شاكر حسن
يكاد لا يمر يوم او بضعة ايام الا وتحد ث مجزرة بشعة ضد الشعب العراقي المسكين يروح ضحيتها العشرات او المئاة من المدنيين الابرياء بين قتيل وجريح بألاضافة الى الخسائر المادية الهائلة . يحدث هذا منذ سقوط ابشع نظام دموي عرفتة البشرية في العصر الحديث في 20030409 . ذلك النظام الذي تفنن في قتل وتعذيب وتشريد واهانة واحتقار شعبة بصورة لاتصدق . فيكفي ان اذكر انه اول حاكم على وجه المعموره استخدم الاسلحة الكميائية والبايلوجية ضد شعبه , واول حاكم يترك شعبة يأن من الجوع والمرض ويتبرع بالملايين للأخوة الاعداء امعانا في اذلال شعبه ولأرضاء ساديتة المجنونة ضد هذا الشعب المسكين . وامعانا اكثر في اذلال واحتقار شعبه المسكين الذي باع حتى ملابسه واثاث بيته , بل وحتى شبابيك وابواب بيته ايام الحصار الاقتصادي الظالم على هذا الشعب المسكين , قام ببناء اكثر واضخم قصوره في هذه الفتره اللعينه .
اقول هذا ومنذ سقوط الصنم في 20030409 وحتى يومنا هذا وماكنة الموت لم تتوقف , تحصد الارواح البريئه , لم يسلم حي او مدينه او شارع من هذا الموت العشوائي المجنون. , لم يسلم منهم لا الشيعي ولا السني , لا االكردي ولا العربي او التركماني , لا المسلم ولا غير المسلم . فكلهم مشاريع موت في اي وقت يشاؤا وبأي طريقه يختاروا . كأنه امتداد وتكلمه للمقابر الجماعيه وحروب الابادة التي قام بها هذا النظام خلال ال35سنه من حكمة الاسود . لقد اصبح لدينا في العراق حوالي 4 مليون يتيم وحوالي 2 مليون ارملة , بالاضافة الى حوالي 2 مليون معاق جزئيا او كليا .
كل هذا يحدث ونحن نتفرج على مايحدث دون ان نحرك ساكنا , كأنما الذي يحدث ليس لنا علاقة به لا من قريب ولا من بعيد . فبعد كل مجزره يخرج علينا الناطق الرسمي بأسم قائد عمليات بغداد او الناطق الرسمي بأسم وزارة الدفاع ليعلن لنا عن تشكيل هيئه تحقيقه عليا للنظر في هذا الخرق الكبير للوضع الامني ويعلن القبض على بعض المشاركين في هذه المجزره , وانه سوف يعرضوا قريبا على وسائل الاعلام لكي يطلع عليهم الشعب ولينالوا جزائهم العادل ليكونو عبره لكل ن تسول له نفسه العبث بأمن المواطنون . وبعد فترة من الزمن ينسى كل شئ , ولا من شاف ولا من دره لحين حدوث مجزره جديدة ....وهكذا تدور طاحونة الموت في العراق الجديد .
في كل يوم نسمع القاء القبض على امير تنظيم القاعدة في مدينة كذا وبعض مساعديه اوالقاء القبض على عشرات الاعضاء في تنظيم القاعدة في مدينة اخرى , او القاء القبض على بعض الاشخاص المتشبه بهم .. وهكذا . من دون ان يحاسب او يعاقب احد . الا نادرا جدا . وبعد فتره من الزمن يطلق سراح عدد كبير منهم بحجة عدم كفاية الادلة ضدهم او تحت عنوان المصالحة الوطنية , وبين فتره واخرى يتم تهريب قسم من هؤلاء المجرمين من السجون وبطرق مشبوهه كما حدث في مدينة الموصل وتكريت وغيرها من المدن الاخرى .
ان اغلب واخطر العمليات الاجرامية التي حدثت في العراق قام بتنفيذها نوعين من المجرمين
النوع الاول - هم الذين تم اطلاق سراحهم من السجون الامريكية اوالسجون العراقية .
النوع الثاني - هم من غير العراقيين , اي من الاخوة الاعداء من الدول العربيه او الاسلاميه.
الى متى السكوت على هذه المجازر الجماعيه , وهل دماء الشعب العراقي المسكين رخيصة الى هذا الحد . اين الاجهزه الامنيه المسؤولة عن حياة المواطنين والتي تقدر بحوالي مليون عنصر( اي عنصر امن لكل 30 مواطن , وهي اعلى نسبه في العالم على الاطلاق ) . ماذا تفعل هذه الاجهزه ان لم تحمي المواطن ؟ . اين هم خبراء مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة ؟ ماذا قدموا لهذا الشعب المسكين ؟ فأن لم يستطيعوا عمل شئ فليفسحوا المجال لغيرهم لكي يقوموا بالمهمة المطلوبه او على الاقل الاستعانه بخبراء اجانب كما تفعل كثيرا من الدول .
حسب رأي المتواضع لا توجد مشكلة , مهما كانت الا ويوجد لها حل . ولكن هناك شروط موضوعية لهذا الحل . وهذه الشروط هي ,
1 - الاعتراف بوجود مشكلة معينه وتحتاج الى حل . اي علاج .
2 - تحديد وتعريف المشكلة , والهدف او الغاية .
3 - تحليل المشكلة تحليلا علميا دقيقا ومن جميع النواحي .
4 - اتخاذ القرار المناسب لمعالجة هذه المشكلة وتطبيقة .
5 - اكتساب الخبرة والمعرفة من المراحل المختلفة للتطبيق .
ان المشكلة الكبرى في العراق هو عدم الاعتراف بوجود مشكلة على الاطلاق , وان كل شئ على مايرام . وفي كل مناسبة , دينية كانت او وطنية , يعلن المسؤولون عن الامن انه تم وضع خطة محكمة لهذه المناسبة . وتحدث مجزره جديدة يروح ضحيتها المئاة . ونلقي دائما بالمسؤلية عن جميع عيوبنا وتقصيرنا وفشلنا على الغير , على دول الجوار , وان هذة الجريمة تحمل بصمات القاعدة وبقايا ازلام النظام السابق ... وهكذا .
لا يخفى على احد ان جميع دول الجوار او اغلبها لها اليد الطولى في اعمال التخريب والارهاب التي تحدث في العراق , لأن نجاح التجربة الجديدة في العراق يعني تعرية وسقوط حكام هذه الدول . كذلك لايخفى على احد ان اتباع النظام السابق والذين كانوا مستفيدين منه , وكذلك التكفيرين من اتباع القاعدة , والمليشيات المرتبطة بدول الجوار , هم من يقوم بعمليات الاغتيال والتفجيرات وتخريب شبكات الكهرباء والماء وغيرها . ولكن السؤال هو ماذا فعلنا نحن لمواجهة هذه االاعمال الاجرامية ؟ الى متى السكوت عن هذه الابادة الجماعية والتي استمرت 7 سنوات وسوف تستمر لسنوات اخرى ان لم نفعل شئ لوقف هذه المجازر ؟
كما هو معلوم يعاني العراق من مشاكل عديدة , وان اغلبها ليست وليدة العصر الحاضر وانما هي نتيجة تراكم عشرات بل مئاة السنيين , ومن هذه المشاكل , الارهاب , الطائفية , العنصرية , المناطقية ,العشائرية , الحزبية الضيقة , وغيرها من المشاكل . والسؤال هنا لماذا لاتعرض هذه المشاكل للمناقشة وابداء الرأي فيها ووضع الحلول المناسبة من قبل المثقفين والاكاديميين والاختصاصيين . بدل اغماض اعيننا ووضع رؤوسنا في التراب كم تفعل النعامة.
اعتقد جازما انه يوجد في العراق عمالقة وفطاحل ورواد في مختلف الاختصاصات والعلوم المختلفة ويوجد ايضا اشخاص قمة في الاخلاص والوفاء والتضحية في سبيل بلدهم وشعبهم ولكن مع الاسف الشديد لا يستفاد منهم ومن خبراتهم وكفائتهم . واعتقد انه من الحكمة والصالح العام الاستفادة من هذه الطاقات الجبارة في خدمة العراق الحبيب .
https://telegram.me/buratha
