( بقلم : اسعد راشد )
يجري الحديث في الاوساط السياسية عن وجود خطة عربية طائفية لزيادة الورطة الامريكية في العراق وافشال مشروعها الديمقراطي يتقدم بها العاهل الاردني عبد الله للرئيس بوش خلال زيارته المتوقعة غدا الى الاردن حيث سيلتقي برئيس حكومة العراق المنتخبة المالكي وان الاجندة التي جاء من اجلها بوش الى المنطقة سوف يحاول الملك الاردني من خلال اجندته الطائفية التشويش عليها واقناع الرئيس الامريكي بها وهي لا تختلف عن الاجندة القديمة الاردنية التي تفيد بان العراق لا يصلح لحكمه الا من خلال حكومة "عسكرية" يقودها ضباط بعثيون سنة وقد اعد الملك عبد الله الاردني الخطة بمشاركة دول عربية عدة من بينها السعودية ومصر والامارات وهي خطة مازالت تلك الانظمة تصر عليها وتسعى بكل الوسائل الى تطبيقها في العراق ومنها التصعيد الامني وسيل السيارات المفخخة التي تعبر حدود تلك الدول وباتفاق مع عملاءها الطائفيين المشاركين في العملية السياسية واخرى مقاطعة تسمي نفسها "المقاومة الشريفة" بهدف اقناع بوش ان الوضع في العراق لا يستحق مثل هذه التضحيات وان الحل هو بايجاد "حكومة انقاذ" او "طوارئ " اي العودة لحكم الاقلية واضطهادهم للاكثرية وقد اكدت مصادر مطلعة ان حكام تلك الدول ليست لهم اية رؤية ايجابية ازاء العراق وان جعبتهم تظل دائما فارغة من اي همّ ولا يشغل بالهم شيئ سوى الشيعة وما يروجونه للغرب وامريكا حوول ما يسمونه "الهلال الشيعي" .
واليوم ومع بروز بوادر للسيطرة الامنية على الاوضاع في العراق بالرغم من حدوث الفرقعات الارهابية هنا وهناك والتي تطال الابرياء في الغالب وانكشاف حقيقة من يقف خلف الارهاب وعمليات القتل التي تستهدف الشيعة بالدرجة الاولى والقدرة الفائقة الهجومية لدولة الرئيس المالكي في ملاحقة الارهابيين ورؤسهم واستعداد دول محيطة بالعراق كسوريا وايران للتعاون مع الحكومة العراقية لضبط الاوضاع الامنية وملاحقة الارهاب فان حكومات الاردن ومصر والسعودية ودول اخرى خليجية بدت متخوفة من استقرار العراق وعودة الامن اليه حيث تجد في ذلك بداية لنهاية مشروع تخريب العراق ونهبه لذلك سارعت الى عقد لقاءات سرية وعلنية مع رموز الفتن والقتل والارهاب وعقد مؤتمرات لهم في عواصمهم لغرض ايجاد سبل جديدة للتصعيد الامني في العراق ولاحراج ادارة بوش اكثر فاكثر وهذا ما لاحظه المراقبون حيث ما ان عادت رموز الفتن الى العراق بدأت عصابات القتل الارهابية بسلسلة من التفجيرات والاغتيالات وهو هدف تكتيكي سعوا اليه لاقناع بوش بخططهم الجهنمية بقبول مشروع "حكومة الانقاذ" الذي يسوق له ملك الاردن وبعض الدمى وليس من باب الصدفة ان يبرز فجأة السارق الهارب مشعان ركاض الجبوري في الاعلام العربي ويطالب بحكومة "الانقاذ الوطنية" بالتزامن مع مجيئ بوش الى المنطقة ‘ ويتذرع قادة العرب الفاشلين لدي الادارة الامريكية بخطر النفوذ الايراني وضرورة مواجهتها عبر الانقلاب على الديمقراطية في العراق ولم يجدوا احدا لتنفيذ مشروعهم سوى الوجوه البائسة والفاقدة لاي شرعية او شعبية في العراق وهذا يعني ان اي حكومة انقلابية او عسكرية في العراق ستكون فاشلة لانها غير قادرة اكثر مما تقوم به الحكومة الحالية التي باتت على وشك استعادة هيبة الدولة وتحقيق الامن فهي فقط بحاجة الى امر مهم ووحيد دون الحاجة الى اي شيئ اخر وهو الطلب من الرئيس بوش باستلام الملف الامني من القوات الامريكية والشروع بضرب بيد من حديد على رؤوس الارهابيين وزعماءهم وتقديمهم للمحاكمة وهي اكثر عملية من حكومة الانقاذ او الطوارئ دون الحاجة الى الاستماع لنصائح الشياطين في عواصم العرب مثل ملك الاردن ‘ كما ان الفرصة يجب ان تكون مواتية لسيد المالكي ان يطرح على الرئيس الامريكي الدور الخطر الذي تلعبه فضائيات العرب كالجزيرة والعربية في تأجيج الصراع المذهبي والتدخل لدي الحكومات التي تمولها بضرورة التوقف عن الخطاب التحريضي او مواجهة الرد الذي لا يحمد عقباه .
ولكي يقنع العرب وحكامهم الرئيس بوش وكما قلنا بمشروعهم التخريبي فلا بد لهم من حجة وذريعة لذلك ليست لديهم هناك حجة اقوى من "النفوذ الايراني" خاصة مع التحرك الجديد للرئيس جلال الطالباني على طهران ودمشق لاشراكهم في مساعدة العراق لاستعادة الامن والاستقرار وهي فكرة في الاساس جاءت من دول صديقة لامريكا مثل بريطانيا واستراليا وكذلك تقارير سرية خاصة من الاتحاد الاروبي تطالب بضرورة التنسيق مع ايران وسوريا وطلب مساعدتهما لتحقيق الامن في العراق الا ان الاعراب ما ان وجدوا هذا التحرك الايجابي قاموا بقلب الاية وتصوير الامر وكأنّ ايران وسوريا تنافسان النفوذ الامريكي في العراق لتخويف الامريكيين كي يعودوا ان قناعاتهم بضرورة محاورة تلك الدولتين والحال كل العقلاء يعلمون ليس هناك قوة تنافس القوة الامريكية ونفوذها في العراق وهي تملك اكثر من 140000 جندي عدى العلاقات الواسعة مع المجتمع العراقي .
ومن هنا فان على السيد المالكي ان يطالب الرئيس بوش بضرورة استلام الملف الامني ورفض مطلق لفكرة حكومة الانقاذ او الطوارئ لانها سوف تقود العراق الى حمامات دم لا تتوقف اثارها على العراق فقط وهو هدف يسعى اليه ملك الاردن اشباعا لهوسه الطائفي وهوس حكام العرب الطائفيين .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha