منى البغدادي
ان التطبيق الخاطىء للمفاهيم والافكار والمبادىء لا يلغي اساساً سلامة واصالة هذه المفاهيم فلا يمكن ان تكون التطبيقات او الفهم الخاطىء وسيلة لالغاء المفاهيم فان تطبيق احكام الدين او الفهم الخاطىء للتطبيق لا ينعكس بالضرورة على اهمية الدين باعتباره النظام الموجه لسلوك وعقيدة الانسان كما لا يمكن ان تشوه هذه التطبيقات سلامة وشرعية الدين واحكامه.ولو أفترضنا ان هناك اخطاء في التطبيق فهل يعني ان اساس النظرية خاطئة بسبب هذه الاخطاء ولو تأكد لنا ذلك لاختلت الموازين واختلطت الأوراق واحتجبت الحقائق ولاصبح كل الاديان والمبادىء والافكار ضحية التطبيقات الخاطئة.ومن الاخطاء الفادحة هي ان نكرس رؤيتنا على الاشياء بالنظر لاخطاء التطبيقات او التركيز على الجزئيات التي لا تكون حاكمة على الرؤى او مقياساً حقيقياً على اصل الافكار.وفي سياق مناقشة صلاحيات رئاسة الوزراء تجدر الاشارة العابرة الى ان محاولة تحجيم هذه الصلاحيات او تقزيمها بسبب اخطاء الممارسة والتطبيق او الانفراد والاستبداد بهذه الصلاحيات لا يعني بالضرورة الاساءة الى نفس هذه الصلاحيات بل اعادة النظر بالتطبيقات الخاطئة فليست هذه الصلاحيات موقوفة على شخص واحد او حزب واحد فقد يرحل رئيس الوزراء او يستبدل او يغير او يتغير بينما الصلاحيات ينبغي ان تكون مصانة ومحفوظة بالدستور.واذا أختلفنا في طبيعة صلاحيات بعض المواقع العليا في البلاد وتطبيقاتها فان الذي يجب الا نختلف فيه هي عدم المساس بالصلاحيات او تداخل الاداءات بين القوى الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية).ان صاحب الصلاحية والموقع يتبدل ويرحل ويتغير بينما الصلاحيات ينبغي ان تكون في مأمن من التغييرات والتدخلات التي قد ندفع ثمنها لاحقاً.ليس امامنا وسط هذه التحديات والسجالات والاختلافات سوى الحوار وحده ومن يسعى الى خيار غيره او يهدد باسلوب اخر فهو غارق مستنقع الاوهام والسراب. بعيدا عند الدستوربالحوار نتجاوز الازمات ونترفع على الجراحات ونستوعب الخلافات ونفك الاختناقات والمخاضات العسيرة.والحوار الوطني هو الخيار الحقيقي ولا يوجد خيار غيره يتوهم من ياتي الحل من خارج الحدود فهذا يفكر بالمستحيل فالعراقيون هم اصحاب الحل وليس غيرهم والحلول الجاهزة والمستوردة من الخارج هي استخفاف بالسيادة والاستقلال العراقي وهذا ما دعانا الى الطاولة المستديرة او اية طاولة حوارية اخرى . قد تضيق الخيارات وتنحسر البدائل وربما تحتجب الرؤية وتختلط الاوراق ولكن هذا لا يقودنا الى اختيار الخطأ ومهما كانت الخيارات والمتغيرات فاننا لم ولن نغادر المعادلة الجديدة المعتمدة على الشراكة الوطنية واستيعاب كافة مكونات الشعب العراقي ولن نسمح بعودة المعادلة السابقة واحلام الظلاميين والتفريط بدماء الشهداء والمضحين مهما كانت الظروف والمستجدات.
https://telegram.me/buratha
