حافظ آل بشارة
قرأت الشكوى التي تقدم بها صديقي الخبير القانوني اسماعيل التميمي ضد النائب فؤاد معصوم على خلفية تعطيل عمل البرلمان فتذكرت فورا اني مواطن عراقي ومن حقي ان ارفع شكوى مماثلة ومن حق الثلاثين مليون عراقي ان يشتكوا ايضا ، كما تذكرت مجلس النواب الذي نسيه العراقيون بشكل كامل ، شعبنا المسكين تصور أن القائمة المفتوحة تجلب له مجلس نواب اكثر تمثيلا ليتخلص من سيطرة نواب الاحزاب ، لكن القائمة المفتوحة انجبت حشدا من الأخوة الذين جاءوا متعطشين للرواتب الخيالية والاستجمام والسفر والبحث عن افضل الفنادق في العالم ، ثلث نواب المجلس الجديد هم الآن في المنتجعات العالمية ينفقون كيف يشاؤون مسبحين بحمد القائمة المفتوحة لا يتذكرون الجمهور الذي يفترسه الصيف ، بل يتذكرون بامتنان كبيرهم في السن النائب فؤاد معصوم الذي تفضل على اولاده المشرعين وتركهم يمرحون في جنائن الجلسة المفتوحة ، جلسة انفتاح على كل الفنادق والمنتجعات العالمية انه كبيرهم الذي علمهم السحر لكنهم في الايام الأخيرة شعروا بالخطر لأن عددا من القضاة ومنظمات المجتمع المدني بدأوا برفع شكاوى الى القضاء العراقي ضد فؤاد معصوم بتهمة تعطيل دور مجلس النواب وخرق الدستور ، عجيب امر هذا البلد الذي يحكمه نظام برلماني ، فيه أزمة سياسية خطيرة ، الجميع يتحدثون حولها ، لم يبق عراقي الا ورفع صوته لكي يعطي رأيه بما يجري ، وتحدث العرب والاجانب عن المشكلة ، الساكت الوحيد في هذه الأزمة هو البرلمان العراقي ! الغريب ان مواطنا أمريكيا اسمه فيلتمان جاء الى بغداد وراح يتحرك كالمكوك ليلا ونهارا بين الساسة ويتوسلهم لحل مشكلة تشكيل الحكومة وتجاوز الازمة وقدم كثيرا من المقترحات والاوراق حتى اصابه الاعياء وقد التقطوا له صورة وهو يغالب النعاس خلال حديثه مع مساعديه في غرفته ببغداد ، اما نوابنا الموزعون على منتجعات العالم فلا يعرفون من هو فيلتمان ولماذا هو مخبوص ؟ والجواب ان فيلتمان نموذج لرجل دولة تحتل العالم ، ونائبنا المولود من قائمة مفتوحة نموذج لرجل دولة يحتلها العالم والفرق كبير بين الدولتين ، رجل يعتز بأمجاد أمته وبحترم تعهداتها ، يقابله نواب المنتجعات الذين لايشعرون بأي انتماء وأي تعهدات ، هناك فقرات مضحكة في شكاوى منظمات المجتمع المدني تقول ان على النواب ان يعتصموا في برلمانهم ويحتجوا لحل الازمة ، وشكاوى أخرى تطالبهم بان يجتمعوا وينهوا الجلسة المفتوحة ويقرروا ويفرضوا قرارهم على الجميع طبق الصلاحيات الممنوحة لهم ، وشكاوى اخرى تدعو النواب الى احترام قسمهم الدستوري ، لكن اصحاب هذه الدعوات من جياع المنظمات غير الحكومية معذورون فهم لم يجربوا الاقامة في فنادق خمس نجوم وما فيها من خدم وحشم وحسان وقيان ومآكل ومشارب وظلال وبرد ونعمة ، نوابنا الاشاوس يفكرون هناك باعادة تعريف كلمة (الوطن) .
https://telegram.me/buratha
