حسين جميل الركابي
المعطيات والإفرازات السياسية بحاجة إلى وقفة ومراجعة ثم إلى غربلة وهذا دليل وعي ونضج سياسي أذا اعتمدنا مقاييس وثوابت منطقية وان تقاطع ذلك مع رغبتنا وتصادم ضد انتمائنا وولائنا00 ورغم ان الحراك السياسي كشخوص, وكتل, وأحزاب, وتيارات,وائتلافات, كاافراد وجماعات لازال مستمرا,قد تتبدى بعض الشكوك, ولكن هذا لايمنع من إثارة العديد من التساولات وعلى رأس هذه التساولات مااتصل منها بمدى الاتفاق والافتراق على تشكيل الحكومة 00الجميع يدرك ان تأخير تشكيل الحكومة أصبح امرأ لاينكره احد,وبديهي ان هناك أطراف وأشخاص يتحملون عبء هذا التأخير 0لان أقوى المفاهيم والقيم تتحطم على صخرة المصالح!!ولا اعني بذلك عدم وجود استثناء,على العكس من ذلك يوجد أفراد مستعدون ان يضحوا بكل شيء من اجل العراق ورفعته,والتاريخ ماثل امامنا0 00
عجيب أمر بعض ساسة العراق في هذا الزمن النكد! الجميع يتحدث عن المفاهيم والقيم الإنسانية وعدم تهميش الاخر,والجميع كذلك ينادي بتقديم الخدمات,والاستتباب ألامني, والقضاء على البطالة,وفك عقدة لغز الكهرباء00ولكن هل يستطيع احد ان يدعي ان هذا هوالحل النهائي ,قطعا الجواب لا,سئمنا من إطلاق التصريحات والعبارات,نحن بحاجة إلى عمل حقيقي,بعيدا عن الفبركة,والتزويق اللفظي,وسبك مفردات في قوالب إنشائية وإلا قل لي بربك لماذا كل هذا التشظي والانقسام,والتأخير الغير مبرر ليس على حساب السادة النواب,لان راتبهم وامتيازاتهم وحمايتهم سارية المفعول,التأخير جاء على حساب الملايين من أبناء الشعب العراقي الذي قدم بحرا من الدماء الطاهرة في زمن الطاغية المجرم صدام,ولا زال يقدم التضحيات في مواجهة البربرية الهمجية من قبل التحالف التكفيري ألبعثي,وخرج الشعب متحديا الموت لكي يشارك في الانتخابات التشريعية00
اننا متخلفون ,لاينكر احد هذا ,والمتخلف,لكي يلحق بالركب ,لابد ان يخطو بدل الخطوة الخطوتين والثلاث والعشر,بالطبع دون ان يغلو في السرعة فتكون وبالا عليه !00هذه المتناقضات يمكن ترجمتها جميعا إلى متناقضات في الثقافة بأوسع معانيها 00لدينا ثقافة منطق,وثقافة يد,وثقافة قلب,وثقافة انفعال,وثقافة منصب,وثقافة سلوك ,وثقافة حوار,و,و,و,كل هذه المفردات يصيبها الضعف والقوة00ان في البلد الواحد,وفي الحزب الواحد,وفي الأسرة الواحدة,عقليات لايمكن ان تلتقي أبدا,ولا ان تفهم الشيء الواحد,من إلف شيء فهما واحدا0ولااشير بذلك إلى اختلاف المصالح,فمن شان المصالح ان تختلف دائما,وجاز ان يكون عليها تصالح0 إلا الثقافة,فاختلافها مزمن,لأنه اختلاف إدراك!!! 00وهذا التناقض الثقافي هو الذي حدا بالبعض الى رفض فكرة الطاولة المستديرة التي دعا إليها سماحة السيد عمار الحكيم,البعض رفض الفكرة لأنه يعتقد انه اكبر واجل من ان يجلس ويتباحث سوية مع الآخرين بدون امتياز00
السؤال هو ماالضير من ان يجلس الجميع ويتباحثوا ويتكاشفوا (لوتكاشفتم لما اختلفتم) 00ماالمانع من ان يجلس الجميع وجه لوجه بهدوء واتزان مع إحساس بمسؤولية عظيمة امام الله,وأمام الشعب,وأمام التاريخ, المشكلة سادتي الأفاضل إننا بحاجة إلى دروس أخلاقية في معاني التواضع والتسامح,وتقبل الطرف الأخر,والإيثار,والتنازل عن عشق الذات,وان نستشعر معنى الاندكاك بحب الوطن,بعيدا عن المتاجرة,والمزايدة لان حب الوطن ليس لقلقة لسان بقدر ماهو تضحية,ومعاناة,وعطاء عملي,يرخص فيه الغالي والنفيس, لان الوطن أمانة ومسؤولية شرعية وأخلاقية0 أما حفظ المصطلحات السياسية,واستظهار القدرة على البلاغة وفن الخطابة امام الصحف والفضائيات لايجدي نفعا ان لم يرافقه ذلك الترفع عن الأطر الحزبية والفئوية الضيقة لاجل الصالح العام,صحيح ان معظم العاملين في الحقل السياسي ينتمون إلى أحزاب شتى,وهذا ليس بمعيب,ولكن أذا كان المعيار هو ان الجميع يعمل لأجل حزبه ويقدمه على الثوابت الوطنية,فهذه كارثة الكوارث,وعلى العراق السلام, أكاد اجزم لو ان جميع الكتل الفائزة اجتمعوا حول الطاولة المستديرة ووضعوا الحلول من خلال لجان تشكل, ووفق آليات وضوابط تراعي الاستحقاق الانتخابي لما اخذ تشكيل الحكومة كل هذا الوقت00ولكن يتضح من خلال المواقف لبعض رؤساء الكتل والقوائم ان هناك تزمت وتعنت والتراشق الإعلامي أصبح غير خافي على احد! ويتضح ان بعض الوجوه السياسية لاتتحمل الهزيمة0ولاتعيش إلا بخمر الانتصارات00 هكذا شخصية لايمكن لها ان تستوعب الاخر,وان قبلت فعلى مضض!!00 والواقع يشير إلى اننا نعيش قلقا هو أقوى أنواع القلق في حاضرنا,ومستقبلنا, رغم إدراكنا ان العراق لاتحكمه الأسماء!!!
https://telegram.me/buratha
