المقالات

المحاصصة الطائقية والاثنية واثرها في تداعيات الاوضاع .

2079 03:00:00 2006-11-23

استطاع الاعلام وخاصة المغرض منه ان يقلب الحقائق يركز بشكل واسع على الجانب الطائفي والاثني في العراق ويصوره بشكل شاذ ودخيل على المجتمع وتقلب به الموازيين بالتشهير والمبالغة والتوقع بالانهيار الذي يسببه التعدد , وكأن التعددية في العراق جديدة عليه وجاءت مع الاحتلال فعندما كانت تحكم العراق طائفة واحدة اختزلت بمنطقة ثم بعائلة واحدة لم تكن الطائفية تهدد البلد حسب رئيهم !!!. ولكن هذا لا يخفي الحقيقة الماثلة امام القاصي والداني والتي برزت بشكل جلي في الاحداث السياسية التي مارسها العراقيين من خلال الانتخابات و التصويت على الدستور افرزت نتائجه بفوز ممثليين عن كل الاطياف التي تكون المجتمع العراقي والتي تمخض عنها مجلس النواب وكل حسب نسبته السكانية باعتبار ان اول انتخابات ديمقراطية تحصل والاحداث المتعاقبة والمشاكل الكثيرة وعدم وجود ثقة بين جميع الاطراف دفعت كل طائفة تنتخب ممثلين لهم من نفس الطائفة او من نفس المذهب بعيدا عن حجم عملهم وخدمتهم , وكفائتهم او حتى برامجهم الانتخابية  . وهذا جزء من اسباب التاخر في العمل السياسي وخاصة بعد التدمير الذي اعقب فرار النظام السابق عند دخول الدبابات الامريكية بغداد وما لحقه من عدم استقرار وفلتان امني سببته فلول البعث المنهزم والسلف الوافد خلسة عبر الحدود بعد تغاضي المحتل عنه والذي ساهم في انتشاره بشكل كبير وواضح وعدم سيطرتهم على الملف الامني جعل التوتر الطائفي ينتشر في البلد عامة و مناطق بغداد خاصة . ولاحظنا كيف ان المناطق التي تكون تحت الحماية الامريكية حاضنة وصانعة للارهاب وبهذا يتحمل الامريكان وزرا من تفكك النسيج الاجتماعي العراقي وتغذيته .  ذلك يرجع الى ان اكثر من 85 سنة والعراق يرزح تحت الحكم الطائفي الذي حصد نتائج ثورة العشرين له بعد ان رفض الثوار التعامل مع المحتل ذلك الوقت. اما الان وبعد اشتراك جميع الاثنيات والطوائف في التمثيل الحكومي تصور الحكومة في العراق بانها طائفية !!! وهي اول مرة في تاريخ الدولة العراقية تتكون حكومة تعددية وتشترك فيها جميع مكونات المجتمع العراقي .فجميع التداعيات التي اثرت في الاوضاع وخاصة التدهور الامني يعود للروح الطائفية التي تميز بها الذين فلت زمام الامور من بين ايديهم وفقدوا سيطرتهم من القبضة الحديدية التي حكموا بها طيلة العقود الثلاث ,واختل توازنهم بعد ان رئوا انفسهم مطاردين وخارج اللعبة السياسية . فعملواعلى اعادة رص صفوفهم بمليشيات وجيوش ذات صبغة اسلامية واتخذت من الجهاد لطرد المحتل عنوان تغطي به على الجرائم الحقيقية التي ارتكبوها بحق الشعب الاعزل . وبمساعدة دول عربية غذت الحس الطائفي فيهم واشعلت فتيله فنجد نفوذ هذه الدول ومخابراتها تسرح وتمرح في مناطق تواجد البعثيين في الداخل وتقديم الدعم المالي والمعنوي في الخارج مثلما اقدم حزب البعث فرع اليمن بمساعدة رفاقه البعثيين فرع العراق بعقد مؤتمر للبعثيين السنة فقط لاجل اعادة ترتيب صفوفهم واعادة النظر باجنداتهم , وبالمقابل اقدمت (( الرفيقة عائشة القذافي )) بمساعدة البعثيين الشيعة بعد ان رفضهم فرع اليمن .. وهكذا يتم رسم الادوار الطائفية وتغذيتها من قبل الاعراب لنخر نسيج المجتمع العراقي وضرب العملية السياسية فيه .. اما بالنسبة للاكراد فان نصيبهم كنصيب الشيعة من الحكومة البعثية البائدة , الا انهم استطاعوا ان يؤمنوا لمناطقهم استقلال منذ بداية تسعينيات القرن الماضي بعد  خضوع كردستان لحماية الامم المتحدة تلك الفترة . والنواب الاكراد في البرلمان ممثلين الان بالحكومة بشكل يتناسب مع نسبتهم السكانية , ونشاط سياسيهم مقتصر على كردستان فقط من حيث المطالبة بالحقوق واعمار مناطقهم  لم نسمع بسياسي كردي او حتى سني من القوائم الاخرى او من اي قومية اخرى ان طالب باعمار المناطق المتضررة في المحافظات الجنوبية او اقامة مشاريع خدمية بها على عكس القادة الشيعة وخاصة في الحكومات التي تعاقبت منذ سقوط الصنم ولحد الان خطابهم وعملهم عراقي بالدرجة الاولى بعيدا عن التعنصر الطائفي او القومي , فكانوا اول المطالبين بحقوق وحماية الاقليات الاخرى رغم ان مناطق الجنوب متضررة اكثر من البقية فالمناطق التي شهدت عمليات عسكرية اعيد اعمار بناها التحتية  ولو بنسب اكثر من النصف ورغم ان حالهم افضل من حال مناطق الجنوب ورغم العمل العسكري فيها , كما وخصصت لها اموال لتعويض الاهالي المتضررة مساكنهم ومحالهم التجارية من جراء العمل العسكري .. ولكن بالمقابل توجد مأسي للاهل الجنوب ((الامن )) الذين لا بنى تحتية ولا فوقية عندهم  .. فعندما نسمع ويسمع العرب والعالم بالبصرة هذه المدينة العربية الاسلامية التاريخية يتصورها قمة في الاعمار والاثار والتطور !! وتاتي للحقيقة ولا تجد غير انقاض مباني اكلتها الحروب والحالة المزرية للشوارع والخدمات المعدومة وهكذا بقية المناطق الجنوبية كالناصرية التي قامت على ارضها الحضارة السومرية وتلك العمارة العائمة على بحر من النفط والكوت وغيرها . فلو كانت الحكومة رئيس وزرائها الهاشمي مثلا (( لا سامح الله )) ماذا سيكون حالها الان ؟؟ هذا الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ويهدد بالانسحاب من الحكومة وحمل السلاح !!!! فاي كارثة ستحل بالشعب الذي تنفس الصعداء بخلاصه من حكم البعث باعادته للمربع الاول ؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك