المقالات

ستة أشهر وأربعة مرشحين!


عبد الجليل مهنا

لا زالت الأزمة في مكانها ولا زالت الأطراف في أماكنها ولا زال الشعب العراقي في مكانه من مربع الأزمة وغياب الخدمات واستمرار انقطاع التيار الكهربائي والتردي الكبير الحاصل في مستوى الأمن.. أما المسؤولون والقيادات الرأسية وزعماء الكتل البرلمانية فلا زالوا يجترون آراء ذات الخلاف وهم في شغل على الأرائك متكئون!.الائتلاف الوطني وبعد أن علق حواراته مع ائتلاف القانون عاد واستثمر أجواء شهر رمضان المبارك ليعيد الحوارات البروتوكولية والمجاملات الرمضانية بديلا عن الحوارات الجادة ولا أحد يعرف خلال هذا الشهر الفضيل على الأقل ما إذا كانت الحكومة ستتشكل بإرادة الائتلافين أم أن الحكومة ستبقى معلقة في الهواء بحبال الحوارات الجادة وغير الجادة والعراقيون منشغلون بدرجات الحرارة القصوى ومنشلّون بإرادة التعطيل والمعطلين وأصحاب العقول العاطلة.ما الذي يريده الائتلافان حتى يسقط الشعب العراقي ضحية التعطيل مع أنهما يشكلان وفق تفسير المادة (76) من الدستور العراقي الكتلة الأكبر!!!!!؟.هل يريد السيد المالكي بـ (89) مقعدا في البرلمان ولاية ثانية لمجلس الوزراء فيما الائتلاف الوطني أقسم بالأيمان المغلظة أن لا يرى المالكي هذه الولاية وهو على قيد الحياة والمالكي يعرف أن الائتلاف الوطني لن يعطي رئاسة الوزراء والمالكي على قيد الحياة و بدوره لن يقبل المالكي أي مرشح تنتخبه إرادة الـ (70) مقعدا وهو الذي يكبرهم بـ (19) مقعدا في البرلمان وهو الذي يطالب الائتلاف الوطني العراقي دائماً خصوصاً في المقابلة الأخيرة التي أجرتها فضائية الحرة معه الانسجام مع إرادة الأكثرية ما يعني أن يأتي المالكي رئيساً للوزراء لولاية ثانية؟.الائتلاف الوطني إذا كان في نيته العودة إلى مائدة المفاوضات استعادة ائتلاف دولة القانون وأن يقبل المالكي بهذه المائدة كخطوة أولى من أجل المجيء بمرشح من الائتلاف الوطني فهذا الذي لن يكون ولن يتحقق ما دام نوري المالكي في مقر مجلس الوزراء والمالكي يعرف جيداً أن الائتلاف الوطني لن يمنحه الثقة ثانية ووجود ثلاثة مرشحين من الائتلاف الوطني لن يكون دليلاً على ذهاب الولاية السياسية لأحدهم لأن المالكي لديه يقين أنه أفضل من هؤلاء الثلاثة والثلاثة لديهم ذات الشعور إزاء المالكي.. هذا يعني أن الائتلاف الوطني لم يفعل شيئاً جديداً وهو يلبي دعوة نوري المالكي الرمضانية ولن يقدم المالكي شيئاً جديداً إذا ما ذهب إلى منزل عبد المهدي أو الجعفري ليؤدي طقوس رمضانية وبروتوكولات تلفزيونية ومجاملات سياسية غير مهمة.الشارع العراقي بدأ يخرج على الرئاسات الثلاث وعلى قادة الكتل السياسية ويتهم المالكي بالدكتاتورية والتمسك بالسلطة مهما قدم السيد المالكي من تفسيرات قد تكون على المستوى الذهني معقولة لكنها على المستوى العملي وحاجة الناس إلى حكومة قوية تقف في مواجهة الإرهاب وتلبي الخدمات وترفع عن الناس إصرهم والأغلال التي عليهم غير منطقية.إن السيد المالكي يرتكب خطأ كبيرا بإصراره على البقاء مرشحا وحيدا لائتلاف القانون إذا تحول هذا الإصرار إلى عامل إعاقة لمسيرة الدولة وتطور العملية السياسية ورغبة الكتل والقيادات الوطنية العراقية بتشكيل حكومة لا يكون السيد المالكي على رأسها خصوصا وأن رئيس الوزراء المنتهية ولايته يدرك جيدا أن الدولة أمر مهم وأن السياسة البلاد والعباد أمر أكثر أهمية من أمر الدولة وأن المصلحة الوطنية تقتضي في مواجهة إصرار كل الكتل على عدم قبول السيد المالكي رئيسا للوزراء التنحي على أن مسألة التنحي ليست بالضرورة عامل ضعف قدر ما هي عنصر قوة في اللحظات التاريخية التي تقتضي من القائد أن يتنحى من السلطة تحت ضغط عامل السياسة المستحيل أو رغبة القيادات الوطنية التي تجمع كلها على قرار التنحي ولا بد للسيد المالكي أن يتذكر جيدا مثل هذا القرار لدى قيادات لم تكن أقل كفاءة بممارسة فعل السلطة وقيادة الناس كعبد الناصر في مصر وشارل ديغول في فرنسا.أريد أن أقول في النهاية لم يستطع ائتلاف القانون أن يقنع الناس بضرورة الاصرار على ترشيح المالكي وصورة هذا الائتلاف في أذهان الناس قبل الانتخابات وقبل مأزق تشكيل الحكومة اختلفت عن الصورة التي أسسها في الأذهان بعد الانتخابات ولو أجريت الانتخابات مرة ثانية فلن يحصد السيد المالكي وائتلافه ربما نصف الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الماضية كما أن الائتلاف الوطني وبعد ستة أشهر من المداولات ورغبة القانون وبقية الكتل تقديم مرشح معقول لخوض سباق الوصول إلى رئاسة الوزراء فشل بتقديم المرشح البطل الذي يستطيع أن يملأ الفراغ الذي ستتركه الحكومة المنتهية ولايتها وقدم ثلاث شخصيات غير جديرة بأن تكون في هذا الموقع وكل المتابعين وقراء السياسة العراقية كما العراقيون ينتظرون من الائتلاف الوطني ومن هذه اللحظة التاريخية المشتعلة بالتوقعات والانتظار الممل ترشح شخصية وطنية حقيقية قادرة وقوية وجريئة تستطيع تقديم خدمة للعراقيين وتحمي الحدود وتقضي على الإرهاب وتحفظ السيادة الوطنية وتقيم أفضل العلاقات مع العرب والعالم وعلى الائتلاف الوطني الذي يقول أنه يمتلك علاقات وطيدة مع الأطراف الوطنية وراسخة مع الأطراف العربية وأنه يقدم حلولا ناجعة للمشكلات التي ينوء بها المجتمع العراقي وترزح تحت كاهلها الدولة العراقية أن يقدم مرشحا مختلفا وليس مرشحا ضعيفا كعادل عبد المهدي أو رجلا لا يتقن سوى الدراية بفلسفة المال والبنوك كأحمد الجلبي أو شخصية يغلب عليها الطابع الفكري والفلسفي ولا تمتلك الحلول والاصلاحات الحقيقية للدولة والمجتمع كإبراهيم الجعفري.المطلوب شخصية قيادية حازمة وائتلاف صارم ونخبة قيادية لا تضعف أمام الضغوط الإقليمية.. شخصية عراقية وليست شخصية أمريكية أو إيرانية!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك