كامل محمد الاحمد
يردد كثير من الناس مقولة شر البلية مايضحك عندما يواجهون او يشهدون مواقف يتخلط فيها الضحك مع البكاء.والتظاهرات الجماهيرية الاخيرة التي جرت في محافظتي البصرة والناصرية حول ازمة الكهرباء التي باتت لاتطاق بالنسبة لمئات الالاف من الناس، شهدت مظاهر مضحكة مبكية في نفس الوقت.فقوات الشرطة لجأت الى مختلف الاساليب لتفريق المتظاهرين وتشتيت جمعهم، وذلك بناء على اوامر مباشرة صدرت اليها من الجهات الحكومية العليا -المحافظ ورئيس مجلس المحافظة وقائد قوات الشرطة وقائد العمليات العسكرية.ومن بين الاساليب التي لجأت اليها قوات الشرطة في الناصرية هي استخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وما لم تكن قوات الشرطة تتوقعه هو انه بدلا من ان يلوذ المتظاهرين بالفرار راحوا يتدافعون للوصول الى المياه المتدفقة من الخراطيم، ليستحموا بها ويطفئوا بعضا من الحرارة اللاهبة، والاكثر مدعاة للضحك والاسى ان بعض المتظاهرين راحوا ينزعون ثيابهم ويخاطبوا قوات الشرطة (رحم الله والديكم .. يوميه تعالوا فرقونا بخراطيم المياه كل يوم لان احنا محرومين من المي مثلما ما محرومين من الكهرباء)..عجيب امر هذا البلد وكان الله في عون ابنائه.. تصوروا في كل دول العالم المتظاهرين يتفرقون ويهربون من المياه المتدفقة بقوة من الخراطيم، اما العراقيون فأنهم يتدافعون عليها للاستحمام او لاشياء اخرى ...هذا الواقع المضحك المبكي يعكس عمق المأساة والمعاناة العراقية.. الى الحد الذي تحولت الى نكات ومفارقات للتندر والتنفيس عن الهموم..
https://telegram.me/buratha
