مهند العادلي
خلال الأيام القليلة الماضية كنت جالسا في احد سيارات النقل العام وكانت تجلس السيارة معي امرأة كبيرة في السن تتحدث وتشكو إلى الله همها وقد أثار فضولي حديثها وشكواها وحاولت أتجاذب معها أطراف الحديث عند ذاك أخذت الكلمات تنطلق من فمها كالسهام تحرق القلوب والعقول قبل الأذان التي تسمعها وتمنت أن تصل كلماتها هذه الآذان المسؤولين في الحكومة ,, وكان مضمون حديثها :-يا بني ماذا حصلنا من هولاء المسؤولين ومنذ سبع سنوات (لعنه الله على صدام ) ولكن يا بني من جاء بعده لم يقدموا لنا نحن الطبقة البسيطة سوى الوعود ولأسف لم يطبق أي منها والى يومك هذا , وهنا توقفت واسترسلت بالحديث قائلة : قبل عام 2003 كانت مواد البطاقة التموينية نستلمها من الوكيل كاملة ولا اذكر في أي شهر أني ذهبت إلى الوكيل وأخذت الحصة ناقصة شيء وان حدث فهاذا ما ندر , أما اليوم فأن الحصة التموينية أصبحت عبارة عن أن اذهب إلى الوكيل وأعطيه مبلغ الحصة كاملا ولا استلم منه سوى مادة واحدة وإذا ما تفضلت علي الحكومة فأني في أحسن الأحوال استلم مادتين أو ثلاث فقط أم باقي مواد الحصة فلا يعلم احد أين تذهب سوى الله والراسخون في العلم وكنا في شهر رمضان المبارك نستلم حصتان أحداهما إضافية مع العلم إن هناك حصار مفروض على العراق في ذاك الحين أما اليوم ( فلعنة الله على وزارة التجارة والعاملين فيها إلى قيام الساعة )..وهنا سألتني هل تود سماع المزيد ؟؟ فأجبتها .. نعم يا خالة فقالت يا بني :قبل عام 2003 كان هناك برنامج معين للكهرباء أي تأتي ثلاث ساعات وتنقطع ثلاث ساعات مع ما موجود من (منشآت عسكرية - منشآت تصنيع عسكري - معامل إنتاجية - دوائر حكومية - وغيرها ) وكنا نعرف هذا البرنامج وننظم حياتنا على أساسه ,, أما اليوم فأغلب ما ذكرته غير موجود ما عدا ما تسمى بالمنطقة الخضراء والمستشفيات ومع ذلك وفي أحسن الظروف تجد إن الكهرباء لا تأتي في اليوم الواحد وفي أحسن الظروف أكثر من ثلاث ساعات , ولكن أتعلم ماهو موجود واعتقد انه سبب قلة الكهرباء انه بيت الأستاذ الفلاني هو مستثنى من القطع وبيت الأستاذ العلانية هو أيضا مستثنى من القطع ( ويا مكثرهم اليوم والحمد لله إذا هو نص الشعب صار أستاذ وعند حصانة لعد ما تكلي احنه ولد الخايبه وين أن ولي ) مع العلم أن باب كل بيت من هولاء مولدة كهرباء تكفي أن تشغل الحي السكني الذي هو فيه وليس فقط منزله ولكن !! (همه خطيه الراتب ما يكفي حتى يشتري إلها كاز )... أما وزارة الكهرباء فمن كل قلبي أدعو ا لهم (ا ن شاء الله بنار جهنم ويذوقوا حرارتها ويحسون باللوعة ألي عشناها بسببهم في بالدنيا )..أما الأمن والأمان فالحمد لله هو معدوم تماما في العراق وأصبح العراقي الذي يخرج من بيته ما يدري بنفسه يرجع لولا وإذا رجع على رجله لو (بتابوت )يا بني هل تريد المزيد ؟ قلت لها يا خالة هذا يكفي قد عصرت قلبي آلما ! قالت يا بني نحن كبار السن قد أخذنا فرصتنا من الحياة ونسأل الباري حسن الختام لحياتنا وقبول أعمالنا بقبول حسن ولكن انتم يا معشر الشباب أيها الجيل الجديد على ماذا فتحت أعينكم سوى على الحروب والإرهاب والقتل وسفك الدماء البريئة لا ذنب ألا إنكم أبناء العراق ,, يا بني المسؤولون في الدولة لم يراعوا فيكم الله أبدا وهم ليسوا أهلا للمسؤولية أبدا ولا يستحقون أبدا أن يقودوا العراق .يابني أكون شاكرة لو استطعت أن توصل كلامي وحديثي إلى المسؤولين ن ولاسيما رئيس الوزراء لأني أود أن أساله لما هذا التمسك بالكرسي وعدم فسح المجال لغيره كي يقدم للعراق وأهله ما عجز هو عن تقديمه طبعا إذا ما كان فعلا قصده خدمة العراق وأهله وفي الختام أتمنى أن يعلم سيادة رئيس الوزراء (هل تعلم أن سعر الذهاب لحج بيت الله الحرام هذا العام وصل إلى ما يسمى بسبعين ورقة ) من أين يأتي بها الفقير الذي جل همه وفي أيامه الأخيرة أن يوفق في حج بيت الله الحرام ( لو الحج هم صار واسطات ).............
https://telegram.me/buratha
