المقالات

الدسقولية والحجاب


قلم : سامي جواد كاظم

الحجاب هو احد الامور الاكثر جدلا مع الافكار التي ظهرت مؤخرا والبعض منها مؤطر باطار بعض الاديان السماوية قبل الاسلام ، بل وحتى في الدين الاسلامي بدأت تظهر اشكال للحجاب مابين النقاب والعباءة الملونة التي تحدد جسم المراة او غطاء الراس الذي بدأ ياخذ اشكال غريبة غير مالوفة وفي نفس الوقت هنالك من يعتقد ان مجرد غطاء الراس فقط هو الحجاب الشرعي .الحديث عن الحجاب بشكل عام بعيدا عن اشكاله له تفرعات بالرغم من ان هنالك تجاذبات مع بعض الدول الغربية التي منعت الحجاب وقصد به النقاب وليس الحجاب الاسلامي ـ النقاب هو تغطية الجسد من اعلى الراس الى اخمص القدم بثوب اسود من عدة اجزاء ـ هذا النقاب الذي لم يستند الى نص شرعي وان ارتدائه هو من خيار المراة وليس الالزام وفي الاونة الاخيرة ومع ازدياد الاعمال الارهابية وتخفي الارهابيين من خلال ارتداء نقاب المراة بدأ يثير قلق الغربيين فالدولة التي تمنع النقاب لاغراض امنية قد تكون اسبابه شرعية ولكن عندما يكون المنع هو لانتهاك الشرائع الاسلامية فهذا يعد تجاوز على حريات الغير .النقاب لا يجوز ارتدائه عند الحج بل يجب ان يكون الوجه والكفين ظاهرين وهذا من وجوبية قبول الحج ، فالاسلام دين الاعتدال وفيما عدا ذلك فهو اجتهادات شخصية .ولكن المهم هل ان الاسلام هو الوحيد الذي انفرد بالحجاب ؟ قد يكون هو الوحيد في اهتمامه بامر الحجاب ولكن لا يخفى عليكم ان المسيحيين ايضا لديهم نصوص مقدسة بخصوص الحجاب ، في حين نرى اغلب نساء المجتمعات المسيحية لا تبالي بالحجاب بل يظهرن بشكل متعر لا يعلمن ما يجب عليهن بسبب محاولة الايادي الخفية اخفاء النصوص المقدسة بخصوص عفة المراة وصانة كرامتها من خلال الحجاب .الدسقولية ـ كلمة اصلها يوناني معناها التعاليم ـ هذا الكتاب المقدس كتبت فصوله حوالي سنة 100 ميلادية ، ولها اصل يوناني ، اكتشفت سنة 1873م وهنالك الدسقولية السريانية : كُتبت في شمال سوريا حوالي ستة 250مالدسقولية لها نصان متشابهان نص أبو اسحق بن فضل الله : واصله القبطي يرجع إلى سنة 936م ونشره الدكتور وليم سليمان سنة 1979م ، وهو مترجم من القبطية الصعيدية سنة 1295والنص العامي : أي النص السائد ، ونشره حافظ داود سنة 1940م ، وهو مترجم من القبطية سنة 1050م .جاء في مقدمة الكتاب في الطبعة الاولى ص7 ( تشوق الكثيرون أن يقتنوا ذلك الكتاب الذي اتخذ منذ القديم دستوراً للكنيسة الأرثوذكسية, ولا تزال تعترف به قانوناً لها رغم تعدي الكثيرين على كسر ما جاء به من القوانين والتعاليم.. وحال دون هذه الأمنية نُدرة وجوده وعدم طبعه حتى الوقت الحاضر على الرغم من أنه التالي في كتب الكنيسة للكتاب المُقدس) من هنا تظهر اهمية هذا الكتاب الذي يحاول البعض اخفائه والشيء الملفت للنظر في الكتاب هو ما يخص الحجاب والمراة فقد جاء في ص27 .... لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن ان تكن مؤمنات. اهتمي بزوجك لترضيه وحده. وإذا مشيت في الطريق فغطي رأسك بردائك فإنك إذا تغطيت بعفة تُصانين عن نظر الأشرار. لا تزوقي وجهك الذي خلقه الله. فليس فيه شيء ينقص زينة, لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جداً. ولا يحتاج إلى زينة. وما زيد على الحسن فهو يُغير نعمة الخالق .....وفي مقطع اخر يقول: ( ان اردت ان تكوني مؤمنة ومرضية لله فلا تتزيني لكي تُرضي رجالاً غرباء)وفي عبارة رائعة اخرى تحذير لمن ترتدي الثياب الخفيفة او الشبه عارية يقول كتاب الدسقولية ( ولا تشتهي لبس المقانع والثياب الخفيفة التي لا تليق إلا بالزانيات ليتبعك الذين يصيدون من تكون هكذا. وان كنت لا تفعلين هذه الافعال القبيحة للخطيئة فانك بتزينك وحده تُدانين, لأنك بذلك تضطرين من يراك ان يتبعك ويشتهيك).فالحضارة والمدنية الحقة والعلمانية التي تطالب بحقوق المراة فالعفة والحجاب هو من ضروريات تحرر المراة وابعادها عن عبودية الشهوات الجنسية ودليل صيانة كرامة المراة .بعد هذا نسال لماذا ينظر الى الحجاب من قبل البعض انه تخلف وغمط لحقوق المراة ؟ هنا لا نريد ان نبحث عن الجوانب الاخرى الايجابية للحجاب بل اكتفينا بالاعتماد على النصوص المقدسة للغير لانه افضل في الحجة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو محمد الزيادي
2010-08-23
بارك ألله فيك أخي سامي وفقك لكل مراضيه وجنبك معاصيه . أنا أعتقد أن من واجبنا الشرعي توضيح القيم السمحاء لديننا خصوصا بعد أن طغت قيم الإرهاب والتفخيخ وقطع الرؤوس والإنتحاريين التي يقوم بها إتباع البعث الكافر و عصابة القاعدة الإجرامية . تقبل فائق إحترامي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك