاذ ، مع السلامة أستاذ ، اتفضل أستاذ ، راح ألاستاذ ، اجه ألاستاذ ... ) حتى استغرب منه الجميع , وساله زملاءه المدرسين ، عن سبب كرمه بكلمة ( أستاذ ) مع شخص يحتقره الجميع ، كان جواب الرصافي هذين البيتين الرائعين :×××××××× وغبي سميته أستاذا وهو في جهله من ألافذاذ×× قيل : هل رمت رفعه ؟ قلت :كلا رمت اسقاط كلمة ألاستاذفبمثل هؤلاء تسقط كلمة ألاستاذو لاأظن كلامي يحتاج ايضاحا أكثر ..... ألمهندس / جمال ألطائي
https://telegram.me/buratha