المقالات

لسنا صبياناً


اكرم الثوري

من المفارقات المؤلمة في العراق الجديد ان معلومات امننا الوطني اصبحت كدمائنا مستباحة ومراقة بشكل يومي واسرارنا الامنية والعسكرية اصبحت مثقوبة يعلم بها الجميع.واذا انهمكت مخابرات العالم بالتجسس وتوظيف الجواسيس لاختراق امن ومعلومات الاخرين فانهم لا يحتاجون الى تجسس او جواسيس في العراق مازال كل شىء متوفراً وحتى مقررات مجلس رئاسة الوزراء تبعث الى دول الجوار لو مست هذه الدول في اجتماعات مجلس الوزراء.العراق اصبح في متناول الجميع ولا تكلف المخابرات الدولية والاقليمية نفسها او تجهد اعضاءها بالحصول على معلومات في العراق مازال كل شىء جاهزاً ومتوفراً في الصحافة والفضائيات والصحف والمجلات.اصبحت المعلومات السرية الامنية في العراق تشبه الى حد ظاهرة الاورق الصفراء ( المنشورات السرية) فلا احد يكلف نفسه بقراءة او الاحتفاظ بمنشور سري يكشف اسرارنا مازالت الصحافة ومواقع الانترنيت والفضائيات تمارس دور هذه المنشورات فلا كتاب ممنوع ولا منشور محظور ولا معلومة سرية مازالت صفقات السلاح واجهزة الفحص وعدد افراد القوات المسلحة وجهاز المخابرات في متناول الجميع.قد يتساءل الاخرون لماذا اصبح وضعنا الى هذا المستوى ووصل بنا الامر الى هذا الحد الخطير؟ والاجابة الصريحة باننا بعد التغيير الاخير الكبير في العراق في التاسع من نيسان 2003 تحولنا الى دولة مخترقة من عدة جهات فالقوات الاجنبية التي غيرت النظام السابق تحولت الى قوات محتلة امسكت بكل خيوط العراق ودول الجوار تسابقت على اجهاض المشروع الديمقراطي في العراق خشية تكرار السيناريو العراقي في دولها من جهة او انعكاس التجربة الديمقراطية الرائدة الجديدة على وعي شعوبها من جهة ثانية.فاصبح العراق بكل قضاياه وخصوصياته الامنية والعسكرية والسياسية منفتحاَ ومفتوحاً على الجميع ومحضر جلسات الحكومة ومجلس الامن الوطني وبعض الوزارات الامنية يستنسخ الى الاصدقاء والاشقاء للاطلاع واجراء اللازم!!!ندرك ان ضريبة التغيير واستحقاقاته تكلف العراق ضريبة باهظة والعراقيون هم الذين يدفعون ثمن هذه الاختراقات على كافة المستويات فعلى المستوى الامني اصبح كل شىء جاهزاً بيد الارهابيين والمعلومات تصل اليها باستمرار فلا مباغتة في الاعتقالات والمداهمات للاوكار الارهابية فهي اما تصل عن طرق اشخاص مندسين في قواتنا الامنية او عن طريق حشود المتحدثين باسم الاجهزة والمؤسسات والوزارات الامنية الذين يكشفون للجميع خطط الاعتقالات والمداهمات قبل حصولها للاعلاميين عبر المؤتمرات الصحفية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك