أبو صميم
لن أجد صعوبة في كيل اتهامات بالجملة وبعض تلك الاتهامات قائم على أساس أرقام ومعلومات حقيقية لعضو قائمة ائتلاف القانون علي الشلاه.. هذا النائب الذي تم إيكال دور الرد إليه على مجمل ما جاء في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة الحرة عراق مع وزير المالية العراقي باقر جبر الزبيدي وهي مقابلة كشفت حجم الخراب الذي تعاني منه الوزارات العراقية وحجم الإنجازات الوهمية التي تكتظ بها سجلات الحكومة العراقية بالقياس إلى نسبة المدفوع المالي من المنجز الفعلي من أموال الدولة العراقية التي وصلت إلى (285) مليار دولار خلال أربع سنوات من حكم السيد نوري المالكي.
لم أتعرف على علي الشلاه سوى في ما نشرته الصحافة السويسرية والعراقية من معلومات أكدت إيداعه مبلغ (375) مليون دولار في إحدى المصارف السويسرية بجنيف وقد حملت تلك الأموال بطائرة خاصة يعتقد أنها تابعة لرئاسة مجلس الوزراء ولا أعرف بالضبط ما هي المهمة المسندة للآن للدكتور علي الشلاه في إطار ائتلاف دولة القانون هل هي في وضع الأموال الخاصة بالائتلاف أو حزب الدعوة في البنوك السويسرية والأوربية أم في وجوده كنائب عن ائتلاف القانون في البرلمان العراقي.. وفوق هذا وذاك يأتي الرجل ليهاجم وزيراً سيادياً بلغة ليس فيها حياء سياسي أو أخلاقي ومن دون أي اعتبار لموقع وزارة المالية في الحكومة العراقية تماماً مثل الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء نوري المالكي ومن دون سابق إنذار على وزير المالية واتهمه بالوقوف إلى جانب تيار سياسي مناوئ ويحاول أن يظهر أرقاماً مالية عالية لا علاقة لمصروفات الحكومة بها مع أن السيد باقر جبر الزبيدي وزير المالية أكد بالأرقام وعبر الموقع الإلكتروني لوزارة المالية العراقية أن كل هذه المصروفات تمت خلال السنوات الأربع الماضية وأن كل الكلام الذي قيل في مقابلة رئيس الوزراء نوري المالكي هو كلام سياسي متشنج ومتوتر ولا علاقة له بكلام التكنوقراط!.
علي الشلاه عاش في زمن المعارضة العراقية معارضا للنظام السابق في جنيف ولم تعرف له أية وظيفة في النظام الوطني الحالي سوى كونه ممثلا لائتلاف القانون في هيئة الإعلام العراقي على خلفية المحاصصة الحزبية والطائفية التي بنيت عليها العملية السياسية في البلد ولا نعرف له أية صفة أخرى تذكر سوى كونه مستشار غير رسمي على خلفية وجود نخبة كبيرة من المستشارين غير رسميين وغير معينين بقرار مصادق عليه من قبل مجلس النواب العراقي.. ولا نعرف بالضبط في الحقيقة لماذا يشور الشلاه على رئيس الوزراء نوري المالكي هل مشورته خاصة بالعقود المالية والتجارية أم في نقل الأموال أم في اتهام الشخصيات الوطنية وتحريض جو رئاسة الوزراء وشحنه دائما ضد القيادات السياسية في الدولة أو تلك التي كان لها دور أساسي في صناعة العهد الوطني الجديد كشخصية الأستاذ باقر جبر الزبيدي وزير المالية العراقي الذي تشهد له الساحة العراقية مكانة نوعية له في إطار العمل الوطني ضد الدكتاتورية والاستبداد والتحاور مع الجهات الدولية في زمن المعارضة في الوقت الذي كان فيه من يدافع عنهم علي الشلاه في موقع النقيض من حركة المعارضة الوطنية الحقيقية.
المشكلة الكبيرة أن علي الشلاه قال بأن رئيس الوزراء نوري المالكي دافع عن وزير المالية باقر جبر الزبيدي حين كان وزيرا للداخلية وأنا من موقعي كباحث عراقي راصد وقريب لأجواء الملفات العراقية الصعبة وحرب الميليشيات على الحكومة العراقية ودور الأحزاب الصغيرة في تعكير أجواء قيام نظام وطني ديمقراطي وحدوي أقول أن السيد المالكي لم يكن في الموقع الذي يؤهله في السابق الدفاع عن أحد من وزراء الحكومات العراقية التي تعاقبت على السلطة في البلد بعد 9 نيسان 2003 لأن الرجل كان عضوا في الجمعية الوطنية ولم يكن شخصية مؤثرة وصاحب قرار وقادر على الإيحاء للآخرين من مكونات السلطة الوطنية الجديدة لأنه إذا تحدث بشيء إيجابي عن أحد من وزراء الحكومات الوطنية السابقة سيكون كلامه مؤثرا ومسموعا وطاردا للشبهات إن وجدت.
الزبيدي الذي أثيرت حوله بعض الشبهات كان واضحا منذ اليوم الأول لتسلمه وزارة الداخلية وقد قالها بملئ الفم وبلسان عربي مبين أنه وزير سيادي وليس وزيرا سياسيا يحمل أجندة طائفية أو حزبية وسيتعامل مع العراقيين على قدم المساواة فكان يغير على مناطق الشعب والشعلة بسبب وجود الميليشيات والمجموعات المسلحة وخلايا الإرهاب مثلما كان يغير على مناطق كمب ساره حيث يتواجد سكانا من الأقلية المسيحية هناك في بغداد.
أما الشبهة التي يتمسك بها علي الشلاه والخاصة بما سمي في وثائق النائب الإرهابي الهارب محمد الدايني بوسائل التعذيب فإنها شبهة كاذبة لأنها دحظت في وقتها بتقرير مفصل يظهر قيام هذا الإرهابي بإجراء تحويرات في الصورة الفوتوغرافية التي ظهرت في قناة الجزيرة القطرية ويظهر فيها السيد محمد خاتمي رئيس جمهورية إيران الإسلامية الأسبق وهو يعذب أحد المعتقلين العراقيين أما استخدام وسائل التعذيب فهي تهمة أرادت بها بعض الجهات التابعة للسفير الأميركي زلماي خليل زاد تشويه سمعة الوزير الوطنية لزيادة الشقة بين الشيعة والسنة وعلى ما يبدو أن هذا الكلام ليس بعيدا عن الجهة التي ينتمي إليها علي الشلاه والسبب أن الزبيدي نجح في مكافحة الإرهاب ونجح في طي صفحة تقسيم بغداد إلى شرقية وغربية على خلفية تقسيم بيروت إلى منطقتين شرقية وغربية ولأن الزبيدي استطاع تحقيق مصالحة وطنية بين فئات المجتمع العراقي من خلال امساكه بالملف الأمني بقوة بما يعجل بهزيمة الإرهاب والإرهابيين الذين كانوا يعشعشون داخل العملية السياسية أمثال الدايني وناصر الجنابي وعدنان الدليمي وآخرين نتحفظ على اسمائهم بسبب وجودهم في العملية السياسية الحالية.
وهنا أسأل الشلاه.. هل أن سجون الزبيدي كسجون عهدكم الحالي الذي فاحت رائحته وكشفت مخابئه جهات دولية حيث التعذيب الشديد وانتزاع الاعترافات بالقوة وعدم وجود أبسط معايير حقوق الإنسان ووجود ضباط كبار تابعين لمكتب القائد العام للقوات المسلحة في تلك السجون.. هل الأمن الذي تباهون به خصومكم السياسيين مثل الأمن الذي تركه الزبيدي في بغداد حيث يتمشى العراقي في شوارع العاصمة إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة أم آل الأمن في عهدكم إلى أننا لا نستطيع حماية صيدلية في العشار أو مجلس محافظة في الأنبار أو محطة فضائية قرب مبنى رئاسة الوزراء؟.
الشلاه يشكل على الزبيدي بأنه هاجم وزير الخارجية السعودي في إشارة إلى أن المسألة تنطوي على تحريض واضح من ائتلاف الشلاه على عضو قيادي بارز في الائتلاف الوطني ونحن نقول بأن وزير الخارجية السعودي هاجم وزارة سيادية وهاجم الشعب العراقي عبر اتهام مكون مهم من مكونات المجتمع والعملية السياسية بالطائفية حيث قال ما نصه إن من يدخل إلى وزارة الدفاع والداخلية العراقيتين فهو بحاجة إلى مترجم من اللغة الفارسية إلى العربية مع أن الوزير السعودي فاته بأن من يقود وزارة الدفاع سني عربي هو الدكتور سعدون الدليمي وأن وزارة الداخلية فيها مستشارون عرب وأكراد وتركمان شيعة وسنة هم خلاصة شدة الورد العراقية وحين لم يجد الوزير الزبيدي أحدا يرد على اتهامات وزير الخارجية السعودي قام بالرد عليه بما يناسب مقام الرد ويستحقه كلام عن الوطنية العراقية فخرج إليه من مبنى السفارة العراقية بعمان ورده بما يستحق.. فهل أخطأ الزبيدي عندما دافع عن مكونات المجتمع العراقي وبين خصائص شعبه ومجتمعه وإذا كان رده بهذا الشكل فهل يستحق من ائتلاف القانون أن يخرج له ملف الجادرية الذي طوق فيه الوزير الزبيدي أكبر مؤامرة على الشعب العراقي واختراق اسرائيلي لمنظومة الأمن العراقي ودعم القاعدة وتخريب البلد وتدمير العتبات المقدسة في الكفل من خلال القاءه القبض على فادي اللحدي العنصر المحوري في ملف الجادرية وفي القلق الذي انتاب قوات التحالف الدولي أيام ذاك؟.
باقر الزبيدي ينتمي شئت أم أبيت إلى التكنوقراط فهو مهندس مدني خريج البصرة عام 1969 وشغل لربع قرن مواقع إعلامية وسياسية في المعارضة العراقية ولم يكن يتسكع في شوارع جنيف وشغل إدارة ثلاث وزارات (الإسكان والداخلية والمالية) ولديه خبرة كبيرة مثلما لديه برنامج عمل واضح وكبير في إدارة الدولة.. واعتقد أنك ومن دفعك لمهاجمة الزبيدي تدركون جيدا أن الزبيدي لن يهمه هذا النعيق وأنه منافس حقيقي على موقع رئاسة الوزراء.
https://telegram.me/buratha
