المقالات

رداً على عمرو موسى وغيره.. صدام لم يكن يشكل تهديداً لأمن اسرائيل

1927 20:48:00 2006-11-22

( بقلم : علي حسين علي )

يذهب بعض السياسيين بعيداً عن الحقيقة، كما هو حال الدكتور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي صرح قبل أيام لاحدى الصحف العربية بما مفاده (أن غزو أمريكا للعراق كان للحفاظ على أمن أسرائيل)! وكأن صدام ونظامه كانا يشكلان خطراً على بقاء ووجود اسرائيل ولهذا استبقته أمريكا واسقطته قبل أن يقع المحذور ويدمر صدام اسرائيل ويغرق الاسرائيلين في البحر!!.

لو كان قائل هذا القول شخصاً عادياً أو مبتدئا في السياسة لهان الأمر ولقلنا عنه جاهلاً وللتمسنا له الاعذار..لكن أن يأتي هذا التصريح الكاذب من أوله الى آخره من أمين عام الجامعة العربية والذي شغل قبل ذلك منصب وزير الخارجية المصري..وقبل ذلك أيضاً ممثلاً لمصر في الامم المتحدة..فإن التصريح المذكور إن كان مطلقه بهذه المزايا وهذا الاطلاع على السياسة العالمية والعربية وعلى معرفة ببواطنها..فانه يحسب عليه ويضعف صدقيته، ويأخذ الناس رأيه وقوله على غير محمل الجد.صدام لم يكن يوماً خصماً أو عدواً لاسرائيل..وصدام خدم اسرائيل وأمنها مالم يكن مؤسسو اسرائيل قادرون عليه، وإذا ما كان هناك انصافاً فان الشعب الاسرائيلي احرى به أن يصنع تمثالاً لصدام وسط تل أبيب ويكتب تحته(بقاؤنا واستمرار وجودنا كان بفضل صدام حسين).

فصدام شن حرباً على الجارة المسلمة ايران، واستمرت حربه ثماني سنوات، خسر العراق فيها اكثر من مليون شاب بين قتيل ومعوق..وخسرت ايران مثل هذا العدد واكثر منه، وخرج العراق من هذه الحرب الاجرامية الغبية مديناً بأربعمئة مليار دولار، بعد أن كان يملك احتياطياً قدره ستة وثلاثين مليار دولار مودعة في المصارف العالمية..وتكبدت أيران خسائر لا حصر لها وأصابها دمار في معظم مؤسساتها الحيوية..وكانت النتيجة خسائر خرافية لبلدين مسلمين وأضعاف لهما، ولعل المستفيد هو اسرائيل، خصوصاً بعد أن انتقلت إيران من دكتاتورية الشاه المقبور الى حكم اسلامي أعلن موقفه الى جانب حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه..

وصدام هو الذي غزا الكويت الجار للعراق وقد كلفت هذه الحرب اكثر من نصف مليون عراقي بين قتيل ومعوق واستنزفت حرب صدام هذه معظم أموال العرب الخليجيين، وفوق ذلك خلقت شقاقاً وصراعاً بين العرب ولعل المستفيد من كل ذلك هي اسرائيل..وصدام أطلق اكثر من ثلاثين صاروخاً على اسرائيل وسقط معظمها على عرب فلسطين، وصاروخ أو صاروخان سقطا على سكان اسرائيل من اليهود فقتلت ستة منهم وبعد أنتهاء الحرب وتمزق العرب الذي استفادت منه اسرائيل كما قلنا دفع صدام تعويضاً لاسرائيل قدره ثلاثة مليارات دولار عن مقتل الستة من اليهود وعن توقف المطارات الاسرائيلية عن استقبال الطائرات الاجنبية وعن امتناع السياح الأجانب عن زيارة أسرائيل وعن تلوث البيئة الاسرائيلية..فمن الخاسر باطلاق الصواريخ تلك غير العراق الذي ظل يدفع من اموال شعبه لاكثر من عشر سنين!.

وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية فرضت الأمم المتحدة حصاراً على العراق فصغر صدام وقبله واستمر الحصار اثني عشر عاماً جاع فيه العراقيون وهم بلد الخير، ومات أكثر من نصف مليون طفل صغير جراء نقص الدواء والغذاء وترك العراقيون والعلماء منهم تحديداً بلدهم بحثاً عن الخبز في الخارج، فافقر العراق علمياً قبل أن يفقر مادياً..فمن خسر اسرائيل أم العراق؟!.وشن صدام حرباً على شعبه وقتل منهم اكثر من مليوني مواطن خلال مدة حكمه واستعمل ضدهم الاسلحة الكيمياوية ودفن منهم مئات الآلاف في المقابر الجماعية وهم أحياء..فمن خسر من كل ذلك اسرائيل أم العراق؟!.

أربعة ملايين عراقي هجروا الوطن الحبيب بحثاً عن الخبز، وتجنباً للقتل أو السجن من قبل أجهزة النظام القمعية، والاربعة ملايين جلهم من الشباب، فتعطلت اي تنمية في العراق من دونهم، فمن خسر جراء هذا..أسرائيل أم العراق؟!.واستنزف صدام مئات المليارات من الدولارات على التصنيع العسكري، فمن حرب الصواريخ الخيالية إلى المدافع العملاقة الى الاسلحة الكيمياوية الى الاسلحة البايولوجية..مئات الملايين من أموال العراقيين ذهبت هدراً، ولما قامت الحرب ضد صدام عام 2003 لم يطلق صاروخاً على اعدائه، ولا استعمل أياً من اسلحته التي كان يهدد بها، وهرب هو وقادته وجنده سلموا بغداد من دون قتال..فمن خسر في كل هذا اسرائيل أم العراق؟!.

وأخيراً لقد قتل صدام من الفلسطينيين اضعاف اضعاف ما قتل الاسرائيليون منهم مباشرة أو بصورة غير مباشرة..فكثيراً ما كان صدام شعل نار الفتنة بين اطراف المقاومة الفلسطينية ويدفعهم الى الاقتتال.

تلك شواهد قليلة، نذكر بها عمرو موسى وامثاله ممن يطلقون الكلام من دون تمحيص أو تدقيق، ومن يجعلون الباطل حقاً والحق باطلاً..ليتبيّن عمرو موسى السياسي المحترف في نهاية الأمر: هل كانت امريكا تقصد حماية أمن اسرائيل من (عدوها)و(ابن عدوها) صدام حسين التكريتي؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
asd
2006-11-22
عمرموسى هذاالشخص معذورلسببين 1--انه متقاعدمن الخارجيه المصريه وحصل المنصب ليجمع تحويشة اخرالعمر2--انه مصرى وكفى
الدكتور يوسف السعيدي
2006-11-22
اخي علي حسين علي ... كلام عمرو موسى مدفوع الثمن عادة وهذا معروف للقاصي والداني... والراتب الشهري لعمرو موسى الذي يتقاضاه من جرذ العوجه قد انقطع عنه ... بسبب الاطاحه باعتى نظام قمعي ...في عموم المنطقه فلا تعجب من تصريحاته...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك