الاعلامي والكاتب :علي السوراوي
كتبت في أحد المقالات بأن اهم العوامل التي تقف وراء التدهور السياسي والثقافي الاقتصادي والاجتماعي لمجمل المنطقة والشعوب العربية هي :
- حالة الانفصام بالشخصية وضياع الهوية الحقيقية لمجمل الشعوب العربية المسلمة.
- حالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي العامة في مجمل دولنا ولدى شعوبنا.
- انعدام الحريات وتزايد الهجرة إلى كل دول العالم.
- التبعية المطلقة في كثير من الأحيان لدول أخرى في مجالات مختلفة.
- الهوان والذل أمام الآخر بغض النظر عن قوميته ودينه.
عندما كنت في الابتدائية وكان لزاما عليّ يومياً أن أُحضّر واجبي البيتي من نشيد أو إنشاء أو امتحان وما الــى غيره مــن الواجبات المدرسية فكنت أحفظ علــــى الدوام الانشودة الشهيرة (أنا جندي عربي) وكنت ألقيها سواء في الامتحان أو الانشاء أو أي نشاط مدرسي اخر وحتى في المناسبات كحفلات الزفاف والمناسبات الدينية إيمانا مني بهذه الانشودة الرائعة التي كنت لا أعرف معناها سوى إيقاعها الموسيقي فقط لكنها تدل على الشجاعة وكنت في حينها أتمنى أن أعتلي جوادي وأسل سيفي وأكر على الاعداء لكنني لا أعرفهم ...فمرت السنون وإذا بذاك النشيد المدوي دائما بين ثنايا جدران المدرسة يتوكأ على عصا الدهر الخاوية وكأنه مازال يعتاش على نفحة من شعارات الرؤساء والقادة العرب ... أيها المسكين من كتبك حتى يكون السبب في مظلمتك ومن قال بأنك العربي سوى أنا .... ومن يزعم بأنه قال فليرني صفعات خده المبتل بالدموع.
فيا أيها الذين باتوا على قُلل الجبال أغيثوا حالكم وإلا مالكم كيف تحكمون
هُدرت كراماتنا وانتهُكت اعراضنا ونُهبت ثرواتنا وضاعت هويتنا .. ألا من ناصر ينصرنا ألا من رئيس يخاف الله فينا ..هل أصبحت المنطقة العربية موقع فراغ القوة لفقدانها التضامن بين قادتها وشعوبها، الامر الذي جلب المزيد من التدخلات الخارجية في شؤوننا والدخول في قطعات التحالفات مع قوى خارجية تتصارع من أجل الهيمنة علينا ، والتي أغلتنا وافقدتنا المناعة ، لماذا أصبح نظام القيم في المجتمعات العربية خاضعًا للتناقضات والتمزّقات الحادة بين نظرات مختلفة إلى كل الأمور، هل بفضل النوعية والعلاقة المميزة مع القوى الخارجية غير العربية. هل نستطيع فعلا الخروج من هذه الحالة التي تشبه الحلبة الدراماتيكية والدموية في آن معًا، والتي لا يسيطر عليها أحد، بل تحرّكها ديناميكيات خرجت عن السيطرة، سواء داخليًا أو بين الأقطار العربية أو في العلاقة مع الخارج، بأنواعها المختلفة، في ظل نفوذ العظمة العسكرية لكل من الولايات المتحدة الامريكية والعروسة المدللة إسرائيل في المنطقة وفي ظل الخطاب الغربي الذي يبرّر هذه السياسة وبين خطاب عربي مريض ، أما آن الاوان لولادة جديدة تولّدُ واقعًا فكريًا مجتمعيًا جديدًا في كل قطر عربي، وتضامنًا بين الأقطار العربية في معصم نظام يعيد للعربي كرامته المهدورة ودمه المسفوك بسكين الاب. فإن كان الامر والحال كما هو.... سأقول نزولا عند رغبتكم
فـإن نهـزم فهـزّامون قدمـا وإن نـُهْـزَم فغـير مُهزَّمينـا ومــا ان طبنـا جُبْن ولكن منـايانـا ودولـــــــــة آخـرينـا فقـــل للشامتيـن بنــا أفيقـــــوا سيلقـى الشامتون كما لقينـا
https://telegram.me/buratha
