المقالات

تفجيرات مدينة الصدر رؤية من الداخل.


( بقلم : سعد البغدادي )

 يبدو اننا بحاجة الى مزيد من الصراحة والجرأة لمناقشة ومعرفة تفاصيل ما حدث بالضبط في مدينة الصدر . ذلك التفجير الارهابي الذي اسفر عن سقوط اكثر من اربعمئة شهيد وسيترتب عليه المزيد من التدهور الامني والاختلال السياسي

الحديث عن مدينة الصدر هو حديث عن مدينة الفقراء التي يقطنها اكثر من ثلاثة ملايين نسمة تنقسم مدينة الصدر الى مجموعة من القطاعات الكبيرة والواسعة جاءت التفجيرات على خلفية تصريحات عدنان الدليمي وطارق الهاشمي برفض رفع الحواجز ونقاط التفتيش عن المدينة التي فرضتها القوات الامريكية

وقد اعلن طارق الهاشمي علانية ان مدينة الصدر مدينة الميليشيا وتم تصويرها بانها مدينة المسلحين والخارجين عن القانون  هذه التصريحات بثت من على فضائية عربية وقد تم اعادة هذه الحلقة لاكثر من ثلاث مرات تم التحشيد الطائفي ضد المدينة بشكل لم يسبق له مثيل

تم تجاهل المدينة وضحاياها تم تجاهل البؤس والفقر والامراض التي تعاني منها هذه المدينة تم التغافل عن حالات البطالة ونقص المستشفيات تم التغافل عن الحالة المزرية التي وصلت اليها المدينة ليتم التعريض بها على انها مدينة المسلحين

اما الدور الامريكي فكان اكثر خبثا اذ تم استخدام ورقة الجندي المخطوف وابو درع لتجعل المدينة تحت النيران الامريكية وليتم مطاردة اللجان الشعبية والمكلفين بحماية المدينة من العابثين بامنها

استطاعت امريكا الدخول الى المدينة وسط تحذيرات من المراجع السياسية بعد التصدي لهم  واخذت تجوب المدينة طولا وعرضا بحثا عن ابو درع تارة واخرى عن ولده حيدر ؟ هذا ماتبحث عنه امريكا والمصادفة انها لمجرد ان تغادر المدينة نسمع صوت الانفجارات والمفخخات  كلها اسئلة تطرح هل هناك تعاون بين التنظيمات الارهابية والقوات المحتلة كما يردد اهالي المدينة

من الواضح ان هناك فعلا تعاون لضرب المدينة هناك مؤامرة لضرب الفقراء في المدينة لان المسلحين اثبتوا في كل الاماكن انهم بمنائ عن الضرب وانهم ايضا لهم علاقات مع المحتل تحميهم من المطاردة

كل هذه الامور ادت في النهاية الى النتيجة المأساوية التي اسفر عنها التفجير وما اعقبه من احداث عنف هنا وهناك الا ان الامر المستغرب ان راس الفتنة عدنان الدليمي الذي يحرض كثيرا على احداث الفتنة لم يخرج ليطيب الخواطر ولا ادان الحادث ولا استنكر الفعل الجبان كل هذا ونحن في المربع صفر من العملية السياسية

وقد جاء الغاء المؤتمر الصحفي لمجلس الامن السياسي دلالة واضحة على المربع صفر فقد رفض زعماء الكتل السياسية كافة الطروحات غير الواقعية كبيان استنكار يدين العملية فزعماء الشيعة كانوا يطالبون بدحرجة راس الدليمي من اجل المضي بالعملية السياسية لانه من يتحمل مسؤولية تفجيرات مدينة الصدر الامر الذي سينعكس سلبا على الوضع الامني الذي سيشهد مزيدا من التدهور خلال الايام المقبلة

ولكن ماذا دار في ذلك الاجتماع ومن يرغب في عرقلة المسيرة السياسية بعد ان وصلت الى طريقها المتدهور اعتقد ان المعادلة بعد تفجيرات مدينة الصدر قلبت المعادلة فالشيعة اليوم امام قواعدهم يجب ان يعلنوا الانسحاب من هذه العملية العرجاء اضافة الى مطالبتهم بخروج المحتل او جدولة انسحاب القوات الامريكية حفاظا على ارواح الابرياء وحقنا لدماء العراقيين

امر لم يكن في حساب الساسة السنة ولا في حساب زلماي الذي عجز عن ادارة تلك الجلسة واقناع الزعماء بخروج على الاقل ببيان ولو مقتضب وحسنا فعل الجميع لانه لم يعد الصمت ممكنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
salem
2006-11-25
العثور على اربع سيارات مفخخة في منطقة بيع الاغنام بعد مغادرة القوات الامريكية المنطقة خاص ـ المركز الإعلامي للبلاغ أفاد مراسلنا في محافظة ديالى ان القوات الامريكية قد داهمت ( الجوبة) وهي منطقة لبيع الاغنام والمواشي وبعد مغادرتهم عثر على اربعة سيارات مفخخة في هذه المنطقة مما أثار التساؤلات لدى باعت المواشي. http://www.belagh.com/news.asp?id=5&sId=1896
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك