المقالات

حقوق الإنسان والاستبداد السياسي


وليد المشرفاوي

بفعل الاستبداد السياسي الذي كان مسيطرا على مجتمعنا، ، والتخلف الاجتماعي، لاتزال حقوق الإنسان تشكل أزمة وتتفاقم هذه الأزمة عندما تلامس الفكر وحرية التعبير عن الرأي التي تعد من أولويات حقوق الإنسان، وحرية الرأي والمناقشة والجدل حول رأي أو فكر ما هو أساس الديمقراطية. هذا بالإضافة إلى أن حرية التعبير عن الرأي، هي في الواقع مقدمة لبقية الحريات ومرتبطة بها ومتضامنة معها، وانتهاك إحداها يعتبر انتهاكا لها جميعا. فالحرية الشخصية للفرد المتمثلة في حرية التعبير عن الرأي أو الكلام هي امتداد لحرية الفكر وحرية الاعتقاد والتحرر من العوز، والتحرر من الخوف وبقية الحريات الأخرى. لذلك كانت محط اهتمام ولها الأولوية في القوانين والتشريعات والدساتير المحلية والمواثيق الدولية.لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير. وهذا يتضمن الحق في عدم إزعاجه بسبب آرائه ، وأن استخدام سياسة القمع والإرهاب في انتهاك حريات الآخرين لخنق آرائهم ووأد أفكارهم لم تعد مجدية اليوم، وإلا بماذا نفسر التعسف في اعتقال أصحاب الرأي وإيداعهم لشهور وسنوات طويلة في السجون؟ دون محاكمة ودون السماح لهم حتى بتعيين محامين للترافع عنهم وعن قضاياهم؟ إن استخدام العنف الفكري والثقافي والممارسة المتطاولة من لدن الجهات المتنفذة وبسط تسلطها على الأبرياء من مواطنيها، دون أن تراعي فيها حتى أنظمتها وقوانينها التي وضعتها، فضلاً عن عدم مراعاتها للمواثيق الدولية التي وقعتها، أمر لا يحمد عقباه يؤدي إلى إرباك الساحة السياسية والمجتمعية.وإذا أردنا الوصول إلى مبدأ المواطنة وتجسيد مقتضياتها ومتطلباتها في الحياة الاجتماعية والسياسية , لا خيار أمام الجميع إلا الانخراط في مشروع الإصلاح السياسي والثقافي والاجتماعي...وحجر الأساس في هذا المشروع الإصلاحي هو إعادة الاعتبار للفرد والتعامل معه على أساس المواطنة بصرف النظر عن انتماءاته, وان تتعامل معه مؤسسة الدولة على أساس انتمائه الوطني , فلكي تعمل مؤسسات الدولة على تحقيق مبدأ المواطنة فهي بحاجة لان تعطي المواطن حقوقه كاملة غير منقوصة , ولتطلب منه بعد ذلك القيام بواجباته ! ان ما وصلنا إليه من تردي أوضاعنا السياسية والثقافية والاجتماعية , هو من جراء الاستبداد السياسي الذي مارسه النظام الديكتاتوري بحق أبناء العراق خلال الحقبة المنصرمة والتعصب بكل صوره وأشكاله , فالاستبداد يغذي التعصب بشكل مباشر وغير مباشر , والتعصب يشرع الخيار الديكتاتورية والاستبداد....وان بداية إصلاح أوضاعنا هي حينما نراجع هذا الواقع ونطرد منه كل بذور الاستبداد والتعصب , فضياع الحقوق هو الذي يقود إلى التطرف والتعصب , وغياب حس وواقع المواطنة لدى الآحاد والمجموع , وان النهوض في ظل هذا الواقع والتحديات التي تحيطه من كل جانب يتطلب أداء واجب ومقتضيات المواطنة واحترام المصالح العامة والعمل على صياغة حياتنا العامة من جديد, على هدي قيم الديمقراطية والحرية والتسامح وحقوق وكرامة الإنسان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك