النقيب محمد الشمري
ما ان تنظر نظرة على بنايات بغداد حتى ترى مجموعة من الكامرات تحيط بك وتصورك وتصور كل تصرفاتك هذه الكامرات استوردتها وزارة الداخلية والحكومة بعد ان قالت انها الحل للقضاء على الاعمال الارهابية ومراقبة الحالات التي تثير الشك والريبة ومن اجل حماية المواطن وكامرات المراقبة هذه ولحد الان لم يقل لنا احد عنها هل هي تشبه جهاز كشف المتفجرات الاريل ابو الريحة التي اعترفت الشركة المصنعة في بريطانيا انه خاص بكشف عمليات السرقة التي قد تحدث في المتاجر من عطور ومساحيق غسيل وانه ابدا لم يصنع لكشف المتفجرات وحتى وان انحنى الاريل على اي سيارة يبادر لك رجل الامن ليجد لك العذر ( شايل عطر شايل حبوب عندك حشوة ) وما ان تجيب عن واحد من الاختيارات حتى يسمح لك بالعبور من دون تفتيش وكامرات المراقبة وعلى مايبدو وضعت ليس لتحديد ما هو خطأ في الشارع بل لتصوير الانفجارات ومن المضحك ان يكون هدفها كهدف الاريل ابو العطور فما رأينا ورغم انفاقات الوزارات الامنية العالية وما يشوب عقودها من فساد لم نر لحد الان ان هذه الكامرات منعت انفجارا او صورت ارهابي وهو يزرع عبوته القاتلة او سيارة مفخخة تركها الارهابي وهرب لتنفجر وكل ما تعطينا هذه الكامرات صورة للسيارة وهي تنفجر والضحايا وهم يموتون او وهم يفرون بدمائهم التي تجري من غير ان يوقفها ضمير الحكومة التي اشترت هذه الكامرات وكأن قيادة عمليات بغداد او الوزارات الامنية تريد ان تفيدنا بعرض عملية القتل المقززة فهذه الكامرات تعمل عمل القنوات التلفزيونية التي تهرع لنقل الخبر بسرعة ولكن السبق طبعا للكامرات واحسب لها نقطة لانها تصور الانفجار حال وقوعه لكنها لاتقدم شيئا غير ذلك وطبعا تجربة الكامرات جيدة ولكن الخلل على اولئك الذين يجلسون لمراقبة الكامرات ولا اعرف هل يستخدمون الكامرات لرصد الارهابيين ام اجدهم يجعلون تلك الكامرات خلف ظهورهم لينعموا في هذا الجو الحار في القاعات المبردة بمشاهدة الافلام والمسلسلات التي تقدمها القنوات المتخصصة نحن الان نحتاج الى وقفة مراجعة حقيقية ورصد ومحاسبة للدوائر الامنية التي يقع على عاتقها رصد الشارع وتحميلها المسؤولية عند حدوث الانفجارات لان السيارات التي تنفجر ليست كلها تنفجر وهي تسير بل ان الكثير منها يركن ويترك لينفجر وكان من المفترض ان ترصده تلك الكامرات لتستبق الانفجار وان العبوات التي تزرع تزرع في الشارع من قبل اشخاص ولو كان القائمون على تلك الكامرات مخلصون لرصدوا هؤلاء الارهابيين ولاوقفوا انفجار العبوات التي صارت مرضا مزمنا يعاني منه العراق .
https://telegram.me/buratha
