قلم : سامي جواد كاظم
دائما تثار قضية بناء جامع في منطقة ما بل وقد نرى ان في الدول الغربية كثيرة جدا الجوامع التي تم بنائها بعيدا عن ارتباطها المذهبي وفي المقابل هنالك من يطالب ببناء كنيسة في الدول الاسلامية او حتى مثلا بجوار الكعبة ، بل حتى هنالك من ذهب بعيدا ليتحدث عن دولة اور وما الى ذلك من حضارات غير اسلامية .واليوم الاكثر جدلا بناء جامع بالقرب من موقع احداث 11 سبتمبر وهذا الجدل الذي لو نظر الى خفاياه فليس المسالة بموافقة اوباما او رفضه بل ان المسالة جعل هذا العمل الارهابي مرتبط بالاسلام من خلال هذه التجاذبات فالرافضون لبناء المسجد يعتبرون ان الاسلام سبب احداث سبتمبر ولتفاعل هذه القضية لابد من طرف معارض حتى تاخذ مداها هذه الفكرة ولكنهم في الوقت نفسه متناسين امر مهم هو بعينه تم نسيانه عندما اثيرت ولاكثر من مرة عن سبب منع بناء كنيسة في السعودية وقد جعل هذا الامر مقابل المساجد التي تبنى في اوربا بل انها اصبحت علامة على انفتاح الغرب وانغلاق العرب .المسالة ليست اهميتها في سبب المنع او الموافقة لبناء الجامع او الكنيسة بل الامر المهم هو الغاية من الجامع او الكنيسة فالاثنان هي مخصصة لعبادة الله ولاحياء الطقوس الدينية ولكن المهم هنا من يحيي هذه الطقوس ومن يعبد الله عز وجل ؟ فاذا ما توفر العباد في منطقة ما فانهم يحق لهم ان يبنوا معبد لهم سواء كان جامع او كنيسة والا اذا اخذ بعين الاعتبار الامكانات المادية لبناء الكنيسة في السعودية ففي السعودية امراء لديهم امكانية لشراء الفاتيكان وجعله جامع ، فليس الصحيح هو الاخذ بنظر الاعتبار الامكانية المادية هذا اولا ، وثانيا ايضا لا يجب الاخذ بنظر الاعتبار الضغوط السياسية في بناء اي منهما او التاثر بالعلاقات السياسية بين الدول، وهذا ما حدث في اسبانيا عندما اريد بناء مسجد في الاندلس اصطدم بمعارضة من قبل ابنائها لانهم سبق وان كانوا تحت الاحتلال الاموي وانهم لا يحتفظون بتاريخ مشرف مع الامويين لهذا نجدهم يحاذرون من الجامع ، ولكن لو كان هنالك حي يقطنه المسلمون فلا مبرر للمنع ، والامر ينطبق على المسيحيين كذلك .من هذا المنطلق نلاحظ ان اليهود يعولون كثيرا على شراء الاراضي والعقارات وتوطين اتباعهم واذا ما تم لهم ذلك فانهم يقومون ببناء المعابد الخاصة بهم ومن هذا القبيل حدث في العراق وقضية مرقد النبي ذي الكفل لازالت ساخنة بين الاطراف المعنية في تلك المنطقة لان هنالك من يحاول من خلال هذا المرقد طمر تاريخ واثار مسجد النخيلة الخاص بالامام علي عليه السلام ايام خلافته على حساب توسعة المرقد توسعة يهودية ومن جهات خفية . احتلال فلسطين تم من خلال شراء الاراضي من الفلسطينين ومن ثم الاستيطان .والمؤسف له ان بعض الجوامع تم استخدامها كثكنات عسكرية او بؤر ارهابية مما جعل الغرب يحاذر كثيرا من الجوامع وبسبب ذلك فان الخلط المتعمد من قبل الغير بين الجوامع التي تبث الفكر الاسلامي النير وبين الجوامع التي اصبحت كمسجد ضرار تاثرت الجوامع التي تعتبر منهل للفكر الاسلامي المعتدل
https://telegram.me/buratha
