زهراء البغدادي
تدور في الافق العراقي تصريحات وتلميحات عن رغبة خارجية لترسيم معالم السياسة العراقية وتحديد ملامحها وفق املاءات وتدخلات في شؤوننا. هذه التدخلات السافرة وان تغلفت احياناً بنصائح او حرص خارجي على الاسراع بتشكيل الحكومة او اخراج العراق من ازمته الراهنة هي تدخلات مرفوضة جملة وتفصيلاً وتمثل منتهى الاستفزاز الصارخ للعراقيين جميعاً الذين أثبتوا بانهم الاقدر والاجدر على ادارة ملفاتهم السياسية والامنية وهم المضحون الحقيقون والبناة لدولتهم الديمقراطية الجديدة. ثمة حقيقة لا غبار عليها ان لكل دول العالم مصالح خاصة وهي مصالح قد تتقاطع مع مصالحنا واذا دار الامر بين تقديم مصالحنا ومصالح الاصدقاء والاشقاء فليس من المعقول ان يقدم الاخرون مصالح غيرهم على مصالحهم ، وهذا ما يعني ان مصالحنا الوطنية هي الاهم ونسعى لتحقيقها كما يسعى الجميع الى تأكيد مصالحهم. زيارات ولقاءات لشخصيات غربية هذه الايام قد تكون موضع اهتمامنا واحترامنا اذا صبت في سياق تدعيم العلاقات مع العالم وتجسير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية بيننا وبين هذه الدولة واما اذا تحولت هذه الزيارات الى املاءات او اشارات للتدخل السافر في شؤوننا فهي مرفوضة ولن نسمح بها لانها تتعارض اساساً مع سيادتنا واستقلالنا. ان زمن الاملاءات والفروض قد ولى بلا رجعة واننا لسنا قاصرين او صبيان حتى نحتاج الى وصاية الاخرين ونصائحهم كما لا نحتاج الى 9 نيسان ثانية مغلفة بالتوجيه السياسي والنصائح الهادئة. من العار والظلم ان ينتظر العراقيون اشارات واملاءات الاخرين وهم الذين يديرون بلادهم ولا يحتاجون الى توصيات او وصاية من الاخرين فان زمن الوصاية قد ولى بلا رجعة.
https://telegram.me/buratha
