د. احمد المبارك
يتصور البعض ممن خدعته مطاولة المحادثات لتشكيل الحكومة الجديدة ان عودة المعادلة السابقة صار على الابواب وما هي الا فترة وتعود مظاهر الاستبداد والتبعية وتهميش الكتلة الاكبر ولكن يبدو ان ما يحلم به حملة هذه النظرية ليس الا حلما جاء خارج نطاق الرؤية التي يفسرها المتخصصون بالاحلام وكنت قد كتبت يوم امس عن الكتلة الاكبر لكن اجد اليوم ان في الاعادة افادة عسى ان يفكر الاخرون بطريقة منهجية صحيحة ويصحوا من حلمهم لان نظرية الكتلة الاكبر لاتعني باي حال من الاحوال ظروف مرحلية بل هي واقع لان التفسيرات التي يطرحها هذا او ذاك ليست مزاجية والتحالف الوطني استحقاق تاريخي تضحوي ديمغرافي لايمكن العودة عنه ومع خلافنا وتجاذبنا اليوم على طريقة حكم هذا الشخص او ذاك وبحثنا عن تلك الشخصية التي تنجز التجربة والنوذج على افضل حال فاننا نؤكد ان المكون الاكبر الذي يمثله التحالف الوطني ليس لانه تحالف بل لانه يمثل المكون والعمق الاكبر للعراق لان هذا المكون يمثل استحقاقا تاريخيا هذا الاستحقاق الذي عاش تاريخا من القمع واختزل في ذاته تهميشا واقصاءا يصل الى اكثر من 1300 عام اختزل فيها تجارب المظلومية وجرب الظلم بكل صوره واشكالة السياسية والاعلامية والدينية والاجتماعية وان هذا التاريخ تضحوي قدم الدماء منذ ان سبي ال البيت في كربلاء وسيقت ذراري الرسول الى قصر الحاكم بدين الجاهلية يزيد بن معاوية الى العهد العباسي الاول والثاني حين دفن اتباع ال البيت في طامورات وبنيت عليهم القبور وهم احياء لان قطع الرؤس لم يكن وليد الساعة والمقابر الجماعية ما كانت الا تاريخا يمثل حكم الباطل على اهل الحق وماكانت تلك المقابر التي افتضح امرها في عام 2003 وما بعده الا ترجمة لتاريخ تضحوي اذل الطغاة ودماء نزفت على ثرى هذا العراق كسيرة ( الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ) وهذا التاريخ التضحوي على ارض تثبت ديمغرافية اجتماعية لم تستطع قوى الجبروت تغييرها ولم تنل منها ما كانت ترجو لان لهذا الواقع الديمغرافية مباديء سامية وايدلوجية متوارثة ترتكز على ارث الارض لعباد الله الصالحين الذين عطوا ولازالو يعطون مواكب من الشهداء والدماء التي عمدت تاريخا واسطورة تحمل الاف الاساطير الحقيقية المنسجمة مع ما في الطبيعة وما ورائها .
https://telegram.me/buratha
