قلم : سامي جواد كاظم
اناس ارتحلوا من الجنوب العراقي وحطوا على ارض شرق العاصمة منحت لهم من قبل رئيس العراق في ذلك الوقت عبد الكريم قاسم ولان حكومته جاءت كما يقال بثورة واكراما للثورة سميت هذه المدينة مدينة الثورة .ومرت السنين وتسلط البعث الفاشي على العراق ولان اهل المدينة يميلون الى من منحهم الارض فكان لابد من حقد البعث الى تغيير التاريخ واستطاع ان يسميها باسمه .وسقط الطاغوت واندثر الاسم معه وظهر اسم جديد تعبيرا عن ولاء اهل المدينة للمستقبل مع نسيان مانحهم الارض اصلا لتصبح مدينة الصدر .في هذه المدينة يعيش مجموعة بشرية بسيطة واصيلة ولها تاريخها الولائي لاهل البيت بل والميزة الرائعة عندهم هو التكاتف فيما بينهم ولكننا نقف حيارى امام هذه التسميات التي مرت على المدينة بل وان هنالك احداث تجعلنا نقف امامها نبحث عن تفسير .عندما شن البعث الغادر حربه على ايران هنالك ابطال من مدينة الثورة رفضوا الانصياع لاوامر الطاغية والالتحاق لا في الجيش ولا في الجيش الشعبي ولكننا في الوقت نفسه وجدنا وجوها مجرمة من اهالي نفس المنطقة نفذت الاجندة البعثية بحق ابنائها بل وان هنالك من زاد في تملقه وخبثه حتى ان اغلب القصائد والاغاني التي قيلت بحق الطاغية طابعها جنوبي ، ويذكرون اهالي الثورة عندما تركوا جثة احد الابطال بعد اعدامه بالرصاص في ساحة 55 عدة ايام ، من اطلق الرصاص عليه ؟ انه احد ابناء المدينة.وسقط الطاغية وتسارعت الاحداث لتقع هذه المدينة تحت طائلة الارهاب ونالها ما نالها من تفجيرات ماساوية تهز عرش الحاكم وتقيله ان كان يهمه هذا البلد ، وفي نفس الوقت اتساءل من اجرم بحق هذه المدينة التي اتخذت من اسمها الجديد عدة مداليل قادت الاعلام لعدة تفاسير عن ربط الاسم بما يحدث في المدينة .هل نقول ان تنظيم القاعدة له موطأ قدم في هذه المدينة العشائرية التي لا يفلت منها الذباب الغريب ان مر؟ نعم لا استبعد ان القوات الامريكية هي من تسهل لبعض الارهابيين تنفيذ مخططاتهم في هذا المدينة ولكن عندما تحمل اهالي المدينة اعباء الحصار بالكتل الخراسانية وتحديد منفذ للدخول واخر للخروج من كان السبب؟وبالامس القريب وانا اتابع الاخبار اقرأ الخبر التالي العثور على ثمانية منصات لاطلاق صواريخ الكاتيوشا معدة للاطلاق في احدى الجزرات الوسطية وسط المدنية ...من الذي نصبها وسط المدينة ؟ لا احد اعترضه ... فلا يمكن ان يكون الامريكان هم من فعلوا هذا ولا يمكن الشرطة والا لو كانوا هم لا اعتقد ان اهالي المدينة سيتركوهم بل ستكون هنالك ممانعة بل حتى مجابهة.متى تتنفس الصعداء المدينة ؟ لانهم من المواليّن لاهل البيت عليهم السلام ولكن المؤسف له وعليه ان بعض الولاء ياتي عفوي ويدفع ثمنه صاحب الولاء نفسه ، حيث كثير من التفجيرات الارهابية التي حدثت خارج مدينة الصدر استهدف فيها ابناء مدينة الثورة على سبيل المثال مجزرة جسر الائمة يوم استشهاد الامام الكاظم عليه السلام وان كانت الامثلة كثيرا على استهداف ابناء المدينة خارج المدينة .متى تنتهي الماساة وان كان الذي يجري في هذه المدينة هو جزء مما يجري في العراق الا اننا نتالم لبساطة ابنائها والتي بسبب البساطة رافقهم التاخر في ميادين اخرى مهمة اسوة ببقية المناطق في عموم العراق في حين اننا نجد ان هذه المدينة لا ينقصها لا العقول ولا رغبة التعليم ، ولكن اقول وقد لا يرضى عني اهل المدينة ان المدينة بحاجة الى تمحيص لمن يتصدى للمراكز العليا سواء كانت السياسية او الدينية في المدينة وان لا نقدس الملبس والعشيرة بقدر تقديسنا للعمل والشرف والامانة والايمان .
https://telegram.me/buratha
